17 مايو 2010

سيطرة لنادال على موسم التراب قبل رولان جاروس


بعد بطولة مونت كارلو، أقيمت بطولتين أخريين فئة 1000 نقطة في روما و مدريد، بفاصل زمني أسبوع بين بطولات الماسترز الثلاث، لعبت خلاله بطولات فئتي 500 نقطة و 250 نقطة. من ناحية أخرى أقيمت ثلاث بطولات رئيسية للسيدات في شتوتجارت و مدريد و روما. سنلقي نظرة على أبرز الأحداث و النتائج.

1- بعد الفوز الساحق الذي حققه نادال في مونت كارلو بخسارة 14 شوطا فقط في 5 مباريات، انتظر الجميع عودة المصنفين الكبار في روما و مدريد لكي نحكم على مستوى رافا، الذي بقي لمدة 11 شهرا دون ألقاب، و أرجع الكثيرون سهولة فوزه لغياب أبرز منافسيه، و على رأسهم السويسري روجر فيدرير و السويدي روبن سودرلينج، آخر لاعبين هزما رافا على التراب.

2- استطاع رافا إسكات أبرز منتقديه بالدفاع عن لقبه في روما في وجود جل المصنفين الأوائل، لكن الفوز لم يكن مقنعا أيضا. رافا لم يواجه أي لاعب ضمن الـ 16 الأوائل على العالم في طريقه للقب، و واجه صعوبات جمة في مباراته مع اللاتفي الشاب إيرنستس جولبيس في نصف النهائي، و هو لاعب يعتمد على الضربات القوية و يمتاز بطول القامة، نفس صفات السويدي روبن سودرلينج، الذي فاجأ العالم بإقصاء نادال في الدور الرابع من فرنسا المفتوحة هذا العام. ثم أتت مدريد، و التي تعطي أفضلية أكبر لأصحاب الإرسالات القوية و الضربات السريعة، كما تحافظ على الكرة منخفضة مقارنة بباقي الأرضيات الرملية للبطولات الرئيسية. كانت أصعب اختبار لرافا هذا الموصم على الرمل، فهو خسر في نهائي الموسم الماضي أمام خصمه العنيد فيدرير في مباراة يعتبرها الكثيرون نقطة تحول كبرى في مسيرة اللاعبين. فعليا، لم يبد رافا منيعا كعادته على التراب، و تعرض لمضايقات في أكثر من مناسبة من لاعبين أصحاب إرسالات سريعة أو لا يخشون ضرب الكرة بكل قوة، و تعرض للإحراج في نصف النهائي أمام مواطنه نيكولاس ألماجرو، الذي كسر إرسال نادال 3 مرات في مجموعة واحدة!! لكن رافا بإصراره و عزيمته اللذين يميزانه عن أقرانه استطاع الوصول للنهائي ليضرب موعدا مع السويسري روجر فيدرير الذي قضى على أحلامه مرتين في الجمع بين بطولات الماسترز الثلاث المقامة على الأراضي الرملية.

3- من ناحية أخرى، فإن بداية فيدرير كانت متعثرة حيث افتتح موسمه الترابي بخسارة من جولبيس في روما، في مباراة أعادت للأذهان اخفاقاته في بطولات الماسترز في الولايات المتحدة قبل شهر أو يزيد. جاءت إستوريل البرتغالية لتمثل أفضل استعداد، حيث لم يشارك فيها أي لاعب من المصنفين الأوائل، و اكتملت فرصة فيدرير بانسحاب المصنفين الثاني و الثالث من البطولة، لكنه نجح في الخسارة أمام ألبرت مونتانيس في نصف النهائي مهدرا تقدما عريضا في شوط كسر التعادل في المجموعة الثانية. أتت مدريد كبطولة تمنح فيدرير أفضلية كونها الأنسب لأسلوب لعبه الهجومي، و رغم البداية الجيدة، إلا أنه لم يكن مقنعا خاصة مع عادته الجديدة في خسارة إرساله في افتتاح الكثير من المجموعات، كدليل على ضعف تركيزه الذهني مع بداية المباريات، و هي أشياء كان يتميز روجر دائما بعكسها، لكنه استطاع تجاوز عقبات البطولة ليضرب موعدا مع نادال في نهائي البطولة للعام الثاني على التوالي، و لتكون المواجهة الأولى في خلال 12 شهرا بين اللاعبين الكبيرين.

4- المباراة لم ترق للمستوى المأمول. هذه حقيقة. لكن هذا لا يمنع أننا خرجنا ببعض الدروس المستفادة منها، خاصة أننا سنوضح في النقاط التالية أن مواجهة في نهائي رولان جاروس هي السيناريو الأكثر ترجيحا. روجر فيدرير كان يعلم أن نسبة عالية من الإرسال الأول ستكون هي المفتاح للسيطرة على التبادلات و فرض أسلوب لعبه على خصمه الإسباني، و حقق فعلا نسبة 67%(أفضل نسبة له في بطولة هذا العام 70% أمام جولبيس، و هي أفضل كثيرا من نسبته العام الماضي أمام نادال 62% و كانت أفضل نسبة له في الخمس مباريات الأخيرة في فرنسا المفتوحة العام الماضي هي 65% في النهائي) لكنه، على الرغم من ذلك لم يستطع فرض إيقاع لعبه حيث فاز بنسبة 59% فقط من النقاط على إرساله الأول و تعرض للكسر 4 مرات في مجموعتين مقارنة بنجاحه في الحفاظ على إرساله في نهائي العام الماضي طيلة المباراة. في حين أن روجر استخدم كرات الدروب شوت بفعالية كبيرة في المجموعة الثانية إلا أنه فشل في نقطة هامة في شوط كسر التعادل و أهدرها بغرابة شديدة (لم يلعب النقاط الهامة كما ينبغي) كما أنه حقق معدلا ضعيفا على الشبكة مقارنة بخصومه الذين يفترض أنهم أقل منه في هذا الجزء من الملعب (14/23 ضد فيرير مقابل 13/19 للإسباني حتى في المجموعة الأولى الخيالية له على الإرسال 77% معدل إرسال أول و 93% و 88% معدل كسب نقاط على الإرسالين الأول و الثاني على الترتيب فإنه كان 5/10 على الشبكة!! و في المباراة السابقة أمام جولبيس كان 12/21 على الشبكة مقابل 11/14 لخصمه الشاب) لذا لم يكن غريبا أن يكون روجر 10/20 أمام رافا على الشبكة مقابل 5/11 لخصمه العنيد، بل إنني في الواقع أرى أن هذه النسب لا يمكن إلا أن تصبح أفضل للإسباني و أسوأ للسويسري حال المواجهة المرتقبة في رولان جاروس. روجر لم يلعب النقاط الهامة كما ينبغي أيضا 3/11 في نقاط الكسر، لكنه متوقع مقارنة بأدائه في المباراة السابقة (2/9 أمام فيرير). هذه أكثر أرضية ترابية مناسبة لفيدرير، فاز على نادال في العام الماضي، لم يعد مطالبا بالفوز بفرنسا المفتوحة بعد إحرازه لقب العام الماضي، استطاع الحصول على معدل جيد للإرسال الأول، و مع ذلك خسر بمجموعتين نظيفتين!!

على الجانب الآخر فإن نادال، استطاع إزاحة حمل جديد من على أكتافه، الفوز على لاعب مصنف ضمن الثمانية الأوائل لأول مرة خلال 12 شهرا!! لا تتعجب عزيزي القارئ، فمنذ المباراة الماراثونية أمام نوفاك دجوكوفيتش في نصف نهائي مدريد 2009 و نادال لم يفز على أي لاعب أعلى من التصنيف التاسع عالميا، و في الواقع فإنه لم يفز على أحد مصنف ضمن العشرة الأوائل باستثناء الفرنسي جو ويلفريد تسونجا!! نادال استطاع أيضا إحراز اللقب على أقل أرضية مفضلة له و رغم ارتكابه 27 خطئا مباشرا و هي نسبة عالية بالنسبة لنادال في مباراة من خمس مجموعات، فما بالناب بمباراة انتهت في مجموعتين، كما تعرض للكسر 3 مرات في مجموعتين، و هو أمر مستبعد حدوثه مجددا في باريس. فوز معنوي هام جدا، و رغم ذلك فإن رافا بدا قابلا للهزيمة أمام لاعبين يسددون ضربات قوية عميقة مثل جولبيس في روما أو يستطيعون الحصول على زوايا حادة جدا من على ضرباتهم الخلفية و لا يخشون التبادلات عليها مثل ألماجرو في مدريد، جاعلا نادال عرضة للخروج من فرنسا المفتوحة حال مقابلة لاعب يلعب بأي من الأسلوبين، و هو ما يبدو مستبعدا قياسا للمستوى الحالي لهؤلاء اللاعبين.

5- استطاعت كتيبة الأرمادا الإسبانية تحقيق نتائج جيدة جدا في موسم الأراضي الرملية. فيرناندو فيرداسكو فاز بلقب برشلونة و صعد لنهائي مونت كارولو و نصف نهائي روما، فيما وصل ديفيد فيرير لنهائي روما و نصف نهائي مونت كارلو و برشلونة و مدريد. فيرداسكو و فيرير لعبا أول مباراة نهائية في بطولة ماسترز 1000 نقطة في مسيرتتهما في مونت كارلو و روما على التوالي و خسرا أمام نادال.

6- المصنفان ثالثا و رابعا نوفاك دجوكوفيتش و أندي موراي (في الواقع الجوكر قضى الموسم الترابي مصنفا ثانيا، لكنه خسره هذا الأسبوع لمصلحة نادال) واجها صعوبات جمة في مواجهة الإسبان. الجوكر خسر مرتين أمام فيرداسكو و البريطاني تلقى هزيمتين متتاليتين على يد فيرير. إذا كانت هذه النتائج مقبولة بالنسبة لموراي الذي لا يجيد اللعب على هذه الأرضية، فإنها ليست كذلك بالنسبة للصربي الذي خسر ثلاث مرات الموسم الماضي أمام نادال، حين كان هذا الأخير في قمة مستواه.

7- إذا كان سودرلينج هو ظاهرة الموسم الماضي بالتألق في بطولة العالم للفرق، ثم إخراج نادال من الدور الرابع لفرنسا المفتوحة، فإن اللاتفي إيرنستس جولبيس قد يكون حصان رولان جاروس الأسود هذا العام. لاعب يملك إرسال أول فعال و إرسال ثان مميز للغاية، يجيد التعامل مع الكرات العالية، و الأهم أنه لا يخشى أي لاعب مهما كان. أحرج نادال في روما و ظل ندا حتى الشوط الأخير، و لعب مباراتين من ثلاث مجموعات ضد فيدرير؛ فاز بواحدة و خسر أخرى.

8- تأكد انسحاب الأرجنتيني خوان مارتن ديل بوترو و الروسي نيكولاي دافيدنكو من فرنسا المفتوحة للإصابة، فيم لا يبدو الأمريكي أندي روديك أفضل من الأعوام السابقة، و هو الذي لم يلعب أي مباراة في الفردي منذ فوزه بلقب بطولة ميامي.

9- على الجهة الأخرى، فازت البلجيكية جوستين هينين بأول ألقابها بعد عودتها من قرار الاعتزال في شتوتجارت، حيث حققت الفوز على لاعبتين متألقتين هذا الموسم على الرمل؛ الصربية يلينا يانكوفيتش و الأسترالية سامنثا ستوسور، قبل أن تخسر في الدور الأول لمدريد، أمام أرفاني رضائي، لكن خصمتها على الأقل تمكنت من الفوز باللقب متخطية في طريقها يانكوفيتش و فينوس ويليامز. يانكوفيتش كانت قد نجحت في الفوز على الشقيقتين ويليامز في بطولة روما، المرة الثامنة التي تخسر الشقيقتان، اللتان تحتلان هذا الأسبوع المرتبتين الأولى و الثانية في تصنيف رابطة تنس السيدات، أمام لاعبة واحدة في نفس البطولة.

10- يبقى رافائيل نادال و جوستين هينين مرشحين فوق العادة لانتزاع لقب خامس لأي منهما في فرنسا المفتوحة. منذ أول لقب لهما في باريس، لم يخسر كل منهما سوى مباراة واحدة، رافا في 2009، و جوستين في 2004.

12 مايو 2010

الهتِّيف


هو شخص يمكن أن يتواجد في أي مكان و كل موقع..
لا يعرف شيئا عن أي شيء..
رغم ذلك تجده دائما صاحب أعلى صوت في الجموع..
يتميز بجرأة شديدة و ثقة كبيرة في النفس..
ليس لأسباب تتعلق بطبيعة شخصيته..
بل يستمدها من المحيطين به..
أو الحامين له..
كلما رأى نظرات الضعف في من حوله، ازداد قوة و بأس..

قد تجده في طابورما يصيح بأعلى صوته مطالبا بسرعة العمل حين يرى تباطؤ الحركة..
ليس لأنه يريد المصلحة العامة..
بل لأنه يريد أن يصنع ضوضاء كافية ليطلب منه المختصون التقدم لإنهاء مصلحته كي يريحهم من صوته القبيح.

ربما تجده في مظاهرة ما..
متصدرا الصفوف، و محمولا على الأعناق..
لا لكي يتلقى الضربة الأولى، كما يفترض..
بل لكي يضرب أول ضربة، ثم تراه أول الفارين.

أحيانا يكون صحفيا في جريدة كبرى..
يمدح الزعيم القائد على كل خطاب أو قرار..
تشعر أن القائد منزه عن الخطأ..
طوال سنوات لم تقرأ له أي نقد لربان السفينة..
ارتضى أن يكون تابعا ذليلا طوال عمره..
من أجل لقمة عيش تلقى إليه كالحيوانات.

من الممكن أن يكون صحفيا معارضا..
يمتاز بكتابة العناوين الرنانة..
ساخطا دائما و أبدا على كل شيء..
يصف نفسه -بكل تواضع- على أنه لسان حال الفقراء و الغلابة..
و هو الذي ربما لم يقابل واحدا منهم في حياته.

قد يكون وزيرا في وزارة رئيسية..
يأتي دائما للبرلمان و في يده كومة من الأوراق..
يبدأ كلامه بأنه سيتحدث بلغة الأرقام..
يتحدث دائما عن إنجازات وزارته على أنها مجرد زيادة في الإنفاق..
وفرنا كذا و كذا..
دفعنا كذا و كذا..
و لا ينسى أن ينسب كل الإنجازات لتاريخ محدد..
ليس تاريخ توليه الوزارة بالمناسبة..

قد يكون زعيما معارضا..
يطالب الشعب بالالتفاف حوله..
لأنه -حسبما يصفه أنصاره- المخلِّص..
يعد بتحقيق كل أحلام الشعب في ظرف سنوات..
حين تسأله عن الكيفية، لا تختلف إجابته كثيرا عن من يحكم..
مجرد وعود بمستقبل أفضل..

أو يكون نائبا في البرلمان..
يظهر ليقول أي كلام فارغ كل فترة و أخرى..
لا ينسى أن يذكر اسم دائرته كلما أتت الفرصة..
مطالبا الوزير قيد الاستجواب أو المناقشة بالاهتمام بها..
واضعا في اعتباره بالطبع الانتخابات المقبلة.

و الطامة الكبرى أن تجده في أعلى منصب في الدولة..
خطيبا مفوها..
يتحدث من القلب، كما يصفوه..
لا يقرأ من ورقة معدة مسبقا..
لغته قوية..
يهدد بإلقاء العدو و من ورائه في البحر..
يعجب به الناس..
يظهر مع أول مواجهة أنه لم يكن يتحدث إلا بكلام فارغ..
يبررون له حينها الموقف بأنه لم يكن يدري ما يدور في الكواليس..
لا يترك مكانه هكذا بكل بساطة..
بل يستخدم موهبته الأثيرة..
خطاب لشعبه يخبرهم ظاهريا بتنحيه، و في الباطن يطلب منهم الالتفاف حوله..
الغريب أن الشعب المسكين يصدق..
الأغرب أن تجد من يتحسر على أيامه بعد عشرات السنين!!

11 مايو 2010

مد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين


إذن، لم يفِ الرئيس بوعده الانتخابي باستبدال قانون جديد لمكافحة الإرهاب بقانون الطوارئ المهين!!
بل فضل اعتماد قانون الطوارئ بصورة جديدة تقتصر فقط على مواجهة الإرهاب، و جلب و تصدير و الإتجار في المواد المخدرة.

ظاهريا، تقدمنا خطوة للأمام..
لكن الواقع كما هو
يمكن للشرطة اقتحام أي منزل و تلفيق أي تهمة من السابق ذكرها إلى المواطن المصري :(

مع الحراك السياسي الذي شهدته البلاد مؤخرا، و مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، ثم انتخابات مجلس الشعب في نهاية هذا العام، و الانتخابات الرئاسية في العام القادم، كان تمديد حالة الطوارئ هو الخيار الوحيد أمام النظام للخروج بأكبر مكاسب ممكنة من هذين العامين.
يبدو أن الحزب الحاكم لا يزال يشعر بسوء موقفه في الشارع الانتخابي، و يعلم أن أي انتخابات دون فرض قانون الطوارئ ستكون نتيجتها مأساوية على الحزب الذي شاخ في السلطة..

في نفس الوقت لم يكن من الممكن تجاهل الضغوط الخارجية، و الأمريكية تحديدا، على مصر لإلغاء القانون، فجاء بهذه الصورة التي وافق عليها 308 عضوا، و رفضها 101، في حين تغيب 45 عضوا عن الحضور..

و فيما يلي نص قرار رئيس الجمهورية

بعد الإطلاع على الدستور .. وعلى قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 ، وعلى القانون رقم 182 لسنة 1960 فى شأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والإتجار فيها.
وعلى قانون حالة الطوارىء الصادر بالقانون رقم 162 لسنة 1958.
وعلى قرار رئيس الجمهورية المؤقت رقم 560 لسنة 1981 بإعلان حالة الطوارىء.
وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 160 لسنة 2008 بمد حالة الطوارىء وبعد أخذ رأى مجلس الوزراء.

تقرر

(المادة الأولى)
تمد حالة الطوارىء المعلنة بقرار رئيس الجمهورية المؤقت رقم 560 لسنة 1981 المشار إليه لمدة سنتين إعتبارا من أول يونيه سنة 2010 حتى 31 مايو سنة 2012.

(المادة الثانية)
يقتصر تطبيق الأحكام المترتبة على إعلان حالة الطوارىء خلال مدتها على حالات مواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وجلب وتصدير المواد المخدرة والإتجار فيها. كما يقتصر اتخاذ التدابير المناسبة للمحافظة على الأمن والنظام العام فى مواجهة الأخطار المشار إليها فى الفقرة السابقة على نطاق التدابير المنصوص عليها فى البندين (1) ، (5) من المادة (3) من قانون حالة الطوارىء المشار إليه دون غيرها.

(المادة الثالثة)
يعمل بأحكام هذا القرار بعد موافقة مجلس الشعب.

(المادة الرابعة)
ينشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية.

حسنى مبارك


صدر برئاسة الجمهورية فى 26 جمادى الأولى سنة 1431 هجرية الموافق 10 مايو سنة 2010 ميلادية.

10 مايو 2010

لا تعديلات دستورية في الوقت الراهن


منذ حوالي عشرة أيام، قامت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية بإجراء مناظرة بين الدكتور محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، و أحمد عز أمين التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
كنت أنوي التعليق على المناظرة في وقتها، لكنني فضلت الانتظار حتى سماع خطاب الرئيس مبارك في الاحتفال بعيد العمال.
انتظرت مجددا حتى سماع التعقيب من الجمعية الوطنية للتغيير، لكنهم يقولون أنهم بصدد إعداد الرد.

لذا فلنر ما لدينا هنا:

- الرئيس حسني مبارك يحكم مصر منذ ما يقارب 29 عاما، اتسمت بسيادة قانون الطوارئ، الذي تم تطبيقه فور اغتيال الرئيس السادات.
- في ظل قانون الطوارئ هذا، تعتبر الرقابة القضائية على الانتخابات مجرد حبر على ورق، فالكلمة الأخيرة لرجال الداخلية، الذين يدينون بالولاء للنظام الحاكم.
- يطالب البرادعي بوجود ضمانات لنزاهة الانتخابات متمثلة في إشراف قضائي كامل، و مراقبة دولية.
- يرد أحمد عز على هذا الكلام بأن وجود قانون الطوارئ ضرورة ملحة، فهو الموازي لقانون باتريوت في الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب.
- البرادعي يرفض الترشح من خلال أحد الأحزاب الموجودة بالفعل. طبقا للتعديل الدستوري الأخير، يحق لكل حزب مضى على تأسيسه خمس سنوات على الأقل أن يرشح أحد أعضاء هيئته العليا في انتخابات 2011، بشرط مرور سنة متصلة على انضمام العضو للهيئة العليا.
- يرد عز بأن البرادعي رفض دعوة نصف الأحزاب المصرية للترشح باسمها، كما رفض عرضا رسميا للانضمام لصفوف الحزب الوطني الحاكم، و خوض معترك الحياة السياسية من خلاله.
- يمكن للبرادعي أن يتراجع عن رفضه هذا في مدة أقصاها منتصف العام الحالي، أي خلال الأسابيع القليلة القادمة.
- إذا لم يحدث، و هو المتوقع، فسيكون عليه انتظار تعديل دستوري لتيسير شروط ترشيحه كمستقل، أو الانتظار للانتخابات التالية.
- البرادعي يحزر تقدما كبيرا في حشد آلاف الأصوات عبر الإنترنت، لكنه لم يستطع تحويل هذا الحشد إلى أرض الواقع، بسبب قانون الطوارئ السالف ذكره.
- يعتقد عز أن أنصار البرادعي ينتمون لليسار الذي حكم مصر في الستينات و أثبت فشله، و اليمين المتطرف، الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، ويلمح عز أنه في حالة وصول هؤلاء للسلطة، فسوف ترى الولايات المتحدة إيران أخرى في المنطفة.

هذا تقريبا ملخص المناظرة التي تمت عبر شبكة سي إن إن.

انتظر الجميع خطاب مبارك
قكانت الضربة القاصمة للمعارضة كلها بتأكيده أنه لا نية حالية لتعديل الدستور

وقال الرئيس: «لا مجال فى هذه المرحلة الدقيقة لمن يختلط عليه الفارق الشاسع بين التغيير والفوضى، وبين التحرك المدروس والهرولة غير محسوبة العواقب»، مشيراً إلى أن الشعب هو الحَكَم وستكون كلمته هى الفيصل فى صناديق الاقتراع.

وهاجم الرئيس من وصفهم بـ«أصحاب الشعارات».. وقال: «عليهم أن يجيبوا عن تساؤلات الناس، ماذا لديهم ليقدموه؟ وما سياساتهم لجذب الاستثمارات وإتاحة فرص العمل؟ ما برامجهم لرفع مستوى معيشة محدودى الدخل؟ ما مواقفهم من قضايا السياسة الخارجية ومخاطر الإرهاب؟».


خطاب قوي جدا!!

لذا دعونا نلخص الموضوع
البرادعي و أنصاره يطالبون بتعديل مواد الدستور الخاصة بشروط الترشح، لتسهيل خوض المستقلين للانتخابات، و تحديد مدة الرئاسة بمرتين فقط، و تولي القضاء الإشراف الكامل على الانتخابات و وجود مراقبة دولية.

الرئيس أعلن رفضه لهذا، بغرض تحقيق الاستقرار
و هو شيء مثير حقا إذا أخذنا في الاعتبار أن تعديل الدستور الذي تم في 2005، حدث بأقصى درجات الهرولة الممكنة، لدرجة أنه لم يستغرق سوى أشهر تعد على اليد الواحدة، وفي نفس عام الانتخابات الرئاسية و التشريعية!!
بل و أكثر من ذلك، تمت تعديلات دستورية أخرى في 2007، أي بعد عامين على التعديل السابق.

لو أن هذه ليست هرولة، فأنا لا أدري ما هي الهرولة حقا!!

البرادعي سيحتاج للترشح في انتخابات 2011 كمستقل، ما لم تحدث مبادرة رئاسية أخرى لتعديل الدستور، ربما بضغوط أمريكية، فلا ننسى خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في القاهرة في يونيو 2009

"لدي اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لأمور معينة: القدرة على التعبير عن أفكارهم، ان يكون لهم رأي في الطريقة التي يحكمون بها؛ الثقة في سيادة القانون وإقامة المساواة بين العدالة؛ كذلك شفافية الحكومة والا يتم سرقة الشعب، وحرية العيش على النحو الذي تختاره."

المشكلة أن الدستور يغلق كل الأبواب على أي مرشح واعد لخوض سباق الرئاسة، حتى جمال مبارك نفسه، الذي سيبدو في حال ترشحه كوريث للحكم، عوضا عن مواطن مصري يسعى للحصول على حق أصيل له بخوض الانتخابات.

أما الأحزاب الموجودة فكلها لا يعرف عنها المصريون غير أسماء ثلاثة أو أربعة أحزاب. حتى حزب الوفد، الذي يفترض به أنه أكبر أحزاب المعارضة، كانت أقصى أحلام و طموحات رئيسه في الانتخابات السابقة هي الحلول ثانيا خلف مبارك. طبعا واجه صدمة عمره حين تفوق عليه أيمن نور، الذي قضى سنوات عديدة في حزب الوفد، قبل أن يؤسس حزبه الخاص.

أيمن نور قد يعاود الكرة في 2011، لكني لا أظن أنه يحظى بنفس القبول الجماهيري الذي كان عليه في 2005. حتى لو ترشح، فسيبدو كبديل للبرادعي، ألقت به قوى المعارضة في قلب صراع .

الإخوان المسلمون هم أكبر كتلة سياسية في مصر بعد الحزب الوطني الحاكم، لكنهم لا يريدون الدخول في معركة مع النظام، خصوصا و أنهم يعلمون بصعوبة تكرار إنجاز الانتخابات التشريعية السابقة. لا تريد الجماعة فتح جبهة جديدة فتخسر كل ما حققته في السنوات الأخيرة.

حقيقة لست أمانع في بقاء المادة 76، المتعلقة بكيفية الترشح، كما هي. ما يهمني فعليا هو المادة 77 التي تعطي الرئيس الحق في الحكم مدى الحياة.
تغيير هذه المادة وحده كفيل بدفع عجلة الحراك السياسي في البلد.
الرئيس الذي يعلم أنه لن يخلد في الحكم، سيحاول جاهدا تحقيق إنجازات على أرض الواقع، خصوصا في فترة حكمه الأخيرة، التي لن يكون فيها تحت ضغط تثبيت نفسه على كرسي الحكم للفوز في الانتخابات التالية.

مادة أخرى أراها مهمة جدا، وهي المادة 87 الخاصة بتحديد نسبة أعضاء مجلس الشعب، ليكون نصفهم على الأقل من العمال و الفلاحين.
لكن لنترك الكلام عن هذه المادة لحينه.


الشيء المثير هو أن الرئيس لم يتطرق في خطابه لموضوع الاتفاقية الجديدة التي تنوي بعض دول حوض النيل توقيعها في خلال أسبوع لمناقشة توزيع حصص مياه النيل!!
و هذه قصة أخرى.

05 مايو 2010

أسماك طائرة في لاتفيا



بالقرب من بلدة كولديجا في لاتفيا، تحاول الأسماك تجاوز الشلال المائي على نهر فينتا.

تسبح الأسماك، المعروفة باسم فيمبا، ضد التيار في محاولة للوصول لمكان أفضل لوضع البيض، إلى أن تصل إلى شلال النهر، الذي يبلغ اتساعه 249 مترا.

يمتلك هذا النوع من الأسماك هيكلا عظميا مشابها لأسماك السلمون، يمكنها من السباحة عكس التيار و القفز لأعلى.

هناك أماكن أخرى لوضع البيض موجودة أسفل النهر، لذلك لا مشكلة للكثير من الأسماك التي لا تستطيع عبور النهر، الذي يستغرق عدة أسابيع كل موسم.


من رويترز

03 مايو 2010

فراغ عقلي




الصوت، هو اهتزاز أو تخلخل في طبقات الهواء.
أي لكي نسمع الصوت، لابد من حدوث هذا الاهتزاز.
و لا بد في البداية من وجود وسط مناسب، و هو الهواء هنا.
لذلك فيزيائيا، لا يمكن أن ينتقل الصوت في الفراغ.
هذه مشكلة طبعا لرواد الفضاء في رحلاتهم.

حين تتحدث مع شخص ما، وتحاول مخلصا تبسيط الأمر قدر استطاعتك، ثم لا تجد أي صدى لكلامك عنده، فتأكد يا عزيزي أن المشكلة ليست كونه بطيء الفهم، أو أن الموضوع معقد.

إما أنك غير قادر على شرحه، و هذا نتيجة أنك غير مقتنع به أصلا.

أو أن رأسه لا يحوي إلا فراغ تام!!

لا يوجد أي وسط مناسب لانتقال المعلومة.

نظرا لأننا للأسف لم ننجح في التغلب على الاحتمال الثاني، كما فعل علماء الاتصالات بتمكين رواد الفضاء من التحدث في الفضاء الخارجي، فليس أمامك سوى التسليم بالأمر الواقع.