29 نوفمبر 2013

يُمنى - سمير عطا الله

My rating: 2 of 5 stars

عن الصراع الطائفي و السياسي قبل و بعد استقلال لبنان.
لم تبهرني الرواية كثيرا. لم تتعمق كثيرا في أبعاد الصراع و لا في أعماق بطلة القصة الرئيسية.
كانت يُمنى مشاهد للأحداث أكثر من كونها مشاركة فيها و لم تكن أبدا صانعتها.
ربما حاول الكاتب وصف حال معظم اللبنانيين من خلال يمنى بأنهم لا ناقة لهم و لا جمل في الصراعات السياسية، بل يحبون بلدهم و يرغبون في الأفضل لها، لكن يُمنى كانت قليلة التفاعل حتى مع الأحداث.


الكثير من الأخطاء التي لا أدري هل هي من المطبعة أم من الكاتب فمثلا يذكر مقابلة رياض الصلح لسعد زغلول في القاهرة عام 1942، رغم أن سعد توفي عام 1927! أحد الفصول يسبق الآخر زمنيا لكنه يليه في الكتاب، و فصلا آخر مؤرخ في أيلول لكنه يحدث في أحد أيام أيار. تاريخ إغارة إسرائيل على مطار بيروت كذلك مذكور في فصل بتاريخ 21 ديسمبر رغم إنه حدث يوم 28 من نفس الشهر.

11 نوفمبر 2013

مصر و الولايات المتحدة: أستاذية العالم

"أستاذية العالم" هو مصطلح ورد في أدبيات جماعة الإخوان المسلمين في سياق مراحل الإصلاح التي تسعى إليها الجماعة بداية من الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم.
لكني لا أعتقد أن تلك الرؤية تقتصر على جماعة الإخوان فقط، فمنذ ثورة 25 يناير و كثير من المصريين مهووسون بـ "إبهار العالم"، فأي فعل نفعله عكس كل ما يتم تدريسه كنظريات في الغرب، هو -في رأينا- ثورة على تلك المفاهيم و هو ما يجب أن يحذو العالم حذوه!

الصورة أعلاه توضح رد الفعل المصري على حملة جمع توقيعات بدأت في أغسطس الماضي في الولايات المتحدة لإجبار باراك أوباما على التنحي، على غرار حملة تمرد المصرية، و يتضح أن التفكير لا يختلف كثيرا عن نظرية الإخوان المسلمين في "أستاذية العالم" و ربما لو قدِّر لنا يوما ما أن نصبح القوة العظمى الأولى -نفس وضع الولايات المتحدة حاليا- للعبنا دور "شرطي العالم" أيضا، لِمَ لا و نحن "نفتخر" بإرث جمال عبد الناصر في إفريقيا و آسيا و هو الذي أيد أحد طرفي صراعات مسلحة هنا و هناك وصلت لحد التدخل العسكري المباشر في دولة مثل اليمن!

بالعودة لموضوعنا، فإن "إبهار العالم" هذه المرة لم يحقق النتيجة المرجوة في الولايات المتحدة، لأن طبيعة النظام الرئاسي تقتضي إكمال الرئيس و حكومته لمدته الرئاسية -ما لم يرتكب حدثا جللا كالحنث باليمين أو الخيانة العظمى مثلا- أما سحب الثقة فهذا إجراء تخضع له الحكومات البرلمانية فقط.

من يريد نظاما كهذا -سحب الثقة في حالة فشل الحكومة- فلا يختار نظاما رئاسيا من البداية ثم يدعي "إبهار العالم" لأنه استطاع إجبار رئيس على التنحي. [محمد مرسي خالف الدستور فعلا، لكن هذا حدث منذ نوفمبر 2012، قبل تنحيه بأكثر من سبعة أشهر، و تجاوز هو و حكومته موجة التظاهرات في حينها، بل حاز الدستور الذي كتبته لجنة تسيطر عليها جماعته على موافقة شعبية بعدها بأقل من شهر!]

طبقا للقانون في الولايات المتحدة لابد لأي عريضة أن تنال تأييد 100000 (مائة ألف) مواطن أمريكي في خلال شهر من تقديمها. عريضة "تمرد" الأمريكية لم تحز حتى على 10000 (عشرة آلاف) تأييد خلال شهر قبل أن يتم سحبها من موقع البيت الأبيض لمرور المدة القانونية.