
كنت أتساءل دائما عن السبب الذي يجعل الإنسان يتأنق قبل ذهابه للتصوير. و أعني هنا التصوير الفوتوجرافي.
لماذا نحرص على الظهور بأفضل مظهر في الصورة؟؟
لماذا لا نكون فقط على حقيقتنا؟؟
رغم أن أغلب صورنا الشخصية هي لاستكمال أوراق رسمية، إلا أننا نحرص دائما على خروجها على الوجه الأكمل قدر الإمكان.
طبعا أهم الوثاق بلا جدال هي بطاقة تحقيق الشخصية، التي تبدو فيها صور الجميع و كأن هناك هالات سوداء حول العين، بسبب نظام الإضاءة الغبي المستخدم في التصوير هناك.
المثير للسخرية هو استهجان البعض من صورهم في البطاقة بسبب تلك الهالات و كأنهم وحدهم التي تظهر صورهم بها!!
دعونا نعد لموضوعنا على أي حال. لماذا نحرص دائما على الاحتفاظ بألبوم صور يحمل معظم إن لم يكن كل ذكرياتنا؟؟
هل نخشى على تلك الذكريات من الضياع؟؟
هذا معناه أنها لم تكن بتلك الأهمية إذن، مادمنا لن نستطيع تذكرها من تلقاء أنفسنا بعد سنوات.
أم أنه سعي لتفريغ الذاكرة من الذكريات باستمرار؟؟
هل هذا يعني أن أغلب ذكرياتنا لا تستحق مكانا دائما في الذاكرة؟؟
أم أنه بسبب أننا نعيش حياة مفعمة بالذكريات السعيدة التي لن تتسع لها ذاكرتنا، و نفضل عدم ضياعها؟؟
و بهذه المناسبة، لماذا لا تجد أحدهم يحرص على تسجيل ذكرياته التعيسة؟؟
ألا تجد الكل يتشدق بأنه يحاول دائما الاستفادة من أخطائه؟؟
أم أنه يستطيع ذلك في نفس اللحظة التي يرتكب فيها الخطأ؟؟
أم أن الذكريات الأليمة لا يمكن التخلص منها، بينما لا نستطيع الحفاظ على اللحظات السعيدة؟؟
و سؤال أخير يلح علي باستمرار
لماذا نسعى دائما للحصول على صور أشخاص قريبين منا؟؟
هل نخشى أن ننسى ملامحهم؟؟
أم أنهم حقا لم يحصلوا على أي مكان في قلوبنا، لذا نحاول تعويضهم بمكان مهمل في حافظة النقود؟؟