20 أبريل 2013

الغارة الإلكترونية على إسرائيل

تمت منذ 10 أيام تقريبا و هلل لها البعض، و منهم أقلام محترمة مثل فهمي هويدي في هذا المقال
لكن الحقيقة إنه و على الرغم من المبالغة في حجم الخسائر الإسرائيلية، إلا أن هذا ليس ما يعنيني بالدرجة الأولى
بل ما يعنيني إن ما حدث هو أمر بسيط جدا تستطيع أي مجموعة صغيرة من الملمين ببديهيات علم شبكات الحاسب القيام به.

أولا: ماذا حدث؟
الذي حدث ببساطة هو هجوم على مواقع إلكترونية بهدف توقيفها عن تقديم خدماتها للجمهور (ما حدث لم يكن اختراق بالمعنى المتعارف عليه ولا تدمير بنية تحتية ولا شيء من هذا القبيل)

ثانيا: كيف حدث؟
ببساطة عن طريق إغراق الموقع المستهدف بملايين الاتصالات من أجهزة مختلفة في وقت واحد (أو خداعه و الإيحاء له بأنها من أجهزة مختلفة) و استهلاك كل أو بعض موارد الجهاز المستهدف (وقت المعالج - سعة الذاكرة - سعة الشبكة)

ثالثا: لماذا الموضوع بسيط؟
هل سبق لك مشاهدة بث تليفزيوني عن طريق وصلة على الإنترنت؟ 
إذا كانت الإجابة بنعم فلا ريب أنك صادفت تقطع البث في بعض الأحيان رغم أن سرعة الإنترنت عندك ممتازة. السبب يعود إلى كثرة المشاهدين لذلك البث و عجز الخادم(server) عن توفير حيز (bandwidth) يسمح بتلبية كل تلك الطلبات(requests) في نفس الوقت.
هذا الشيء يمكن أن يتعرض له أي جهاز خادم في العالم!
لأن ببساطة موارد أي جهاز كمبيوتر مهما كان حجمه ستظل محدودة بسقف معين!

رابعا: لماذا هي غير مهمة؟
لأن أي مدير شبكة ذكي يمكنه تحديد الجهات التي تُغرق الخادم بالطلبات و حجبها مؤقتا أو دائما.

خامسا: هل هذا يعني أنه لا يمكن اختراق تلك المواقع؟
يمكن ذلك بالطبع، إذا كان تصميم الموقع نفسه أو نظام التشغيل به ثغرات أو أن يكون محمي بكلمة سر ضعيفة أو يستخدم نظام تشفير غير آمن.

سادسا: هل معنى هذا أن الموضوع غير مؤثر؟
هو مؤثر لكن على جهات معينة، مثل شركات الطيران أو البنوك التي يؤثر تعطل موقعها العام المتاح للجمهور على مستوى الخدمة التي تقدمها لعملائها. تعطل موقع شركة طيران مثلا يؤدي لخسارة الشركة لتذاكر كان بإمكانها بيعها و هكذا.

الموضوع لم يكن يستحق هذا التهليل.