22 مارس 2014

العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة: التطبيق

My rating: 2 of 5 stars

يستمر المؤلف في عرض أبرز ملامح العلمانية من خلال بعض التعريفات مثل:
الترشيد: لا يهم لماذا تفعل ما تفعل، المهم هو كيف تفعله. مثلا هل يهم إذا كان رياضي يتعاطى المنشطات مادام يتفوق على أقرانه؟
الدولة القومية: التي تضع مصلحة الدولة فوق كل شيء بما فيها مواطن الدولة نفسه! و إذا كان الأطفال يمكنهم الإضافة للناتج القومي للدولة فلِمَ لا يعملون؟ أو تشغيل العمال (خصوصا لو كانوا من الأقليات) بالسخرة طالما سيقلل هذا من تكاليف الإنتاج.
يرى الكاتب أيضا إن العلمنة تؤدي للتنميط في الإنتاج، حيث إن التنميط يُسهل وضع آليات لإنتاج السلع، و يذكر كذلك بعض التجارب النازية على أجساد بشر من الدول التي احتلوها خصوصا تلك المتعلقة بالمخ و التي لازالت تُدرس نتائجها حتى الآن في جامعات العالم رغم إن إجرائها مخالف للإنسانية، و رغم أنه لا أحد يجرؤ على إعادة تلك التجارب الآن.

كما يعرض المؤلف لبعض ظواهر العلمنة في عديد المجالات:
علمنة الإعلام: عن طريق إعلانات تروج لحلول سحرية لكل مشكلاتك، فإعلانات مسحوق الغسيل أو السمن أو الصابون تنتهي دائما بصورة أسرة سعيدة، أي إن الاستهلاك يؤدي للسعادة.
علمنة الأدب: يصبح الإبداع مطلق دون أي مرجعية، و يتجه الفن للتجريد.
علمنة الملابس: أزياء موحدة للرجال و النساء.
علمنة الاقتصاد: يغدو الإنتاج و الربح هدفين و ليسا غايتين لإشباع الحاجات.
علمنة السياحة: لا تهتم الدولة بالقيمة الإنسانية للسائح، بل لما يدفعه من نقود تزيد من الدخل القومي.
علمنة الرياضة: يكرس الرياضي حياته كلها للتمرين ليرفع أدائه لمعدلات غير إنسانية بهدف التفوق، بدلا من كونها وسيلة لتمضية أوقات الفراغ.
ترويج لنموذج الإنسان العصامي الذي يقمع ذاته في سبيل تحقيق الثروة و تعظيم الإنتاج.

هناك جزء كبير من الكتاب مخصص لليهود، يعرض فيه الكاتب تلك الأفكار
- حاول هتلر في البداية إرسال يهود ألمانيا إلى بولندا لكن لأنها كانت دولة مستقلة في ذلك الوقت رفضت استقبالهم فلجأ إلى المحرقة، و يرى الكاتب إنه لو كان يملك هتلر بعض المستعمرات لفعل مثلما فعلت بريطانيا بإرسالهم إلى إحدى تلك الدول الواقعة تحت سيطرتها.
- العلمانية ليست مؤامرة يهودية، بل ظاهرة اجتماعية لا تنشأ بسبب رغبة الأفراد بل رغما عنهم.
- الصهيونية و النازية يتفقان إن اليهود لا مكان لهم في الحضارات الغربية و يختلفان في الحل المقترح.
- 95% من يهود العالم الغربي علمانيون، لا يربطهم بالدين اليهودي إلا بعض الديباجات.