24 ديسمبر 2012

مسافات في أوطان الآخرين - سمير عطا الله

My rating: 5 of 5 stars

حين قرأت لسمير عطا الله من قبل بناء على توصية من صديقة مقربة، لم أجد نفسي في كتاباته، لكن تشاء الأقدار أن يكون هذا الكتاب هو أول ما اشتريته من معرض الكتاب هذا العام، و لأقول إنني منبهر لن يكفي لوصف هذا الكتاب.
مكتوب إن الكاتب كتبه في أثناء هجرته، لكني أعتقد إن قلبه ظل معلقا في وطنه.
تشعر بين السطور بمرارة الكاتب في غربته رغم انبهاره بالتقدم و النظام الغربي لكنه لا يبدو مستعدا لمبادلة هذا بوطنه. يظهر هذا في مقالات مثل "صخور من شعر" و "سيدة في الصف الطويل" و "معليش و أخواتها".
لكن سرده لا يخلو من المعلومات الخفيفة عن الأماكن التي زارها مثل "حليب و شوكولاتة و موتارد" عن سويسرا و "الجزار" عن الثورة الفرنسية و "في بلاد شكسبير" عن إنجلترا.
حتى حين يتحدث عن تجارب شخصية لا تشعر بالملل، بل ربما تجد نفسك قد مررت بمواقف مشابهة لما مر به مثل "رجل يدعى بلوت" و "التهاب الجيوب" و "أف" و لا تملك نفسك من الابتسامة على تلك المواقف.
يبدو أنه لا يُكن الكثير من الود للأطباء مثلما أرى من خلال "ماء و ملح" و "جمع مؤنث سالم"
المقالات الثلاث الأخيرة مهداة إلى ولده نصري.
لكن المقالات المفضلة لدي:
المعذرة من الملح
الحي اللاتيني و الخندق العميق
المكان حيث يكونون
عصير الحكمة
درس في النقطة
لماذا نكتب

أما اقتباسات الكتاب فتشمل و لكن لا تقتصر على

- كم هو كبير عدد الذين يسألونك، و كم هو ضئيل عدد الذين ترتاح إلى أن تطلعهم على ما بك.

- و إذا مررنا أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك عرفنا أن روكفلر تبرع بقطعة الأرض التي يقوم عليها لكي ... يرتفع سعر قطعة الأرض المقابلة.

- الخطيب الممتاز هو الخطيب الذي يعرف كيف يثير لا كيف يقنع. و أفضل الخطباء كما كان يقول دانتون هو ذلك الذي يبعث على الارتعاش في سامعيه.

- هذا الشاب سيصل إلى مراتب كبيرة. فهو يصدق حقاً ما يقول.

- يا عزيزتي لكِ علم التربية أما أنا فلي علم الحياة.

- الأصدقاء لا يشترون و لا يباعون، لا في سوق الماس، و لا في سوق الذهب.

- إن الطموح إلى الصداقة عمل سريع، أما الصداقة نفسها فثمرة ناضجة.

- الصداقة الحقة تزيل الضغط، لا تسببه.

- السعادة طائر منزلي أليف .. يغرد في الحديقة.

- هناك طبعاً هوة دائمة بين ما هو شعبي، و ما هو نخبوي. و هذه الهوة قائمة في كل زمان و في كل فن. لكن مصر لم تعانِ منها مثلاً.

- الذئاب لا تنقرض، بل المخلوقات الطيبة الكريمة وحدها معرضة للانقراض.

- فما هي لذة اللحظة التي لا تصبح ذكرى و ما هي حكمة الأ/س الذي لا يصبح أمثولة.

- سوف أفتقد ما عرفت لكنني سأعرف ما قد أفتقد.

- إن الفن في الصناعة ذروة الفنون.

- لكن الداعي لكم بطول العمر إنسان لا يتطور، و لا يتقدم، و لا يماشي العصر.

- إن أجمل المشاهد التي يمكن للمرء أن يراها هي احمرار ورق القيقب في مثل هذا الفصل[الخريف].

- إني أدعو لك إذا كتبت ألا تجعل الكتابة مثل حرفة تعيش بها و منها، بل أن تظل هواية أزلية تمنحها كل عبقرية ممكنة.

- إن أجمل ما في الحياة هو صديق و كتاب و وطن، و إني آمل أن يمن الله بها عليك ثلاثاً.

23 ديسمبر 2012

دستور مصر (4) - المادة 148 حالة الطوارئ

بعد ثلاثين عاما من حالة طوارئ مستمرة، حاول المشرع المصري تقييد صلاحية الرئيس في إعلان حالة الطوارئ من خلال المادة 148 و التي جاء نصها
يعلن رئيس الجمهورية، بعد أخذ رأى الحكومة، حالة الطوارئ؛ على النحو الذى ينظمه القانون؛ ويجب عرض هذا الإعلان على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية.
واذا حدث الإعلان فى غير دور الانعقاد وجبت دعوة المجلس للانعقاد فورا ر للعرض عليه، وفى حالة حل المجلس يعرض الأمر على مجلس الشورى؛ وذلك كله بمراعاة المدة المنصوص عليها فى الفقرة السابقة. وتجب موافقة أغلبية عدد أعضاء كل من المجلسين على إعلان حالة الطوارئ، ويكون إعلانها لمدة محددة لا تجاوز ستة أشهر، لا تمد إلا لمدة أخرى مماثلة بعد موافقة الشعب فى استفتاء عام.
ولا يجوز حل مجلس النواب أثناء سريان حالة الطوارئ.
تم النص على مد حالة الطوارئ باستفتاء الشعب لأول مرة في استفتاء مارس بعد أن كان الأمر يتم عبر موافقة مجلس الشعب في دستور 71. الجديد هنا هو تحديد المدة التي تمتد فيها حالة الطوارئ بعد استفتاء الشعب بستة أشهر فقط.

تمت الموافقة على هذه المادة بالإجماع، و هذه الموافقة في الحقيقة تبين طريقة نظر أعضاء الجمعية التأسيسية للاستفتاءات الشعبية على أنها لا تعدو كونها مجرد إجراء روتيني!

أي حالة طوارئ تلك التي تمتد لمدة أكثر من ستة أشهر؟؟
إن حالة الطوارئ كما أفهمها لا تحدث إلا في حالات معدودة مثل الحرب المباشرة و الكوارث الطبيعية و محاولات الانقلاب العسكري.
 كيف يمكننا القيام باستفتاء في حالة مثل هذه؟
إن إقامة الاستفتاء في حد ذاته شهادة و دليل على عدم الحاجة لفرض حالة الطوارئ!
إلا إن كان لواضعي تلك الفقرة تفكير في حالات أخرى "غير طارئة" تتطلب فرض حالة الطوارئ!
أو ربما يفكرون في منع ناخبي المكان المفترض حدوث أمر طارئ فيه من المشاركة في تقرير ما إذا كان الأمر يستدعي فرض الطوارئ أم لا!
ثم ألم يتباكَ جُل هؤلاء منذ بضعة أشهر على قرار حل مجلس الشعب الذي سيتسبب في إهدار مليارات لإقامة انتخابات جديدة؟
ألا تتطلب حالة الطوارئ "المزعومة" تلك توفير تلك النفقات التي ستذهب في عملية الاستفتاء؟؟

إن الدستور كان ينبغي أن ينص على عدم جواز مد حالة الطوارئ بعد الستة أشهر الأولى لا باستفتاء و لا غيره إلا في حالة واحدة هي حالة الحرب المباشرة و في تلك الحالة تنتهي حالة الطوارئ بمجرد إعلان انتهاء العمليات العسكرية أو بعدها بمدة بسيطة ــ 15 يوما مثلا.
أما في الحالات الأخرى كالكوارث الطبيعية فلا أظن أن الكارثة ستستمر بذاتها لمدة ستة أشهر. قد تستمر آثارها لفترة طويلة بعد ذلك، لكن لست أرى كيف يتطلب علاجها فرض حالة طوارئ في الجمهورية بأكملها أو حتى في المنطقة المنكوبة بعد الستة أشهر!

21 ديسمبر 2012

دستور مصر (3) - العزل السياسي

تنص المادة 232 من الدستور على
تمنع قيادات الحزب الوطنى المنحل من ممارسة العمل السياسى والترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية لمدة عشر سنوات من تاريخ العمل بالدستور. ويقصد بالقيادات كل من كان، فى الخامس والعشرين من يناير 2100 ، عضوا بالأمانة العامة للحزب الوطنى المنحل أو بلجنة السياسات أو بمكتبه السياسى، أو كان عضوا بمجلس الشعب أو الشورى فى الفصلين التشريعيين السابقين على قيام الثورة.

لا أبالي في الحقيقة بمن يُطلق عليهم "فلول" الحزب الوطني (المنحل/البائد). ما يهمني هنا هو إصرار حزب الحرية و العدالة و باقي القوى السياسية خصوصا الإسلامية منها على وضع مادة العزل السياسي و هم الذين يتغنون بالاحتكام لإرادة الشعب طوال ما يقرب من عامين!
لماذا الآن لا تتركون الشعب يُسقطهم في الانتخابات؟
هل تخشون من تأثيرهم بطريقة أو بأخرى على الناخبين؟
إذا كانت هناك طرق مؤثرة بالفعل على الناخبين -كالمال السياسي مثلا- فماذا فعلتم لمواجهته؟
وارد جدا أن يستخدم حزب آخر نفس الوسائل للتأثير على الناخبين.
أم أن الغاية النبيلة تبرر استخدام وسيلة خاطئة؟
إلا طبعا لو أقنعني أحد من تحدثوا بأنهم لا يثقون في وعي الشعب المصري "العظيم" و قدرته على إسقاط قيادات الوطني في الانتخابات.

إنني لا أظن أن قيادات الحزب الوطني ترغب في الترشح للمناصب السياسية. قد يديرون المشهد من وراء الستار، لكنهم لن يظهروا علنا بالتأكيد، ليس في الوقت الحالي على الأقل، و الانتخابات البرلمانية الماضية خير شاهد.

ما أردت توضيحه إن "وعي الشعب المصري العظيم" هي مطية يستخدمها كل من يفوز في الانتخابات، لكن لا أحد يثق فيها فعلا!

20 ديسمبر 2012

دستور مصر (2) - المؤسسة العسكرية

بعد ستين عاما من حكم عسكري (الرئيس عسكري سابق و ليس حالي مثل النظم العسكرية المباشرة)، كان وضع المؤسسة العسكرية من أهم المسائل المنتظرة في مسودة الدستور الجديد.
المادة 197 التي تتحدث عن تشكيل مجلس للدفاع الوطني بأغلبية عسكرية يختص بالنظر في تأمين البلاد و مناقشة الموازنة و يجب أخذ رأيه في القوانين المتعلقة بالقوات المسلحة.
المادة 198 التي تتحدث عن القضاء العسكري و تمنحه الحق في محاكمة المدنيين أمام قضاء عسكري في الجرائم التي تضر بالقوات المسلحة.
هاتان المادتان مثار جدل كبير حاليا، لكني سأبدأ الحديث بمادة أخرى أراها أكثر خطورة و هي المادة 195
وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة، و يعين من بين ضباطها
في الحقيقة أنا لا مشكلة لدي في تعيين وزير للدفاع من العسكريين، و لست أحلم بيوم يأتي فيه وزير دفاع مدني أو امرأة مثل بعض الدول الأوروبية التي حدث فيها ذلك!
ليس ذلك بسبب ثقتي في أن الجيش سيرفض أو أن المدنيين لن يستطيعوا فرض ذلك، لكن السبب الحقيقي هو أنك لن تجد طبيبا يوافق على تولي غير طبيب لوزارة الصحة و لن تجد قاضيا أو محاميا حتى يوافق على تولي معلم مثلا لوزارة العدل، فلماذا ننتظر من العسكريين القبول بوزير غير عسكري؟!
إن إحدى آفات السياسة المصرية هي عدم معرفة الدور الحقيقي لمنصب الوزير فيتصور البعض على أنه مجرد شخص كفء يتم ترقيته لهذا المنصب، و هذا ما يجعل الكثيرين يتعاملون مع منصب الوزير على إنه تشريف لا تكليف!
على كل، اعتراضي هو على الجمع بين منصبي القائد العام و وزير الدفاع، فالمنصب الأول سياسي و الثاني عسكري، و الجمع بينهما هو ما يؤدي لتسييس الجيش، فنحن بهذا الوضع نجعل رأس المؤسسة العسكرية منخرطا في أعمال سياسية، و لا عجب بعد ذلك أن تطلب منه الحكومة توفير الخبز من مخابز القوات المسلحة للجمهور أو توفير الوقود حتى، و نحن نعلم من تجارب سابقة إن الوضع لن يتوقف على ذلك فقط! و يمكن لمن يريد الاستزادة قراءة الفصل الأخير من مذكرات سعد الدين الشاذلي عن حرب أكتوبر.

إن تعيين وزير دفاع مدني -حتى لو كان عسكريا سابقا- سيقضي مباشرة على مشكلة المادة 197 الخاصة بتشكيل مجلس الدفاع الوطني، الذي ستنقلب أغلبيته لحساب المدنيين، و لا مشكلة في كونه عسكري سابق، فهو، على الأرجح -في دولة ديمقراطية- قد انخرط في أحد الأحزاب القائمة و مارس بعض الأعمال المدنية التي تجعله يُحسب على المدنيين بطريقة أو بأخرى، كما أنه سيميل لرأي حزبه السياسي، الذي يملك عزله، عن رأي زملائه السابقين في القوات المسلحة عند الضرورة.

أما المادة 198 الخاصة بالقضاء العسكري، فأسجل اعتراضي على تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية على الإطلاق، و كان يجب على الأقل منح أولئك المدنيين حق النقض أو الاستئناف أمام محكمة عليا مدنية (محكمة النقض؟)، لكن النظام القضائي المصري لم يأخذ بنظام المحكمة العليا الموحدة (كالنظام الأمريكي مثلا) و جعل القضاء العسكري مستقلا! (التبرير إنه لو تم إلحاق القضاء العسكري بالقضاء الطبيعي فسيمكن إحالة مدنيين للقضاء العسكري، على إنه قضاء طبيعي، لا استثنائي!)
على كل كنت أتوقع و أتمنى النص على حظر إحالة المدنيين للقضاء العسكري على الإطلاق و محاكمتهم أمام قضاء عادي حتى في الجرائم التي تضر بالقوات المسلحة، فلا يتُصور مثلا إن بعد جريمة سرقة وثائق عسكرية مهمة من قِبَل مدني، ستظل القوات المسلحة تستخدم تلك الوثائق! لا ريب إنها لو كانت خطة أو شفرة ما سيتم تغييرها من باب الاحتياط و لست أدري ما الفارق أو الخطورة لو اطلع قاضٍ مدني عليها! لا أتمنى أن تكون قواتنا المسلحة تفكر في استخدام خطط هناك احتمال و لو ضئيل أنها تسربت للعدو!

02 ديسمبر 2012

دستور مصر (1) - المادة 13

وصلنا للمسودة النهائية للدستور أخيرا، و على عكس الكثيرين ممن بدأوا حديثهم بباب الحريات، أو المادة الثانية و المادة المفسرة لها أو باب الحقوق و الحريات، أو نظام الحكم، أو حتى وضع المؤسسة العسكرية، اخترت أن أبدأ بالمادة 13
إنشاء الرتب المدنية محظور
هذه المادة مأخوذة من دستور 1971 و نشأت بعد ثورة يوليو 1952 للقضاء على الرتب المدنية (البكوية و الباشوية) التي كانت ترسخ التقسيم الطبقي بين أفراد المجتمع.
لا اعتراض لدي على المادة طبعا، لكن المشكلة أنه رغم أن تلك المادة قضت على الرتب رسمياً إلا إنها لم تلغِ استخدامها على أرض الواقع!
ضابط الشرطة يُقال له "باشا" و أحياناً أيضا ضابط الجيش، القاضي و وكيل النيابة يقال له "بك".
رجال الأعمال أيضا يُلقبون بتلك الألقاب من العاملين في شركاتهم و أصحاب النفوذ كذلك.
بل إن رئيس الجلسة نفسه خاطب أحد الأعضاء غير مرة بلقب بك "ناجي بك"!!!

لم تقتصر الألقاب على البكوية و الباشوية، فالطبيب لابد أن تُخاطبه دائما بلقب "دكتور" و إلا أخذ يصحح لك الاسم أو نظر إليك تلك النظرة التي تشعر كما لو أنه يود لو صفعك! أيضا أي حائز على درجة الدكتوراة لابد أن يضعها قبل اسمه في أي مناسبة.
هل كان أحدكم من قراء نبيل فاروق أو أحمد خالد توفيق؟ الاثنان طبيبان و الثاني يحمل شهادة دكتوراة في الطب كذلك و يُكتب اسميهما على غلاف الروايات دائما مسبوقا بحرف "د"!
المهندسون و الصيادلة كذلك يضعون ألقابهم قبل أسمائهم و يصرون عليها.
قارن ذلك بما يحدث في الغرب و تحديداً في الولايات المتحدة حيث لا يتم ذكر شهادات أو رتب أي شخص ما لم يكن الحديث متعلقا بهذا الخصوص، و يكتفون غالباً بلقب السيد (Mr.) أو السيدة/الآنسة (Mrs./Ms.)
حاول أن تقول لطبيب أو قاضٍ أو مهندس أو تكتب عنه هكذا في مصر وانظر ماذا سيكون رد فعله.

ما أريد قوله أن المسألة ليست في الدستور فحسب -رغم أهميته الكبيرة- لكنها في ثقافة شعب كذلك.
مثلا الدستور الأمريكي لا يذكر أبدا حق تكوين الأحزاب، لكنها موجودة و فاعلة على أرض الواقع، بل إن فرصة المستقلين هناك شبه معدومة في أي انتخابات خصوصا الرئاسية!
الدستور مهم، لكن الأهم هو توعية الشعب و تثقيفه بحقوقه.

09 نوفمبر 2012

عبد المنعم أبو الفتوح: شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر 1970-1984

My rating: 3 of 5 stars

كتاب مهم جدا عن شهادة عبد المنعم أبو الفتوح على الحركة الإسلامية في أوجها في السبعينيات. الكتاب مهم و له عدة نقاط إيجابية
1- عنوان الكتاب يتحدث عن محتواه بالتحديد فهو لا يزعم أنه يسرد تاريخ الإخوان كله و لا تاريخ عبد المنعم أبو الفتوح بل مجرد تاريخ فترة زمنية محددة التزم بها الكاتب بنسبة عالية جدا.
2- ابتعد أبو الفتوح عن التحدث عن نشأته و أسرته و العقبات التي واجهته و كيف قهر كل الصعاب و تلك التفاصيل التي تصيبني شخصيا بالملل في مثل تلك النوعية من الكتب بل ابتعد عن التحدث بضمير المتكلم قد الإمكان.
3- الكتاب أسلوبه سلس و بسيط
4- الكتاب مفيد لمن يريد أن يعرف جزء من تاريخ الإخوان ليس من أحد أعضاء الجماعة الكبار فقط بل كذلك رؤية خارجية لشخص اختلفت طريقة تفكيره بدرجة كبيرة قبل و بعد انتمائه للجماعة
لكن الكتاب لا ينال العلامة الكاملة للسبب التالي
أكثر من الحديث عن الإيجابيات و أهمل السلبيات و الانتقادات تماما فحادث الفنية العسكرية اكتفى بالقول أنه فوجئ به و بانتماء اثنين من أعضاء الجماعة الإسلامية لمن قاموا بالعملية، رغم أنه تحدث أكثر عن حادث بعيد كل البعد عنهم و هو حادثة الزاوية الحمراء!
و بدا و كأنه لا يقوى على طرح أي مشكلة إخوانية لست أدري هل السبب وراء ذلك أنه كان لا يزال عضوا في مكتب الإرشاد وقت صدور الطبعة الأولى و بالتالي لم يكن من اللائق مهاجمتهم أم أنه عرفان بالجميل و ذلك الطابع الأصيل الذي يتميز به الرجل و الذي يمنعه من توجيه سهام انتقاداته لهم

على أي حال هذه هي قراءتي في الكتاب
1- الكتاب يبين أسباب قوة التيارات الإسلامية و هي مما توافق مع فكرة مسبقة لي و يمكن إجمالها في الآتي
إنكار الذات، تراث هائل من كتب السيرة و الفقه يمكن الاقتداء به و استخدامه في الرد على المهاجمين، منهج تلقي العلم على يد الشيوخ و إصرار هؤلاء على خطورة تلقي العلم مجردا من الكتب
إن إنكار الذات حالة لا توجد لها مثيل في كل التيارات السياسية الأخرى و تمثل نقطة قوة رهيبة لدى التيارات الإسلامية و التنظيمية -كالإخوان- خصوصا، فالمنتمي للتيار الإسلامي لا يعنيه في الغالب من يحقق الهدف بل المهم هو تحقيق الهدف، هذا لا يعني عدم وجود نزعات تسلطية لدى البعض لكن الغالب الأعم من الشباب خصوصا لا يملك تلك النزعة.
وجود تراث أدبي هائل في مسائل الشريعة و وجود عدد من كبار المشايخ الذين يمثلون المنظرين لهذا التيار يقابله غياب شبه تام عن أي أدبيات للتيارات السياسية الأخرى فمعظمها يريد تقليد الغرب و كفى لكن الإسلاميين ليسوا كذلك. إن انتشارهم يتم عبر خطب و رسائل و مطويات و كتب يتم تداولها بينهم. دلني الآن على تيار آخر لديه مثل ذلك التراث الأدبي!
كذلك هناك نقطة مهمة و هي في كيفية تلقي العلم وسط التيار الإسلامي فهم يتلقون العلم عن طريق المشايخ لا الكتب و يحذرهم المشايخ من ذلك! إن هذا يُنشئ رابطة لا يمكن قهرها بين طالب العلم و شيخه و هو ما لا يتوافر للتيارات السياسية الأخرى. إن أي تيار سياسي غير إسلامي لا يرفع من مكانة قياداته لتلك الدرجة التي تعطيهم قوة كالتي يتمتع بها مشايخ التيار الإسلامي عبر العصور. ربما جمال عبد الناصر وصل لتلك المكانة يوما، لكن تلك حالة خاصة.
2- الكتاب يشير - و إن لم يُشر أبو الفتوح لذلك صراحة- إلى سطوة هائلة يتمتع بها من يشغل منصب المرشد العام للإخوان المسلمين! إن شاغل هذا المنصب يستطيع تغيير فكر الجماعة لتوافق فكرة إن أراد. يظهر ذلك في نحاح حسن الهضيبي و عمر التلمساني في تغيير نهج الجماعة من العنف إلى الدعوة و من بعد ذلك الانخراط في العمل السياسي الرسمي و القبول بقواعد اللعبة الديمقراطية و إن لم يعلنوا صراحة موافقتهم على الديمقراطية إلا بعد ذلك بسنوات. يقول أبو الفتوح إن التيار القطبي قد توارى في تلك الفترة في الإخوان و لم يقطع إن كانوا اقتنعوا بأفكار الإصلاحيين أم إنهم أغلقوا صدورهم على أفكارهم تلك، لكنني الآن أعتقد أنه الاحتمال الأخير ذلك أنه مع صعود مرشد عام ينتمي لذلك الجناح في الإخوان، خرج الكثيرون من الإصلاحيين مثلما حدث العكس حين كانت قيادة الإخوان إصلاحية فلم يناسب ذلك قيادات التيار الجهادي في الجماعة الإسلامية في السبيعينيات و كان على أبو الفتوح أن يُدرك أن يوما مثل هذا ربما يأتي لأن كل شيء بيد المرشد!
3- يقول أبو الفتوح إنه لو كان التقى بالإصلاحيين أولا فربما لم يكن لينضم للجماعة أبدا فقد كانت تسيطر عليه في تلك الفترة أفكار رجعية -بحسب زعمه- و لست أدري إن كان أبو الفتوح قد صارح قيادات الإخوان بذلك في مرحلة مبكرة من انتمائه لهم إذ أنهم يلعبون تلك اللعبة منذ زمن. لعبة شرطي سيء.. شرطي طيب. فنجدهم يصدرون وجوها مقبولة إعلاميا و إن اختلف حديثهم مع التوجه الحقيقي للجماعة. هل يذكر أحد أن مسؤول الموقع الإنجليزي للإخوان فتاة؟؟


21 أكتوبر 2012

ماذا تفعل لو كنت مديراً؟

هذا كان عنواناً لأحد النصوص المدرسية قديما و الذي يطلب فيه المعلم من الطلبة كتابة موضوع تعبير يتضمن إجابة هذا السؤال، ثم يلاحظ أن أحد الطلبة جلس دون عمل فيسأله، لماذا لا يكتب، فيجيبه أنه منتظر السكرتيرة!

كانت إجابة طريفة! لكن حقا ماذا تفعل لو كنت مديراً؟
لست أقصد هنا ماذا تفعل لو أصبحت مديرا دائما فبالتأكيد أنت تحمل المؤهلات لذلك مسبقا على الأرجح
لكن ماذا تفعل لو أصبحت مديراَ لفترة مؤقتة؟

ستجد الكثير من الإجابات على هذا السؤال و كلها تختلف بحسب السائل و المسؤول ..
لكني سأقول باختصار إجابة أعتقد أنها تصلح في أكثر من 90% من الأحوال

فقط كن كما أنت ..
لا تفعل شيئا مختلفاً ..
على الإطلاق.

دعنا نحسب النتيجة
إما ستنجح ... مبروك عليك :D
أو ستفشل ... أيضا مبروك عليك :P
على الأقل عرفت عيوبك الآن و ماذا ينقصك لتصبح مديرا ناجحا، و الأهم أن مديرك الحالي لن يعهد إليك بمهامه الثقيلة ليهرب هو منها!
صدقني لم يتوسم فيك المدير الخير ليطلب منك القيام بعمله و لا تنتظر ترقية ما إذا نجحت!
في الواقع هو يبحث عن شخص ما يلقي عليه ببعض مسؤولياته و إذا نجحت فيها أول مرة سيعتاد على تكرار طلباته!

و هذا لا يتعارض مع مباركتي لك لنجاحك في حالة حدوث ذلك!
فأنت نجحت بأسلوبك و بالتالي لن تمثل المهام الإضافية أي عبء عليك في المستقبل!

إن الكثيرين يلجأون لتغيير أسلوبهم حين يتم تصعيدهم مؤقتا لوظائف أعلى
المنفتح المرح يصبح أكثر شدة
و الصلب الشديد يصبح أكثر لينا
إذا فشلوا فسيندمون على أنهم لم يتصرفوا بطبيعتهم من البداية
و إذا نجحوا فسيتحول هذا العمل -سواء تم بصورة مؤقتة أو دائمة- إلى عبء بدني و ذهني كبير عليهم، لأنهم سيضطرون للتعامل بشخصيتين مختلفتين طوال الوقت!

فقط بقيت بعض الاستثناءات
لا تنفذ النصيحة السابقة في حال كانت وظيفة المدير متعلقة بأمر حيوي ــ كأن تكون طبيب طوارئ مثلا. التزم بالقواعد المتبعة في العمل و لا تتجاوزها.
أيضا لا تتصرف على طبيعتك إذا كان الأمر متعلق بأموال ليست ملكك!! فهذه قد تكون نهايتها السجن :(

12 أكتوبر 2012

مرتفعات ويذرينج - إميلي برونتي

My rating: 4 of 5 stars

رواية سوداوية بعض الشيء. تتعرض للأنانية في أحط صورها و كيف لا يتورع شخص ما عن تحطيم أقرب الناس إليه متصورا أنه إنما يحب هذا الشخص ثم يقضي باقي عمره محطما كل من يمت له بصلة.
الرواية أيضا جعلتني أفكر كيف أن الحياة الرغدة و شقاء المعيشة كليهما قد يصيبان الإنسان بالأنانية و حب النفس.
لا ضمان في أي من الحالتين
لا ضمان كذلك لكيف تنتهي حياتك بناءا على بدايتها
بدايات رغدة تنتهي نهايات تعيسة و العكس
و تقلبات كثيرة بين هذا و ذاك
حقد، استغلال، ازدراء، احتقار، شفقة، أنانية
حب، إخلاص، شموخ،كبرياء،تضحية
هناك أيضا ذلك السؤال الأبدي حول صداقة الزوجة لشخص غير زوجها. ربما لا يتعرض له الكثيرون في العالم العربي، لكنه محور أحداث جزء غير يسير من الرواية
النهاية ليست مثيرة جدا، لكنها رائعة برغم ذلك
الترجمة جيدة جدا كذلك و أحسبها كاملة حسبما يوحي حجم الكتاب بأجزائه الثلاثة بذلك
استمتعت بها، و من سوء الحظ أن الكاتبة لم تكتب غيرها

بعض مما أعجبني

"لست أبالي إلى متى يطول انتظاري حتى أبلغ هذه الغاية، بقدر ما يهمني أن أصل إليها في النهاية و كل ما أرجوه ألا يسبقني الموت إليه قبل أن أناله"

"الشخص الذي لا يكون قد أتم نصف عمل يومه في الساعة العاشرة، يكون عرضة لأن يترك النصف الآخر ناقصا بغير أداء"

"إن حبي للينتون أشبه بأوراق الشجر في الغابة، يغيرها الزمن و يغير عليها -و هذا ما أحسه من الآن- كما يغير الشتاء على أوراق الأشجار .. و أما حبي لهيثكليف فأشبه بتلك الصخور الخالدة تحت الأرض، قد لا تكون مصدر بهجة ظاهرة، و لكنها ضرورية كالأزل"

"إنني شديدة الإيمان بحب لينتون لي، بحيث أنني لو هممت بقتله لما فكر في الثأر أو الانتقام"

"ثقي أنني ما كنت لأحرمه من صحبتها طالما كانت راغبة فيها! أما في اللحظة التي تكف فيها عن التعلق به، فإني أمزق قلبه تمزيقاً و أنهل من دمه حتى أرتوي"

"إذا كان يحبها بكل ما في كيانه الضئيل من قوة، فلن يحبها في مدى ثمانين عاماً كحبي لها يوماً واحداً"

"إنه لا يكاد يسمو درجة في الإعزاز لديها عن كلبها أو جوادها"

"إن الناس يحسون بقلوبهم يا إيلين، و ما دام قد دمر قلبي، فكيف يمكن أن أشعر نحوه بشيء؟"

"الغدر و العنف حراب ذات نصال مرهفة في كلا طرفيها، و هي تجرح أولئك الذين يلجأون إليها بأشد مما تفعل بأعدائهم"

"أريد أن أتمتع بلذة النصر عندما أرى عقبي يصبح المالك الوحيد لضياعهم و أملاكهم، و عندما أرى ابني يستخدم أبناءهم ليحرثوا أرض آبائهم و هم فيها أجراء يتلقون أجورهم من يده"

"لو أن الوغد الميت استطاع أن يقوم من قبره و يأتي ليناقشني الحساب على ما فعلته بولده، لأثلج صدري لرؤية ذلك الولد نفسه يهاجمه حتى يرده إلى قبره، و قد أحنقه أنه جرؤ على الاعتداء على الصديق الأوحد له في هذه الدنيا"

"إنني أحبه بأكثر من نفسي و قد عرفت ذلك من صلاتي و دعائي بأن أعيش بعده، لأنني أوثر أن أتعذب و أشقى لفقده، على أن يشقى و يتعذب إذا توفاني الله قبله"

"كان يراه أمراً بالغ السوء أن يسخر أحد منه لجهله، ثم يسخر منه بعد ذلك لمحاولته التخلص من هذا الجهل"

"كدنا نتشاجر ذات مرة .. فقد قال أن أمتع و أبهج طريقة لقضاء يوم حار من أيام شهر يوليو، هي أن يرقد المرء من الصباح حتى المساء فوق تل مغطى بالعشب وسط البراري، و النحل يطن حوله وسط أكمام الزهور، سعيدا هانئا، و القنابر تحلق فوق رأسه تصدح بأنغامها الشجية، بينما السماء الزرقاء و الشمس الساطعة تملآن الفضاء حوله إشراقا و ضياء لا تفسده السحب .. تلك كانت فكرته المثالية عن سعادة لا تطاولها سعادة الجنان .. أما قصارى السعادة في رأيي فكانت التأرجح بين أغصان شجرة خصراء، لأوراقها حفيف لا ينتهي .. تهب عليها ريح غربية، و ترفرف فوقها سحب بيضاء سريعة متتابعة، و تتدفق الأنغام حولها من كل جانب، لا من القنابر فحسب، بل من كل أنواع الطوير الصداحة، و تتراءى البراري من بعد و هي تتكسر ودياناً و أخاديد باردة معتمة، تتخللها قباب عظيمة من الحشائش الطويلة التي تتهدل تحت أنامل النسيم أمواجا بعد أمواج، و يمتلئ الفضاء حولها بخشخشة الشجر و خرير جداول الماء، و الدنيا كلها من حولي يقظى ترقص في وحشية على أنغام من الطرب و السرور .. كان كل ما يريده هو أن يرقد في نشوة من الهدوء و الدعة، و كانت كل أمنيتي أن أتلألأ و أرقص في عيد عظيم من أعياد الدنيا .. قلت له إن عالمه ليس إلا عالما مسجى بين الحياة و الموت، فقال لي إن عالمي ليس إلا عالم ثملا مخمورا! .. قلت إنني في عالمه لا ألبث أن يدركني النعاس، فقال إنه في عالمي لا يلبث أن يضحى مقطوع الأنفاس!.. ثم أخذته نوبة من القحة و سلاطة اللسان، و لكني رحت ألاينه حتى اتفقنا في النهاية على أن يجرب كلانا كلا العالمين، عندما يحين موعد الطقس الملائم"

20 سبتمبر 2012

كفاحي لأدولف هتلر - إعداد محمد شكري

Mein KampfMein Kampf by Adolf Hitler
My rating: 1 of 5 stars


كتاب سيء جدا لأبعد الحدود، ليس لأني أكره هتلر و لا لأفكاره العنصرية
بل لأن الكتاب خادع جدا فهو يضع العنوان "كفاحي" لكن بداخل الكتاب لا يوجد سوى حوالي 60 صفحة من كتاب كفاحي و الباقي مقتطفات جمعها الكاتب من هنا و هناك عن ألمانيا قبل و أثناء و بعد الحرب العالمية الثانية
كان الأفضل لمُعِد الكتاب أن يختار له اسما مثل ألمانيا النازية أو الرايخ الثالث. لأن تسمية الكتاب بهذا الاسم عمل سيء جدا.
الكتاب ملئ بالأخطاء الإملائية و النحوية لدجة تثير الاشمئزاز.
بعض أجزاء الكتاب منقولة من مواقع أو مؤلفات أخرى و أكاد أقسم إن إحدى فقرات الكتاب مكتوبة بأسلوب د. نبيل فاروق كاتب روايات الجيب!!!
طبعا لا يفوِّت الكتاب الحديث عن اليهود و المحرقة و العلاقة بين الصهيونية و النازية. من العجيب أن الصفحات المخصصة للحديث عن الصهيونية أكثر مما ترجمه الكاتب من الكتاب الأصلي!!!

14 يوليو 2012

الحب في زمن الكوليرا

My rating: 4 of 5 stars

على الغلاف الخلفي لهذه الرواية مكتوب أنها رواية حب، لكني لا أعتقد أن هذا يكفي لوصفها فهي تحمل صراعا بين القلب و العقل و صراعا آخر بين الإخلاص و الخيانة. مكتوب كذلك أنه في هذه الرواية كل شيء ممكن و كل شيء يتحول إلى الممكن و أتفق بدرجة كبيرة مع هذا ففي هذه الرواية اختلفت مشاعري تجاه أبطال الرواية مع تطور الأحداث فالمخلص في الحب تجده يرتكب الخيانة بصورة شبه يومية و ذو الأصل النبيل و المكانة المجتمعية لم يتوان عن ارتكاب الحماقات، أما البطلة العنيدة التي تخلت عن حبيبها دون سبب منطقي في لحظة واحدة فهي الأكثر نقاءا وسط كل هؤلاء، لكن انتقال الشخصيات من نقيض لآخر تم بطريقة سلسلة جدا لا تكاد تشعر بها.
الرواية بها تطويل قد يصل لدرجة الإملال في بعض الأحيان، لكن الكاتب عوض ذلك في الفصل الأخير. الأسماء كذلك كثيرة و متشابهة و تحتاج لتركيز كبير لقراءة الرواية خاصة أنه يصعب الانتهاء منها في جلسة واحدة.

ما لفت انتباهي ، و قد اختصرت كثيرا قدر المستطاع :)

  • تصريف كوارث الزواج العظيمة أسهل من تصريف المناكفات اليومية الصغيرة.
  • كان واعيا أنه لا يحبها. لقد تزوج منها لإعجابه بشموخها و جديتها و قوتها، و كذلك لشيء من كبريائه. لكنه فيما هي تقبله للمرة الأولى تأكد من أنه لن يجد أي عائق لاختراع حب جيد. 
  • الشيء الوحيد الذي أحتاجه في الحياة هو أحد يفهمني. 
  • ذاكرة القلب تمحو كل الذكريات السيئة و تضخم الذكريات الطيبة، و بفضل هذه الخدعة نتمكن من تحمل الماضي. 
  • البشر لا يولدون دوما يوم تلدهم أمهاتهم، و إنما تجبرهم الحياة على ولادة أنفسهم بأنفسهم ثانية و لمرات عديدة.
  • لست ثرياً ... أنا فقير يملك مالاً، و هو شيء يختلف.
  • المرء يعرف أنه قد بدأ يشيخ حين يبدأ بالتشابه مع أبيه. 
  • كانت تحبه كثيراً، لذلك فضلت الاستمرار بحبه بدلاُ من أن تخدعه، و حتى و لو جعلته يدرك ذلك بأسلوب قاسٍ.
  • ما يؤلمني في الموت هو ألا أموت حباً. 
  • فهم أخيراً أنه يستطيع أن يكون صديقاً لامرأة دون أن يضاجعها.
  • لم يستطع مقاومة وخز الألم لإحساسه بأنه لابد من موت ذلك الرجل الموقر لينعم هو بالسعادة.
  • رأى في تلك الليلة، للمرة الأولى، و بشكل جليّ كيف كانت حياتها تمضي، و كيف كانت حياته هو تمضي، بينما لا يفعل شيئا سوى الانتظار. 
  • لكنه أبدى قناعته بأنها امرأة محترمة، خرجت من لا شيء، و ارتفعت بمواهبها الذاتية. قاطعته قائلة: بفضل زواج مصلحة من رجل لا تحبه. إنها أحط وسيلة للدعارة.
  • و من المثير للفضول أن مؤمنا كاثوليكيا مثله لم يكن يعرض عليها سوى مكاسب دنيوية: الأمن، النظام، السعادة.و هي أرقام من إن تجمع إلى بعضها حتى تتحول مباشرة إلى شيء كالحب، الحب تقريبا. و لكنها ليست الحب.
  • كان حزينا لانهيار أمه، بعد أن كان حبها للحياة في زمن آخر يبث الرغبة في الحياة حتى في أعتى الكفرة.
  • حب الأولاد ليس نابعا من كونهم أبناء. و إنما منشؤه صداقة التربية.
  • مشكلة الزواج هي أنه ينتهي كل ليلة بعد ممارسة الحب، و لابد من العودة إلى بنائه كل صباح قبل تناول الفطور.
  • لابد للمرء من زوجتين، واحدة ليحبها، و واحدة لتخيط له الأزرار. 
  • كان يقول بأنهم لا يطبخون غذاء شهيا و متنوعا إلا حين يتناول ملينا لتنظيف معدته و يكون عاجزا عن أكل الطعام، و كان موقنا أن هذا التدبير هو مؤامرة غادرة من زوجته.
  • الأطفال لا يمرضون إلا حين يكونون مرضى حقا.
  • لا شيء يشبه الإنسان كطريقة موته.
  • الحب يصبح أنبل و أعظم في المحن.
  • كانت تفكر فيه دون أن تحبه، و كلما فكرت فيه أكثر ازداد غضبها عليه، و كلما ازداد غضبها منه كانت تفكر فيه أكثر.
  • النساء يفكرن بالمعنى الخفي للأسئلة أكثر من تفكيرهن بالأسئلة ذاتها.
  • أهم شيء في زواج جيد ليس هو السعادة و إنما الاستقرار.
  • إن اجتماع الشيوخ مع الشيوخ يجعلهم أقل شيخوخة. 
  • الحب يكون أكثر زخما كلما كان أقرب إلى الموت.

04 يوليو 2012

عن التوافقية

بعد إعلان فوز محمد مرسي -مرشح جماعة الإخوان المسلمين- سجل الكثيرون بعض تعهداته للقوى "المدنية" في حالة تأييدهم له في جولة الإعادة ضد أحمد شفيق ( هنا أو هنا أو هنا )
تتلخص هذه التعهدات في الآتي:
  • نواب رئيس من خارج الإخوان، قبطي و امرأة.
  • رئيس وزراء غير إخواني.
  • حكومة تكنوقراط أو غالبية عناصرها غير إخوانية.
  • جمعية تأسيسية متوازنة، ضمان للحريات، عدم تعديل المادة الثانية من الدستور.
و تستمر المشاورات حاليا لتشكيل الحكومة و اختيار نواب الرئيس وسط أنباء متضاربة عن هويتهم أو نسبة الإخوان فيهم، و الحقيقة أنني أرفض ما اتفقت عليه تلك القوى "المدنية" مع مرسي!!
إن الاتفاق كان ظاهره التوحد و الاصطفاف لمواجهة العسكر و منع هيمنة جماعة الإخوان على الحكم، لكن اتفاق كهذا لن يحقق الغرض المطلوب منه في رأيي
  1. إن المجلس العسكري لن يستطيع الانقلاب على الديمقراطية الوليدة في مصر إلا في حالة فشل هذه الديمقراطية في تحقيق أحلام و تطلعات ملايين المصريين، و حكومة ائتلافية / تكنوقراطية مرشحة للفشل بجدارة في مثل هذه الظروف!
  2. إن تعيين نائب رئيس قبطي أو امرأة يعيدنا لنظام الكوتة الذي أثبت فشله الذريع سابقا، و لا يضمن وصول الكفاءات للمناصب العليا، ثم إن منصب نائب الرئيس هذا يحتاج لمراجعة في النظام السياسي المصري، فليس له أي صلاحيات محددة و حتى بفرض إعطاء بعض هذه الصلاحيات لهؤلاء النواب، فما فائدة وجود الوزراء و المحافظين و المستشارين؟؟ إن منصب نائب الرئيس هو بديل في بعض الدول -كالولايات المتحدة- لمنصب رئيس الوزراء، أما في حالة وجود هذا الأخير فلا فائدة من وجود نائب للرئيس!
  3. إن وجود حكومة أغلبيتها غير إخوانية مع رئيس إخواني يجعل تحديد المسؤول عن الفشل أو النجاح من المستحيلات! و في الحالتين هذا لن يفيد القوى "المدنية" بشيء! في حالة نجاح تلك التوليفة فهي لن تضيف شيئا لهم إذ سيُنسب الفضل غالبا للرئيس كالمعتاد في مصر طيلة 7000 سنة، ثم إن الحكومة المصرية لا يصل صداها غالبا خارج القاهرة الكبرى، ما يعني أن تلك التيارات المدنية لن يصل صوتها للدلتا أو الصعيد و لن تكسب أي أرض جديدة في تلك الفترة، أما لو فشلت التجربة، فغالبا سيتم التضحية بالحكومة ككبش فداء لإنقاذ رقبة الرئيس و بالتالي سيتحمل هؤلاء مسؤولية الفشل و سيخرج الإخوان منتصرين.
  4. إن إصرار التيارات "المدنية" على المشاركة بهذه الطريقة يعني أنهم لم يدركوا بعد هزيمتهم في الانتخابات التشريعية و الرئاسية و بالتالي حجم تواجدهم الحقيقي في الشارع المصري! و الاعتراف بالمشكلة لا يعني الاستسلام لها!! إن الاعتراف بالمشكلة هو أول خطوة علمية لحلها! و طالما ظلت تلك القوى متصورة وجود حجم لها في الشارع أكبر من الحقيقة لن تحقق شيئا.
  5. إن هيمنة الإخوان المسلمين ليست في تشكيل حكومة إخوانية خالصة و لا حتى في حال اكتساحهم للمحليات. إن كل هذا يمكن إزاحتهم منه لو ظلوا بعيدا عن الجيش و الشرطة و القضاء و الإعلام و منظمات المجتمع المدني كالنقابات! و ليس هذا بمنعهم من تولي تلك الوزارات، فالهيمنة ليست في ذلك، إن جماعة الإخوان تسعى لاختراق تلك المؤسسات من الأسفل للأعلى و لن يضيرها أن تتنظر بضع عشرات من السنين لتحقيق هذا الهدف فهو و إن كان أبطأ من اختراق من أعلى لأسفل إلا أنه أكثر فاعلية على المدى البعيد!
  6. إنه حتى في حالة الإقرار بهذا الاتفاق، فهناك وزارات مثل الدفاع و الداخلية من المتوقع أن يتدخل المجلس العسكري في تحديدهم و وزارات أخرى مثل العدل و الخارجية قد يعينهم المجلس العسكري أيضا و حتى لو لم يتم فغالبا سيتم اختيارهم من داخل الوزارة نفسها -شخصيات غير حزبية - و هناك وزارات أخرى كالتنمية الإدارية و التنمية المحلية لا تمثل أي أهمية للإخوان، أي أن الإخوان قد -و غالبا سيحدث- أن يحسبوا هذه الوزارات من حصة الوزارات غير الإخوانية مثلما حدث في الجمعية التأسيسية الثانية.
  7. كان من الأفضل في رأيي الضغط من أجل تمثيل أكثر توازنا في الجمعية التأسيسية و اتفاق مع الإخوان على إخلاء بعض دوائر المحليات و المحافظات (حال إقرار انتخاب المحافظين) فهذا كان كفيلا بوضع موطئ قدم لتلك التيارات في أماكن لا يصلون إليها و لم يحاولوا ذلك طيلة أكثر من عام و نصف، أما المحاصصة في حكومة مركزية في القاهرة فهو لا يضيف لهم شيئا في رأيي.

24 يونيو 2012

تجميع لمؤتمرات محمد مرسي أثناء فترات الدعاية الانتخابية

 بعد إعلان فوز محمد مرسي رئيسا لمصر لمدة أربع سنوات قادمة، هذه محاولة لتجميع أكبر قدر من مؤتمراته و حواراته منذ ترشحه للرئاسة و حتى فوزه بها، لا لشيء إلا لتسجيل وعوده و تعهداته و ربما العودة إلى هذه التدوينة بعد أربع سنوات من الآن، فمن يدري؟






































بعض اللقاءات قبل الترشح









21 يونيو 2012

Font rendering problem in Firefox on Linux

I have this problem of font rendering/smoothing in Firefox on Fedora Linux. The fonts looked somewhat thin and not sharp. Here is the solution
Edit ~/.font.config and make sure it looks like the following
 <?xml version="1.0"?><!DOCTYPE fontconfig SYSTEM "fonts.dtd">  
 <fontconfig>  
  <match target="font">  
  <edit mode="assign" name="rgba">  
   <const>rgb</const>  
  </edit>  
  </match>  
  <match target="font">  
  <edit mode="assign" name="hinting">  
   <bool>true</bool>  
  </edit>  
  </match>  
 <match target="font">  
  <edit mode="assign" name="autohint">  
   <bool>false</bool>  
  </edit>  
  </match>  
  <match target="font">  
  <edit mode="assign" name="hintstyle">  
   <const>hintslight</const>  
  </edit>  
  </match>  
  <match target="font">  
  <edit mode="assign" name="antialias">  
   <bool>true</bool>  
  </edit>  
  </match>  
 </fontconfig>  

15 يونيو 2012

قبل أقل من 24 ساعة على جولة الإعادة. من تختار، مرسي أم شفيق؟

كنت أنوي كتابة هذا أمس، لكن بعد قرار حل البرلمان أجلته لليوم و إن كان لم يتغير رأيي تقريبا.
على مقال من جزأين كتب أحمد خالد توفيق في جريدة التحرير عن أسباب مقاطعته لجولة الإعادة -كان هذا قبل حكم حل البرلمان و لست أدري إن كان لازال على رأيه- و أبدى تخوفاته من كلا المرشحين (الجزء الأول - الجزء الثاني)
بعد حكم المحكمة الدستورية يوم أمس بحل البرلمان أتوقع أن كل معسكر من المعسكرات الثلاثة -مرسي، شفيق، المقاطعون/المبطلون- سيخسر بعض الأصوات و سيكسب بعض الأصوات الأخرى.

رأيي و بكل وضوح هو تأييد محمد مرسي في انتخابات الإعادة.

إنني أشارك أحمد خالد توفيق تخوفاته و أكثر منها من جماعة الإخوان المسلمين مما لا يتسع المقام و لا يتناسب الوقت الحالي مع ذكرها و لن يُدرك هذه المخاوف إلا من عاش خارج القاهرة الكبرى و الإسكندرية.
لكني سأنتخب محمد مرسي للأسباب الآتية:
أولا: ما قبل حُكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب
  1. حتى لو استطاعت الجماعة "التكويش" على كل مقاليد السلطة في مصر فإنها لن تنمو بنفس قدر الحزب الوطني، و أدري هنا أن الكثيرين من الفاسدين سيسارعون بركوب سفينة الإخوان الفائزة تطبيقا لنظرية "مات الملك عاش الملك" لكن جماعة الإخوان تملك نظاما صارما لعضويتها يجعل من شبه المستحيل على هؤلاء الانخراط تنظيميا في الجماعة و في حالة انضمامهم للحزب فإن ذلك سيُفقِد الجماعة السيطرة و الهيمنة عليه.
  2. إن أسوأ ما يمكن أن يحدث في حالة تولي الإخوان الحكم هو أن يتحولوا إلى نسخة استبدادية من الحزب الوطني و في هذه الحالة سيكونون قد قضوا على مشروعهم إلى الأبد. نعم سيحكمون لفترة قد تصل لعقدين أو ثلاثة، لكن الجماعة ستفشل في استقطاب أعضاء جدد "يؤمنون" بمبادئ الجماعة و يرغبون فعلا في إصلاح المجتمع، و حتى لو نجحت الجماعة على المستوى الاقتصادي، فإن التنظيم الهرمي للجماعة يبطئ من عملية تجديد دمائها.
  3. إن الجماعة تحتاج لفترة في حدود عامين لاختراق مؤسسات الدولة العميقة (الجيش و المخابرات و الشرطة و القضاء) و يمكن استغلال هذه الفترة في تكوين حزب أو حزبين يضمان قوى ثورية وسطية لمنافسة الإخوان و بناء قواعد و تأهيل كوادر و محاولة دخول المحليات في بعض المحافظات.
  4. أخيرا، و هو السبب الأهم، إن من لا يُجازف لا يربح!! نعم هناك مجازفة في انتخاب الإخوان -و هي مجازفة كبيرة- لكنها لا تتساوى مع انتخاب العسكر. إن انتخاب الإخوان سيبعث الأمل، حتى لو كان ضئيلا، و سيؤكد على أهم مكسب للثورة و هو أننا نستطيع تغيير نظام أثبت فشله بالانتخابات، أما انتخاب شفيق فسيعني -على الأقل- أن الانتخابات ليست الوسيلة المناسبة لتحقيق أحلامنا ما سيفتح الباب لسيناريوهات أكثر تعقيدا، هذا إن لم يؤدِ فوز شفيق لإصابة ملايين من الشعب بإحباط يصعب معه حشدهم في المستقبل المنظور من أجل ثورة أخرى.
ثانيا: ما بعد حُكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب
جاء حُكم حل مجلس الشعب ليضيف بُعدا جديدا لتصويت الغد، فبالإضافة لقرار وزير العدل بمنح أفراد الشرطة العسكرية و المخابرات الحربية حق الضبطية القضائية قبل يومين، أتى هذا الحُكم ليؤكد أن المجلس العسكري يلقي بكل أوراقه وراء مرشحه و أنه اتخذ كل الضمانات من أجل مساعدته على الفوز. تزوير أو لا تزوير لا فارق فالمجلس العسكري قد يكون حشد بالفعل كتلة تصويتية ضخمة بعدة طرق من أجل إنجاح مرشحه مما لا يتطلب تزويرا بداخل اللجان. هذا السيناريو يدفع بقوة في اتجاه المقاطعة/إبطال الصوت، لكني أرى أيضا أن الحكمة تستدعي انتخاب مرسي للأسباب التالية:
  1. النزول للانتخاب بأعداد كبيرة حتى لو فاز مرشح العسكري هو مكسب كبير في حد ذاته. إن تغيير الاتجاه التصويتي لناخب سبق له المشاركة في الانتخابات أسهل كثيرا من إقناع مواطن لا يؤمن بقيمة الانتخابات كحل سياسي أصلا، خاصة أن لا مرسي و لا شفيق هما الخيار الأول لأغلب الناخبين.
  2. في حالة فوز مرسي فإنه على الأرجح سيدخل صراعا مع المجلس العسكري و الدولة العميقة و في هذه الحالة ستكون الانتخابات مجرد الجولة الأولى في تلك المعركة أي ستكون هناك جولة أخرى من الاختيار بين العسكر و الإخوان.
  3. قد يفوز مرسي بالفعل و يخرج أعضاء المجلس العسكري لتهنئته، أو يفوز شفيق و لا تفعل الجماعة شيئا (احتمال الصفقة) و هو رغم صعوبته في ظل الظروف الحالية إلا أنه سينسف مصداقية جماعة الإخوان إلى الأبد.
بعض النقاط السريعة:
  • أرجو ألا يتم التعويل كثيرا على نتيجة الخارج، فهي لا تُشكل أكثر من 1% من إجمالي الناخبين، ثم إن أغلبهم خرج من مصر و تغرب بسبب سياسات النظام السابق، كما أنهم لا يخضعون للضغوط المعيشية و الإعلامية التي يتعرض لها المواطنون في الداخل.
  • هناك كذلك صورة منتشرة تدعي زيادة أعداد المشاركين في جولة الإعادة (الصورة بالأعلى) و هي هراء لأن أعداد المشاركين في الجولة الأولى 314294 ناخبا لا 240000 (المصدر).
  • أتمنى ألا نرفع من سقف توقعاتنا لهذه الجولة و لا نأخذها بمبدأ "حياة أو موت" لأن رفع سقف التوقعات يؤدي عادة لإحباط أكبر في حالة الفشل!!
  • في الجولة الأولى، فاز شفيق في محافظات مهمة في الدلتا مثل الشرقية و الدقهلية و الغربية و القليوبية و المنوفية و تقدم على مرسي في القاهرة و هي محافظات ذات تعداد سكاني كبير، بينما فاز مرسي في البحيرة و سبق شفيق في الإسكندرية و الجيزة من المحافظات ذات التعداد السكاني الكبير. طبعا قد تغير أصوات الخاسرين من النتيجة، لكن من الواضح أن ما يُشاع بأن الحزب الوطني يملك شبكة علاقات أقوى في الصعيد عن الدلتا غير صحيح. في الواقع مرشح الإخوان فاز بأغلب محافظات الصعيد في الجولة الأولى.

01 يونيو 2012

هل كان غرض استطلاعات الرأي خداع الناخبين؟

قبل انتخابات الرئاسة المصرية قامت عدة مراكز بحثية بإجراء استطلاعات للرأي العام و هذه المراكز هي: مركز الأهرام، مؤسسة بصيرة، مركز المعلومات و دعم اتخاذ القرار، جريدة الشروق.
للاطلاع على النتائج اضغط هنا
طبعا غني عن الذكر أن هذه النتائج لم تتفق مع الواقع إطلاقا إذ جاء ترتيب المرشحين في الجولة الأولى: مرسي، شفيق، صباحي، أبو الفتوح و أخيرا موسى.
اليوم كتب أحمد منصور في جريدة الوطن متهما استطلاعات الرأي هذه بتضليل المواطنين و خداع الشعب و توجيهه لانتخاب مرشحين بعينهم و بالأخص مرشحي النظام السابق عمرو موسى و أحمد شفيق اضغط هنا
و رغم أني كتبت قبلا عن نظرية المؤامرة و صفقات المجلس العسكري و غيرها، إلا أنني لا أتفق أن استطلاعات الرأي تلك كان غرضها توجيه الناخب في اتجاه معين للأسباب التالية:
1- أغلب تلك الاستطلاعات كانت تؤكد أن نسبة المشاركة ستتجاوز 80% على أسوأ الظروف و هو ما لا يُعقل بأي حال من الأحوال إذ حتى في الانتخابات البرلمانية التي يكون فيها الحشد أكبر لقرب المرشحين من الناخبين لم يتوجه لصناديق الاقتراع سوى أقل من 28 مليون ناخب من إجمالي 50 مليون ناخب.
2- إن العينة التي تم استطلاع رأيها ليست ممثلة للناخبين المصريين بشكل واقعي فمثلا في استطلاعي الشروق كانت نسبة من أدلوا بصوتهم في الانتخابات البرلمانية ممن شملهم الاستطلاع تبلغ 82.1% (!!!) و هو ما لم يحدث و كان يجب أن يدق جرس إنذار لمن يقوم بعمل الاستطلاع أن شيئا ما غير صحيح لكنه لم يحدث، كما أن توزيع هؤلاء المستطلع رأيهم لم يكن يمثل النتيجة الفعلية التي انتهت إليها الانتخابات البرلمانية ففي حين حصل حزب الحرية و العدالة على حوالي 36% بلغت نسبة من صوتوا له في عينة استطلاع الشروق 45% و بينما حاز حزب النور على 27% في انتخابات البرلمان فإن مؤيديه في عينة الاستطلاع بلغوا 13% (!!!)
3- صحيح أن عمرو موسى ظل متصدرا السباق لفترة طويلة إلا أن المركز الثاني في أغلب تلك الاستطلاعات كان لعبد المنعم أبو الفتوح و المناظرة التي تمت كانت بينهما و كان هناك شبه إجماع على أنه في حالة وصول أبي الفتوح للإعادة فإنه كان سيكتسح على الأرجح، و لست أظن أن عبد المنعم أبو الفتوح محسوب على النظام السابق، و رغم أن أحمد شفيق تقدم في الأسابيع الأخيرة ليحتل المركز الثاني إلا أن تلك الاستطلاعات أشارت لتقدم محمد مرسي كذلك، صحيح أنه ظل في مركز متأخر إلا أننا لو وضعنا في الحسبان نسبة من أظهرهم الاستطلاع غير حاسمين لرأيهم و معرفتنا بأن هؤلاء غالبا سيتم التأثير عليهم في الساعات الأخيرة من قِبل ماكينة تنظيم الإخوان لعذرنا معدي الاستطلاع.
4- في كل تلك الاستطلاعات لم يحتل حمدين صباحي مركزا أفضل من الرابع و بفارق واضح عن المراكز الأولى و هو رغم انتمائه لتيار الثورة إلا أنه ليس بذلك المرشح الذي يُقلق الصحفيين و يدفعهم لتزوير نتيجة الاستطلاع على حسابه و هو على الأقل ليس إسلاميا مثل محمد مرسي لكي يكون هناك شبهة في استبعاده على هذا الأساس، ثم إن أغلب هؤلاء الصحفيين تباكوا على خسارة حمدين بعد ظهور النتيجة (!)

الخلاصة - و رغم أنني ممن تدق نظرية المؤامرة جرس إنذار لديهم - إلا أنني من اليوم الأول لم آخذ استطلاعات الرأي تلك بالجدية الكافية لأنها على ما يبدو تُركز على المقيمين في المدن الكبرى في الوجه البحري و القاهرة بصفة خاصة لا لشيء إلا تكاسل من الصحفيين القائمين بالاستطلاع و عدم توافر الكفاءة و الإمكانات اللازمة لديهم.

21 مايو 2012

نظرة على انتخابات الرئاسة المصرية

أقل من 48 ساعة على بدء الاقتراع في الداخل. لنلقي نظرة على فرص المرشحين
للتذكير نسب التصويت للقوائم في انتخابات مجلس الشعب كانت كالتالي:
  • الحرية و العدالة (الإخوان المسلمون) 36.4 %
  • النور (الدعوة السلفية بالإسكندرية و معها الجماعة الإسلامية) 27.06%
  • حزب الوفد (ليبرالي) 8.91%
  • الكتلة المصرية (ليبراليين و يساريين) 8.74%
  • حزب الوسط 3.55%
  • الثورة مستمرة (يسار) 2.67 %
  • باقي الأحزاب (غالبا حزب وطني سابق) 12.66%
1- محمد مرسي: مرشح جماعة الإخوان المسلمين، و يكاد يكون الوحيد المترشح عن حزب سياسي، إذا استثنينا مرشحي الأحزاب ضعيفة التأثير و التواجد في الشارع المصري. يملك أقوى الفرص في المرحلة الأولى، و يعتمد نجاحه في المرحلة الثانية على من سيكون منافسه. لن يحوز على كل أصوات الإخوان في انتخابات مجلس الشعب. بل سيزيد و ينقص لعدة أسباب. سينقص لأن التصويت في انتخابات مجلس الشعب يتدخل فيه تواجد المرشح في دائرته و خدماته، و الإخوان متميزون في هذا المجال. من تقدم له إحسانا بالتأكيد سيعطيك صوته، لكن الأمر يختلف حين يطلب منك إعطاء صوتك لشخص يعرفه. هناك البعض من السلفيين أيضا صوت لصالح الحرية و العدالة في مجلس الشعب على أساس أن مرشحي الإخوان أكثر كفاءة من نظرائهم السلفيين. أما ما يزيد فرص مرسي فهو أنه الوحيد الذي يدعمه حزب، و هذا فارق ضخم جدا. من تابع انتخابات النقابات سيدرك ما أتحدث عنه. مرشح حزبي وراءه كتلة تصويتية كبيرة و متطوعين يستطيعون حشد و تعبئة الأصوات فرصه أقوى بكثير من المستقلين، لاسيما حين يكثر عدد المستقلين و تتفتت أصواتهم. تسبب خروج عدد من المرشحين الأقوياء مثل حازم أبو إسماعيل و عمر سليمان و خيرت الشاطر في تقوية مركز مرسي الذي وجد عددا كبيرا من الأصوات الحائرة بعد خروج هؤلاء استطاع أنصاره حشد نسبة كبيرة منها، لذا مرسي صاحب فرصة كبيرة جدا في الجولة الأولى.

2- عمرو موسى: سيقول الثوريون إن الشعب أسقط فلول الوطني في انتخابات البرلمان و هذا جزء من الحقيقة، لكن الواقع أن سببا رئيسيا لسقوطهم هو اتساع دوائر الفردي و التي أدت لإضعاف تأثير أنصارهم و فقدهم لأدوات الحزب الوطني اللوجستية التي كانت تحشد و تعبئ أنصارهم، فضلا عن أن أغلب رموز الوطني السابق نزلوا في انتخابات الفردي و خرجوا بعد صراع شرس جدا (تذكر طارق طلعت مصطفى ضد محمود الخضيري في الإسكندرية، و علي المصيلحي في الشرقية كلهم نافسوا حتى الأمتار الأخيرة) كما و أن تفرق هؤلاء على عديد الأحزاب أدى لعدم حصولهم على نسبة توازي تواجدهم الفعلي، هذا بالإضافة لأن عددا منهم نزل على قوائم بعض الأحزاب الأخرى كحزب الوفد. في انتخابات الرئاسة الأمر يختلف، فحتى دون وجود تنسيق مركزي، سيصوت هؤلاء لشخص واحد و لن يتوزعوا كما حدث في انتخابات الشعب على عدة أحزاب، كما و أن كون دائرة الرئاسة واحدة إجمالية لمصر كلها ستعني أن كل صوت سيكون له حسابه، دعك من أن الكثيرين ينظرون لموسى على أنه رجل دولة يتمتع بكاريزما تناسب مكانة منصب رئيس الجمهورية. يملك فرصة في دخول الإعادة، و لكن هذا يتوقف على توزيع الأصوات بينه و بين أحمد شفيق.

3- عبد المنعم أبو الفتوح: المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين و الذي يمثل حالة خاصة جدا في معادلة الرئاسة، فالكل معجب به و يتوجس منه في نفس الوقت. خطابه قادر على جذب مؤيدين من مختلف التيارات، لكن هذا ينسج حالة من الضبابية حوله، تجعل الجميع لا يستطيع الجزم بما إذا كان فعلا وسطيا أم أنه يجيد اللعب على كل الحبال، دعك من اعتقاد البعض أنه المرشح السري لجماعة الإخوان المسلمين. أبو الفتوح كانت فرصه ضعيفة بوجود أبو إسماعيل و الشاطر لكن خروجهم و الدفعة التي حصل عليها بتأييد حزب النور السلفي له ترفع من أسهمه كثيرا، فرغم أنه ليس من أبناء الحزب، لكن على الأقل يستطيع الاستفادة من إمكانات الحزب و قواعده الجماهيرية التي تزيد في بعض التقديرات على قواعد الإخوان أنفسهم. يضعف من موقفه أن ليس جميع السلفيين يدعمونه كالشيخ محمد عبد المقصود الذي يؤيد مرشح الإخوان، و الشيخ أبو إسحق الحويني الذي لم يؤيد أي من المتبقين، كما أن عدم دعم حزب النور سابقا لحازم أبو إسماعيل و تخليه عنه قد ترك غصة في حلوق بعض شباب السلفيين تجاه الحزب و هؤلاء قد لا يذهبوا للتصويت أساسا. يملك أقوى الفرص في الإعادة، لكن وصوله للمرحلة الثانية محل شك.

4- حمدين صباحي: من يؤيده غالبا بعد استبعاده للفلول و الإسلاميين، و من يرفضه لكونه لازال يتبنى الفكر الناصري الذي من المفترض أنه خسر معركته في عام 1967. لا يملك قاعدة جماهيرية كبيرة خارج محافظة كفر الشيخ و هذه ربما أحد أسباب عدم تفضيله من قِبَل الكثيرين الذين لا يرون فرصة حقيقية له، و لا يريدون إضاعة صوتهم على مرشح لا يملك حظوظا في دخول الإعادة. هؤلاء هاجسهم الأكبر إعادة بين اثنين من الثلاثي مرسي و موسى و شفيق لذا يميلون لتفضيل عبد المنعم أبو الفتوح صاحب الفرصة الأوفر في دخول الإعادة، لكن ربما نتيجة تصويت المصريين في الخارج تحيي أمل صباحي من جديد، حيث حل ثالثا بعد مرسي و أبو الفتوح، ما يُضعف تأثير هذا الهاجس. فرصه بعيدة جدا.

5- أحمد شفيق: آخر رؤساء وزراء مبارك و لازال الكل يذكر مواجهته مع علاء الأسواني التي تسببت في خروجه من الوزارة، و إذا كان هناك من نسيها فما يحدث في مؤتمراته الانتخابية - و آخرها واقعة قذف حذاء على منصته- يكفي لرسم صورة لمستقبل البلاد إذا فاز شفيق بالرئاسة. عسكري سابق و هو ما لا نحتاجه بعد الثورة و لا بعد ما حدث في الفترة الانتقالية. مستبعد جدا أن يفوز بالرئاسة لأنه فقد أهم مقومات المنصب، الهيبة. وجوده سيؤثر على فرص عمرو موسى، و إن كان سيعطينا مؤشر على نتيجة انتخابات الإعادة حال كان موسى أحد طرفيها.

6- محمود حسام: من بين باقي المرشحين أنتظر نتيجته أكثر من غيره. الوحيد من غير الأربعة السابقين ( موسى و أبو الفتوح و صباحي و شفيق) الذي تقدم بأوراق ترشحه مؤيدا من أكثر من 30 ألف ناخب و لازال مجهولا للآن. لست أدري كيف حصل على هذه التوقيعات.

7- خالد علي: محامي البسطاء كما يطلق عليه أهل تويتر. عدم قدرته على جمع 30 ألف توقيع في الوقت الذي استطاع الآخرون جمعهم ببساطة يجعل فرصه تكاد تكون معدومة.

8- محمد سليم العوا: محامي و مفكر إسلامي. تخلى عنه الكل حتى حزب الوسط الذي كان العوا يُعتبر مرجعية له. لم يستطع هو الآخر جمع الثلاثين ألف توقيع و اكتفى بتزكية نواب من البرلمان. مع وجود موسى و أبي الفتوح تقل فرصه جدا.

9- هشام البسطويسي: قبل الثورة كان أحد القلائل الذين وقفوا في وجه الطاغية في عز جبروته. أما بعد الثورة فينحدر يوما بعد يوم، من اقتراح دستور يعطي العسكر حق التدخل في شؤون الدولة إلى الترشح عن حزب التجمع، واحد من أسوأ الأحزاب المصرية على الإطلاق.

10- حسام خير الله: ضابط جيش و مخابرات سابق، لا يتمتع بأي شعبية تُذكر في الشارع.

11- أبو العز الحريري: عضو مجلس شعب حالي معروف بمعارضته السابقة للنظام و أحد "المشاغبين" تحت قبة البرلمان في دورات سابقة. يساري التوجه، و لا فرصة لديه في وجود صباحي و خالد عالي.

12- محمد فوزي عيسى: انسحب لصالح عمرو موسى!!

13- عبد الله الأشعل: دبلوماسي سابق إسلامي التوجه، لا يملك أي فرصة حقيقية و يعلم هو ذلك جيدا، لكنه دخل السباق الرئاسي في نفس وقت محمد مرسي و لنفس السبب تقريبا، بعد علمهما باتجاه اللجنة الرئاسية لاستبعاد أبو إسماعيل و الشاطر.

18 مايو 2012

حالة مرشح احتياطي: عن مشروع النهضة

منذ اعتبار محمد مرسي مرشحا رسميا للإخوان المسلمين و ذراعها السياسية حزب الحرية و العدالة، و كل الهجوم ينصب على شخصية المرشح و افتقاره للكاريزما، ما دفع الإخوان للادعاء بأن الشخص لا يهم و إنما المهم هو المشروع أو البرنامج
و قدموا في هذا الإطار برنامجا تحت اسم "مشروع النهضة"
يُقال -بحسب الإخوان- أن إعداد هذا البرنامج بدأ منذ أكثر من عشر سنوات - خمس عشرة سنة في بعض الروايات- و اشترك في إعداده مئات الخبراء
حين قمت بقراءة البرنامج للمرة الأولى، لم أجد اختلافا كبيرا في أول عشرين صفحة عن برنامج حزب الحرية و العدالة نفسه فالمعنى متطابق و إن اختلفت بعض الكلمات هنا و هناك ما دفعني لعدم إكمال قراءة البرنامج، لكن بعد الثناء على البرنامج من بعض من أثق برأيهم قررت خوض جولة أخرى.
و بعد حوالي 30 صفحة شبه منقولة بالنص من برنامج الحزب (لا يوجد ما يعيب في هذا، لكن النقل و تغيير عنوان المشروع هو نوع من أعمال الطفولة) بدأت الأرقام الحقيقية
في صفحة 38 (أو 39 في البي دي إف) يوجد ما يلي
أولا دعونا نعرف الناتج المحلي الإجمالي لمن لا يعرف
هو إجمالي قيمة السلع و الخدمات التي يتم إنتاجها في مكان ما في فترة زمنية معينة (سنة غالبا)، لكن هذا ليس دائما هو المعيار الوحيد لقياس حالة الاقتصاد. لماذا؟
دعنا نفترض أن مصر تنتج مليون طن من القمح و سعر الطن الواحد ألف دولار (مجرد أرقام افتراضية)
إذن قيمة إجمالي إنتاج مصر من القمح = مليار دولار
لكن، ماذا لو ارتفع سعر طن القمح في السنة التالية ليصبح 1200 دولار مع ثبات الإنتاج؟
سترتفع قيمة إجمالي إنتاج مصر إلى مليار و 200 مليون دولار، لكن هذه الزيادة تمت دون زيادة حقيقية في الإنتاج
هذه الزيادة قد تحدث لعدة أسباب منها التضخم، و فرق سعر العملة  و غيرها
لذا تم تعريف مصطلح آخر و هو الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية)
باللغة الإنجليزية Gross Domestic Product (Purchasing Power Parity)
هذا المقياس يأخذ في الاعتبار تلك العوامل السابقة و يعطي صورة أدق لحجم الإنتاج في بلد ما (الدقة ليست بنسبة 100% لاختلاف سلة السلع الرئيسية بين مكان و آخر و إن كان هناك بعض المحاولات لتقريب هذا الأمر باعتبار سلعة مثل شطيرة ماكدونالدز هي نقطة الأساس لحساب هذا المقياس للتفاصيل)
المهم ما يعنينا هنا هو:
الناتج المحلي الإجمالي لمصر عام 2011 يساوي 220 مليار دولار (تقدير البنك الدولي يختلف عن تقدير صندوق النقد الدولي و تقدير المخابرات المركزية للتفاصيل) و هذا هو المذكور في مشروع النهضة
أما الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) لمصر عام 2011 فهو تقريبا 501 مليار دولار (أيضا تختلف التقديرات للتفاصيل)

لماذا كل هذه التفاصيل؟
حسنا، إن معدل النمو الذي يعد به مشروع النهضة هو نمو في الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) و ليس في الناتج المحلي الإجمالي!!!!!
و لست أدري كيف مرت نقطة كهذه على من كتب و راجع و قرأ و أبدى إعجابه بهذا المشروع!!!

و لمن يريد التأكد من أن معدل النمو يتم حسابه للناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) و ليس للناتج المحلي الإجمالي
من صفحة مصر على موقع CIA Factbook هنا ثم اضغط على Economy
أو من موقع البنك الدولي تطور الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم    و   معدل النمو و يمكن لمن أراد أن يحسب معدل النمو بناءا على المعلومات من الوصلة الأولى و لن يجدها تتطابق و لا تقترب حتى مع المعلومات في الصفحة الثانية لأي دولة، ما يدل على أن معدل النمو لا يُحسب للناتج المحلي الإجمالي.

يمكن بالطبع حساب معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي، لكن هذا الرقم عادة يكون ذو قيمة عالية (بسبب التضخم)، فمثلا الناتج المحلي الإجمالي لمصر ارتفع بنسبة 24.41% بين عامي 2007 و 2008 هنا
و إذا كان هذا المصطلح هو ما يقصده حزب الحرية و العدالة فلا ريب أننا لن نرضى بمعدل نمو أقل من هذا، أليس كذلك؟

إن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي -لو أن هذا ما يقصده حزب الحرية و العدالة- يعني أن مصر بعد 12 سنة سيصبح متوسط نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي أقل من نظيره في ناميبيا حاليا (اضغط هنا) فأي نهضة هذه؟!
أما لو كما هو مفترض أن يكون النمو في الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) فسيعني أن يصبح نصيب الفرد -تقريبا- مثل نظيره في دول مثل البرازيل و إيران حاليا (طبعا من الوارد أن يرتفع نصيب الفرد في هذه الدول في نفس الفترة) اضغط هنا

إن هذا ليس خطئا بسيطا في مشروع النهضة، لكنه يعني جهل ببديهيات الأمور الاقتصادية
ثم إن هذا ليس الخطأ الوحيد في هذه الصفحة
فحتى على أرقامهم، النمو في ناتج محلي إجمالي من 220 مليار إلى 478 مليار في عام 2023 يعني معدل نمو 7% تقريبا و ليس 9%
في صفحة 29 من المشروع يذكرون الرقم الصحيح، 7%، و يذكرون كذلك أنه نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (و هو تعبير آخر عن الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية))

بالمناسبة، من المتوقع لمصر أن تحقق متوسط معدل نمو أعلى من الرقم الذي يعد به حزب الحرية و العدالة في برنامجه
لو اعتبرنا متوسط نمو 7% فإن الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) لمصر سيصل إلى 726 مليار دولار في عام 2017، في حين أنه من المتوقع طبقا لصندوق النقد الدولي أن يصل إلى 756 مليار دولار (معدل نمو 7.9% تقريبا) اضغط هنا

و خطأ ثالث يمكن اكتشافه إذا قمت بتجميع الجدول الثاني (توزيع الناتج المحلي الحقيقي) فستحصل على إجمالي 487.74 مليار دولار و ليس 478 مليار!!
طبعا الرقم حدث فيه تبديل بين رقمي 7 و 8 لكن هذا يعني بكل بساطة أن من قام بكتابة مشروع النهضة، كان يجمع و ينقل الأرقام يدويا و لا يدري شيئا عن برنامج حسابات كالإكسيل، و يتحدثون عن وادي التكنولوجيا!!

مشروع النهضة على صفحة الحزب الرسمية على فيسبوك اضغط هنا

12 مايو 2012

Yiruma - A River Flows In You


If you like it, download it in MP3 here

11 مايو 2012

أنور السادات - البحث عن الذات

البحث عن الذاتالبحث عن الذات by أنور السادات
My rating: 3 of 5 stars

كتاب يحكي مرحلة مهمة في تاريخ مصر، من قبل ثورة 1952 حتى زيارة السادات للقدس. الكتاب بعيد تماما عن المصداقية بطبيعة الحال، كأي كتاب يكتبه مسؤول مصري، لكن في كل الأحوال هو ضروري لمن يريد التعرف على هذه المرحلة من تاريخ مصر من أحد أبنائها. لا أعتقد أنه يكفي وحده، يحتاج المرء لعدة كتب عن كل مرحلة لكي يتبين الصدق وسط كم الأكاذيب و المغالطات الغير معقول
الكتاب يحوي فصلا كاملا أشبه برؤية فلسفية للسادات يقول أنها تكونت لديه في الزنزانة 54. قراءة هذا الفصل ممتعة و إن كان السادات يمدح نفسه كثيرا، و هو ما يفعله طيلة الكتاب، فهو يصف نفسه بالوحيد في مجلس قيادة الثورة الذي لم يكن يريد منصبا و لا سلطة و هو المنحاز دائما للشعب، كما يعزف على وتر ابن القرية المحبب للمصريين.
لم يعجبني استخدامه لكلمات مثل "شعبي" و "قواتي المسلحة" في الفصول الأخيرة ، فهو لم يستخدمها في الفصول الأولى حين كان مواطنا عاديا أو ضابطا صغيرا، أو حتى عضوا في مجلس قيادة الثورة، فبدت بصيغة التملك و ليس الانتماء
تقييمي للكتاب 3/5. كنت سأعطيه 4 نجوم، لكن بعد ثورة يناير أعتقد أن هذه الفترة من تاريخ مصر لم تعد بتلك الأهمية.

مقتطفات من الكتاب (لا تقرأها إن لم كنت قرأت الكتاب بعد و تريد الاستمتاع به)

كالعادة، مصر عبد الناصر... مصر السادات... مصر مبارك... و قريبا مصر؟؟


البعض سيقول عن هذا ذكاء، دهاء، نصاحة..


إهداء خاص لمتبني نظرية المؤامرة و الصفقات، إلخ

في مصر لم تقم مظاهرات و سادت سعادة تامة !!!
بعد عودته من القدس

10 مايو 2012

How to remove Nokia Phone Browser icon from My Computer

When you install Nokia PC Suite, it will put an icon in "My Computer" along with your hard drive partition icons. It is really annoying!
Here is how to get rid of it.
  1. Open "Run" dialog box (press Window logo key + R) and type regedit, then hit enter.
  2. Navigate to HKEY_LOCAL_MACHINE \ SOFTWARE \ Microsoft \ Windows \ CurrentVersion \ Explorer \ MyComputer \ NameSpace
  3. Right-click on the subkey {416651E4-9C3C-11D9-8BDE-F66BAD1E3F3A} and choose delete.
Note: If you're not familiar with the Registry Editor, make a backup of it first (File -> Export) which you can later import (File -> Import)

01 مايو 2012

كيف تكون المناظرات الرئاسية

بمناسبة المناظرات الرئاسية المنتظرة ابتداءا من الخميس القادم، هنا مناظرتان أمريكيتان
الأولى، لاختيار مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات 2012 و أقيمت في ولاية أيوا في أغسطس 2011

و الثانية، بين باراك أوباما و جون ماكين قبل انتخابات 2008 (كانت الأخيرة من ثلاث مناظرات)

18 أبريل 2012

كيف يفكر المجلس العسكري (3) عن ترشح عمر سليمان

حسنا الآن ترشح عمر سليمان في مبادرة درامية قبل غلق باب الترشح بأقل من 48 ساعة ثم تم استبعاده، و لهذا عدة احتمالات:
  1. تقدم عمر سليمان بمبادرة فردية منه دون تنسيق مع المجلس العسكري و كان قرار استبعاده من اللجنة الرئاسية كذلك فرديا دون تدخل من المجلس العسكري
  2. تقدم عمر سليمان بمبادرة فردية لكن استبعاده جاء بضغط سياسي من المجلس العسكري على اللجنة.
  3. تقدم عمر سليمان بدعم من المجلس العسكري و استبعاده تم دون ضغط سياسي
  4. تقدم عمر سليمان بدعم من المجلس العسكري و تم استبعاده بضغط سياسي من المجلس العسكري.
أعتقد أن مرشحا بحجم عمر سليمان لم يكن ليترشح دون دعم إحدى القوى المؤثرة على الأرض، و حتى إن قرر العكس و التقدم بنفسه دون أي دعم سياسي فبالتأكيد لم يكن لينتظر حتى اليوم الأخير لإعلان نيته في التقدم للترشح. هذا انتحار سياسي، لذا يمكننا استبعاد تقدمه بمبادرة فردية (الاحتمالين الأول و الثاني)
كذلك لا أظن أن عمر سليمان سيذهب و من خلفه المجلس العسكري ثم يخطئ في أمر بسيط كعدد التوكيلات المطلوبة من إحدى المحافظات.
لا يتبقى و الحال هكذا إلا الاحتمال الأخير و هي أن ترشحه و استبعاده جاءا في إطار مناورة سياسية.
لكني لن أكتفي بترجيح هذا الاحتمال بنظرية الاستبعاد، بل سأؤكد عليه بالآتي من تصريحات أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية حاتم بجاتو
وأضاف بجاتو أنه عندما تصل الصناديق الى مقر اللجنة يقوم بوضع اسم المرشح وكود المحافظة على كل صندوق ووضع رقم مسلسل على كل صندوق ثم يضع كل 1000 تأييد وعليه رقم المحافظة بعد تغليفه فى صندوق ثم يغلقه بلاصق غير قابل للفتح ثم يقوم بتحرير محضر ويقوم بالإمضاء عليه ويعطي مندوب المرشح صورة من المحضر بعد أن يمضي عليه المندوب، مشيراً إلى أنه لايتم إعادة فتح هذه الصناديق الا في حالة الطعن أو تحرير محضر وتقوم اللجنة بالتعامل مع النسخ المرقمة ضوئيا.
على لسان أمين عام لجنة الانتخابات لا يتم إعادة فحص التوكيلات إلا بعد تقديم طعن ضد هذه التوكيلات، بل و يؤكد أنه يتم تغليف التوكيلات بلاصق غير قابل للفتح!!!!!!!

و بحسب الموقع الرسمي للجنة الانتخابات الرئاسية فإنه لم يتقدم أحد المرشحين بطعن ضد عمر سليمان المصدر
لكن الأهم من هذا هو التأكيد في نهاية الصفحة
هذا وقد تقدم العديد من المواطنين بشكاوى ضد بعض المرشحين، والمعلوم أن المادة 14 من قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية الصادر بالقانون رقم 174 لسنة 2005 يقصر حق الاعتراض على المرشحين دون غيرهم.
فمن تقدم بالطعن على عمر سليمان ليتم إعادة فحص توكيلاته؟؟؟؟

حسنا قد يكون من إجراءات اللجنة الاستفسار بنفسها من مكاتب توثيق الشهر العقاري عن التوكيلات دون تقديم أي طعون  و هذا يطرح أحد احتمالين
  1. بعض المواطنين قاموا بتأييد أكثر من مرشح و بالتالي بطلت أصواتهم.
  2. قام عمر سليمان و أنصاره بتزوير بعض التوكيلات.
و يمكننا مباشرة استبعاد الاحتمال الثاني، إذ أنه لو كان عمر سليمان قد قام بتزوير بعض التوكيلات، فكيف لم تكتشف اللجنة التزوير مباشرة في العد الأول؟؟ أما إذا كانت الأختام سليمة و لكن لا أصل في مكاتب الشهر العقاري فهذا يدفعنا للتساؤل، إذا كان عمر سليمان قد استطاع تزوير الأختام، فهل لم يملك تسجيل التوكيلات في الشهر العقاري؟ لا ريب أن من يملك الأختام يملك التسجيل كذلك، و لن تفوته هذه النقطة، ثم إنه بالتأكيد لم يسجل بعض التوكيلات و يغفل عن البعض الآخر.
أما الاحتمال الأول فهو يعني و بكل بساطة أن عمر سليمان لم يكن يرتب نفسه لهذا اليوم جيدا، بدليل أنه انتقى بعض المواطنين عشوائيا لكي يحشدهم لتأييده، رغم أن كل الشواهد تدل على أن الكثيرين من ذوي النفوذ كانوا ينتظرون هذه اللحظة، ثم إن ذلك يضع هؤلاء المواطنين (31 في أسيوط على الأقل) تحت طائلة القانون و لا أعتقد أن أحدا من مؤيدي سليمان سيفعل ذلك من أجله.

إن عمر سليمان قد تم استبعاده بقرار سياسي من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و ليس بقرار إداري من اللجنة العليا للانتخابات بسبب خطأ قانوني في أوراق تقدمه للانتخابات!!
و هذا يدفعنا للتساؤل عن أسباب هذا، و لكل أن يتخيل ما يحلو له
- التغطية على استبعاد حازم أبو إسماعيل و / أو خيرت الشاطر
- إيهام المواطنين بحياد المجلس العسكري و لجنة الانتخابات
- الإيحاء بعدم وجود مرشح للمجلس العسكري في انتخابات الرئاسة
- تطمين المواطنين و القوى السياسية و خلق حالة من الاسترخاء بعد خروج أخطر مرشح من النظام السابق و الرضا بفوز أي شخص آخر

لكن في كل الأحوال، تبقى حقيقة واحدة لمن لم يدركها بعد...
المجلس العسكري لا يقف محايدا في انتخابات الرئاسة القادمة