21 أغسطس 2009

من فضلك قدم (أخر) ساعتك 60 دقيقة


عبارتان نسمعهما سنويا، مرة في الربيع، و الأخرى في بداية فصل الخريف.
و نسمع معهما دوما، سخط الشعب المصري على هذه التغييرات، التي لا داعي لها، و أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تفعل هذا.
لم يكلف أحد نفسه عناء البحث عن أي معلومات عن التوقيت الصيفي.
فلو فعل هذا، لاكتشف أن كل دول أوروبا(باستثناء ايسلند) تقدم الساعة في الصيف، حتى الإنجليز، لا يستخدمون توقيت جرينتش في الصيف.
بل و أكثر من هذا، فالتوقيت الصيفي عندهم، يبدأ في الأحد الأخير من مارس، و ينتهي في الأحد الأخير من أكتوبر، أي أنه يستمر لمدة سبعة أشهر في السنة، و ليس خمسة فقط مثلنا (من الجمعة الأخيرة في أبريل، حتى الجمعة الأخيرة في سبتمبر، إلا في حالة تعارض هذه الفترة مع شهر رمضان.)
و ليست دول أوروبا فقط، بل روسيا و تركيا و معظم الولايات الأمريكية و البرازيل و كندا و اليابان و إيران و لبنان و سوريا و الأردن و غيرها من الدول.
أما بالنسبة لفوائده فهي كثيرة جدا.
أولها و أهمها، توفير الطاقة، فإضافة ساعة للنهار، تقلل من استخدام الكهرباء للإنارة في الليل، بمقدار هذه الساعة.
لكن لأننا نستخدم الاضاءة الصناعية ليل نهار، فنحن لا نشعر بهذه الفائدة.
الثانية، إضافة ساعة جديدة للنهار، تمنحنا فرصة لممارسة الرياضة، بعد العمل أو الدراسة.
لكن لأننا شعب لا يقدر أهمية الرياضة اليومية، فلا فارق في هذا الأمر.
الثالثة، تقليل معدل حوادث الطرق بسبب وجود إضاءة طبيعية، أغلب فترات اليوم، و قلة ساعات الليل.
لكن لأن الحوادث عندنا، لا ترتبط بليل أو نهار، بل تأتي بسبب رعونة السائقين، الذين يعتبر كل منهم نفسه أفضل سائق في المجرة، فلا يهمنا هذا الأمر.
و الكثير من الفوائد غيرها.
طبعا هذا لا يعني أن هذا النظام كامل، و لا توجد له عيوب.
من أبرزها اضطراب جداول المواعيد، و الاجتماعات، و اختلاف مواعيد السفر، و تأثر حفلات السينما و المسرح، و مواعيد تناول المرضى للأدوية و غيرها.
لكن أيضا لأننا لا نحترم مواعيدنا أصلا، و لا تأتي وسائل المواصلات أبدا في مواعيدها المحددة، كما أننا لا نذهب إلى السينما أو المسرح، لأننا نحصل على الأفلام من الإنترنت، و قبل عرضها في السينما، كما أننا أيضا لا نتناول الأدوية في مواعيدها، بل الواقع أننا نتناول أدوية كلما شعرنا بالتعب، و دون استشارة أي طبيب.
لكل هذا و ذاك، تجد الشعب المصري، يتساءل دائما، لماذا تقديم و تأخير الساعة؟؟؟
و عندهم حق فعلا في هذا التساؤل !!!!