26 سبتمبر 2013

The Arrivals

هذه السلسلة التي شاهدتها بناءا على توصية، و إن كنت تأخرت ثلاث سنوات :D يمكن تلخيصها في عبارة واحدة
ابتذال نظرية المؤامرة!

أنا أحب نظريات المؤامرة، و أعتقد أن الغالبية العظمى من البشر يتآمرون على بعضهم البعض بطريقة أو بأخرى، لكن يجب أن يكون لديك بعض الحقائق لكي تبني عليها اعتقادك هذا و إلا لن تستطيع الحياة من كثرة الالتفات حولك.

قد تستطيع تفسير حدث ما بأنه مؤامرة وفقا لطريقة الاستبعاد؛ أي استبعاد كل التفسيرات المطروحة لعدم صحتها أو منطقيتها و بالتالي يمكنك افتراض أن هناك مؤامرة ما أو على الأقل من يحاول إخفاء الحقيقة.
 لكن هذا يستلزم بعض الحقائق أولا لكي تستطيع إكمال الحلقة المفقودة بتفسيرك التآمري.

أما هذه السلسلة فما تفعله من البداية هو التسليم بصحة "الكثير" من الافتراضات ثم بناء افتراض تآمري عليها في النهاية!

خذ عندك مثلا: أسطورة العين التي ترى كل شيء و الموجودة منذ عهد الفراعنة على الأقل و التي فسرها الفيلم على أنها ترمز للدجال و أن أتباعه هم المسؤولين عنها، لكن كيف عرف هؤلاء الأتباع إن الدجال أعور؟ إن هذا لم يتم كشفه لنا -البشر- إلا في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
قد نفترض هنا إن الشيطان مثلا يعرف هذه الحقيقة و وسوس بها لبعض ضعاف النفوس و زين لهم صورة العين لتخرج في أعمالهم....
لكن هذا افتراض، لا أكثر.
لم يقدم لنا الفيلم أي تفسير آخر و فنده و قام باستبعاده ليستخلص إن التفسير الوحيد لظهور العين هو لعلاقة ما بالدجال، بل انطلق كأن هذه حقيقة مسلم بها.

ثم إن العين التي ترى كل شيء هذه تم تجسيدها في أعمال تضعها كرمز للشر الخالص تجعل كل من يطلع عليها ينفر منها، كثلاثية ملك الخواتم الرواية و الفيلم! فكيف سمح المتآمرون -المسيطرون على العالم بحسب الوثائقي- يا تُرى بمرور هذه الأعمال التي تهدم خطتهم الأصلية؟
لم يقدم الوثائقي أي تفسير من أي نوع لهذه الظواهر المضادة غير القول بأن هناك الكثيرون الخيرون ممن يقفون في وجه قوى الشر، لكن الوثائقي يتجاهل بطبيعة الحال إن المسلمين فقط -أو من اطلع على دينهم- هم من يعرف بحقيقة إن الدجال أعور، بل لا يكفي الاطلاع هنا فيجب أن يؤمن المطلع بصحة الحديث و يقتنع بالتحذير، إلا لو كان الشيطان هو من يوسوس لقوى الخير بفعل ذلك!

ناهيك عن المغالطات التي يعرضها الوثائقي فقط لتضخيم المؤامرة، ففي إحدى الحلقات يذكر إن بريطانيا مملكة و ليست دولة ديمقراطية!!!
كأن الدول الديمقراطية كلها يجب أن تكون جمهوريات!
لكن هذا هو الطريق الوحيد لديه بطبيعة الحال لكي يصل إلى إن اليزابيث الثانية "تحكم" بريطانيا -و هو غير صحيح فالملكة هناك تملك ولا تحكم- ليخلص عبر افتراض آخر إن هناك سلالة واحدة تحكم البشرية منذ الفراعنة حتى يومنا هذا.

و حتى هذا الافتراض قام بليّ الحقائق لكي يثبته، فقال إن بريطانيا حكمت العالم 900 سنة تقريبا و هي ما تعادل سنة سماوية -التي تساوي 1000 سنة بشرية- و أنزل الحديث الخاص بأن أول يوم من آيام الدجال سيكون كسنة على ذلك الكلام. ثم قام بحساباته فاتضح إن بعد ذلك سيكون الشهر 1000 مقسوما على 12 أي ما يعادل 83 سنة تقريبا تحكم خلالها الولايات المتحدة العالم، أو بالأحرى -بحسب الوثائقي- يحكم الدجال العالم من الولايات المتحدة قبل أن ينتقل لإسرائيل!!

 أي كلام!

19 سبتمبر 2013

العَلمانية الجزئية و العَلمانية الشاملة: النظرية - عبد الوهاب المسيري

My rating: 4 of 5 stars

يبدأ الكاتب برسم خط فاصل بين تعريفين: العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة و يوضع أنه يقصد بالأولى فصل الدين عن الدولة بينما تعني الثانية فصل القيم الدينية و الإنسانية و الأخلاقية عن الحياة، و يوضح إنه لا يوجد مجتمع تقريبا إلا و فيه درجة من الفصل بين الدين و الدولة، فحتى في المجتمعات الوثنية يكون الملك شخص آخر غير كبير الكهنة، و إنه لو كان القصد ما قدمه تحت تعريف العلمانية الجزئية لربما قبِل به أعداء العلمانية في الوطن العربي طالما كانت المرجعية النهائية هي الدين.

يرى الكاتب كذلك إن أي مجتمع معرض للعلمنة و يضرب مثالا على ذلك بعملية بناء دور للعبادة حيث يخضع اختيار العمال لمعيار الكفاءة لا معيار الأخلاق و التدين.

يضرب الكاتب مثالا على ذلك بألمانيا النازية التي قررت إبان الحرب العالمية الثانية التخلص من اليهود و الغجر و كبار السن و الأطفال المعاقين لأنهم كانوا عالة على المجتمع. أي إنه بمقياس مادي بحت فإن ما فعله الألمان كان تطبيقا صارما لنظرية البقاء للأفضل!
بل إن الألمان في البداية حاولوا قتل اليهود بأسلوب "القتل الرحيم"، أي إنهم حاولوا وضع العلم في سبيل خدمة المجتمع كوسيلة لتعظيم الفائدة.

يرى الكاتب كذلك إن الاتحاد السوفييتي السابق، رغم كونه دولة ملحدة، إلا إن الولايات المتحدة التي كانت تضمن حرية العقيدة تعتبر أكثر علمانية، حيث يرى إن المدنية في هذه الأخيرة فرضت أخلاقيات السوق من عرض و طلب و كرست مبدأ البقاء للأصلح.
و يذهب المؤلف إلى إن الدعوة للإلحاد على مستوى الدولة أقل فاعلية في علمنة المجتمع من عمليات التمدن التي تؤدي لظهور مجتمعات استهلاكية و سيادة أخلاقيات السوق، و يضرب مثالا بالبطل في الأفلام الأمريكية الذي لا يتمتع بأي مرجعية أخلاقية و يستخدم العنف و السرعة و القوة لتحقيق أهدافه حيث يرى إن الرسائل الكامنة في تلك الأفلام أقوى من دعوة صريحة للإلحاد.

يشير الكاتب كذلك إلى انتشار ظاهرة التنميط المرتبطة بالحياة في المدن و الصناعة بوجه عام حيث تخرج المنتجات النهائية متشابهة تماما عكس التصنيع اليدوي الذي يؤدي لظهور سلع مختلفة و ينتقل إلى تأثير تلك الظاهرة في مجالات أخرى كموضة الأزياء و تنميط الأحلام و الرغبات، فارتبط مفهوم السعادة مثلا بامتلاك عقار و سيارة و نقود في البنك و غيرها مما يعكس إن الحرية الفردية المفترضة في الغرب لم تعد كذلك، بل أصبحت كبرى الشركات تفرض على الأفراد رؤيتها و تسعى إلى تنميطهم و تحويلهم إلى أفراد منتجين صباحا بأقصى طاقاتهم و مستهلكين مساءا للحاق بالأحلام و الأمنيات التي تفرضها عليهم تلك الشركات فرضا، فيتم تفريغ الإنسان تدريجيا من كل القيم و المبادئ عدا قيم البقاء و السعادة و إشباع الذات.

يرى الكاتب كذلك إن عملية تفكيك المنتج و تصنيعه على مراحل يقوم بكل منها عامل لا يدرك ماهية المنتج النهائي تساهم في تحييد رؤيته لعملية الإنتاج. ماذا لو كان المنتج النهائي سلاح بيولوجي مثلا؟ إنه في كل الأحوال سيؤدي عمله بنفس الجهد و الكفاءة دون النظر لماهية المنتج النهائي.

لا يفوت الكاتب الإشارة إلى إنه من الممكن تصنيف بلد على إنه إسلامي بسبب ارتباط دستوره بالشريعة لكن معدلات العلمنة فيه قد تكون أعلى من بلد دستوره ليس إسلاميا.

يعرض الكاتب مثالا عن التجربة السنغافورية التي أصبحت حلم دول العالم الثالث في تحقيق تنمية اقتصادية حيث يرى إن الدولة الآسيوية ما هي إلا سوبر ماركت كبير، مجتمع استهلاكي بعبارة أخرى، يعمل أفراده بكفاءة لتحقيق معدلات نمو مذهلة، لكن بلا هوية ولا قيمة و لا أي إضافة حضارية للعالم.
لكن في عالم يُقاس معدل التنمية بحسابات معدل النمو و مستوى الادخار و الاستثمار و ليس تحسين نمط الحياة و تحقيق العدالة الاجتماعية فإن سنغافورة أصبحت هي النموذج الحلم.

يخصص المؤلف فصلا كاملا لمحاولة وضع تعريف دقيق للعلمانية و يستعرض في سبيل ذلك تعريفات من قواميس لها شهرتها و دوائر معارف ذائعة الصيت و كذلك بعض محاولات العلمانيين في الغرب و العالم العربي، و بعد توضيح التضاد و الارتباك و عدم وجود تعريف محدد فأغلبها يتأرجح بين تعريف العلمانية الشاملة و العلمانية الجزئية، يوضح في النهاية أنه يفضل ربط العلمانية بالأمور الزمانية التي تحدث في هذا العالم في مقابل الأمور الروحانية في العالم الآخر.

يطرح المؤلف سؤالا مهما رغم إنه مر عليه مرور الكرام إلا إنه استوقفني كثيرا؛ بدون مرجعية نهائية، كيف يمكن للإنسان إدراك إن جماع المحارم خطأ؟

يعرض الكاتب كذلك لمصطلح نهاية التاريخ و كيف إن حلم فلاسفة الغرب الوصول إلى المجتمع المثالي الذي يستطيع إدراك قوانين الطبيعة و تطويعها لصالح خدمة الإنسان و رفاهيته فتنشأ اليوتوبيا التكنوقراطية التي تستطيع حتى أن تحسب أي أيام الشهر أنسب للزوجين لمحاولة إنجاب طفل صحيح متوازن، لِمَ لا و قد استطاع العلم تمهيد الطرق و تكييف الهواء، و قطع خطوات لا بأس بها بالفعل في ميدان الهندسة الوراثية.

لكن و مع ذلك فإن الكثير من الرؤى الفلسفية لنهاية التاريخ تلك في الأدب الغربي تعرض صورة سوداوية و مأساوية لتلك المرحلة، و يُلمِح الكاتب هنا إلى إنه على ما يبدو فإن الفلاسفة الغربيين قد اكتشفوا تأثير تلك المتتالية العلمانية على الإنسان في النهاية، و هو -في رأي الكاتب- ما لم يفطن له الناقلون العرب الذين يأخذون رؤى فلسفية قديمة و يتجاهلون ما تم عليها من مراجعات على مر الأزمنة.

يضرب الكاتب مثالا بالإنسان الناجح الذي يمتلك كل أسباب السعادة بحسب المقاييس الغربية لكنه يشعر أنه يفتقر إلى شيء ما، يفتقر إلى المعنى الكلي لحياته فيحاول تجربة الفشل أو عيش حياة بوهيمية أو الإقدام على الانتحار.
و يعرض المؤلف لتجربة شخصية حدثت معه حين قابل أوبنهايمر -مكتشف المعادلة التي أدت لتصنيع القنبلة الذرية- و سأله ماذا فعل حين اكتشف المعادلة فكانت إجابة العالم إنه تقيأ!!
في ذروة انتصاره العلمي، كان هناك شيء ما في داخله يدرك إن انتصاره يقتل شيئا ما في إنسانيته.
ظاهرة أخرى تدل على إن العلمانية لم تنتصر تماما في الغرب، إن الناس هناك ترفض ارتباط أحد من نخبتها بقضية لا أخلاقية كالجنس المثلي، رغم إنهم قد يتقبلونه إذا أتى من فرد عادي (في الولايات المتحدة، لابد من ظهور المرشح الرئاسي مثلا مع عائلته ليعطي الناخبين صورة رب الأسرة الناجح). إن الناس هنا بفطرتها تفرض هالة مقدسة على نخبتها مدركة إن تلك الأخلاقيات من سمات أرفع الناس شأنا.

يرى المؤلف إن أسباب نجاح النموذج العلماني هي أن جذوره كامنة في النفس البشرية، لا إنه مقصور على الزمان و المكان و الظروف في الغرب فقط و يعتقد كذلك إن كثيرا من الناس قد يعتقدون إنهم يعيشون حياتهم وفق علمانية جزئية لكنهم في حقيقة الأمر يعيشون العلمانية الشاملة.

4 نجمات فقط لطبيعة الكتاب الأكاديمية الثقيلة و بعض الحشو الذي لا داع له في رأيي.

18 سبتمبر 2013

اتعلموا إحصاء!!

اكتسبت الحلقة الثانية من الموسم التاسع من برنامج خواطر الذي يقدمه السعودي أحمد الشقيري و التي عُرِضت في رمضان الماضي شعبية كبيرة في مصر، نظرا لأنها قدمت مثالا على أمانة المصريين


في النصف الأول من الحلقة يعرض الشقيري لتجربته في بعض الدول الغربية و كيف أن العديد من الخدمات هناك لا يوجد عليها رقباء. تضع المال و تحصل على الخدمة و الأمر متروك لأمانتك.
تتنوع الأعمال من شراء الجريدة إلى تذاكر الحافلات و حتى بعض الأعمال الخاصة المحدودة مثل متجر صغير يملكه أحد الشباب.

قام فريق خواطر بتجربة على حافلة في القاهرة، و كانت التجربة مشجعة. وضعوا صندوقا زجاجيا في مقدمة الحافلة و استغنوا عن المحصل و كان على الركاب وضع الأجرة في الصندوق دون أن يطلب منهم أحد ذلك. و تم تسجيل التجربة.

كانت النتيجة مشجعة جدا. 99% تقريبا دفعوا الأجرة برغم عدم وجود رقيب.

المشكلة هنا هي ما استنتجه البرنامج من أننا لا نقل في أخلاقنا عن الغرب ولا يسبقونا في التحضر الخ.

لا يعنيني كل ذلك. ما يعنيني هو ذلك التسطيح الشديد لأسس إجراء تجربة علمية.

البرنامج قام بتجربته على عينة واحدة فقط (حافلة واحدة). و هذا في علم الإحصاء خطأ فادح.
هذا يشبه أن تقوم بإلقاء عملة معدنية في الهواء لمرة واحدة و حين تسقط على الصورة تبتسم قائلا إنك لو كررت التجربة فستحصل على صورة كل مرة!!!

إن حجم العينة هو أحد الأساسيات التي يتم تقييم جدية التجربة بناءا عليها.
أيضا هنا عوامل كثيرة قد تكون مؤثرة في الاستنتاج النهائي تم إهمالها.
خط سير الحافلة، و هل يمر بمناطق راقية أم عشوائية؟
توقيت إجراء التجربة هل تمت في وقت ذروة أم في غير وقت الذروة؟
وضع الصندوق الزجاجي نفسه في مكان ظاهر للكل هل أدى لإحراج كل من يصعد إلى الحافلة؟

أدري إن الهدف من تلك الحلقات هو بث بعض التفاؤل في النفوس و إحياء الأمل و دفع الهِمم، لكن ماذا سيحدث لو أن كل شخص قيم المجتمع بناءا على تجربة واحدة فقط؟ ماذا لو أن هذه التجربة كانت سيئة؟ هل أكره المجتمع لأنني تعرضت للسرقة مرة مثلا؟ هل ترفض فتاة الزواج مطلقا إذا اعتدى عليها بعض الشباب؟

في نفس الأسبوع تقريبا، كانت هناك مقالة على الجانب الآخر 
السيد مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام يبشرنا بأنهم قد ضاعفوا حجم العينة العشوائية التي يجرون عليها استطلاعهم ثلاث مرات من 2000 إلى 6000.
و هذا هراء مماثل في الاتجاه العكسي!

فبعد الفشل الذريع في توقع نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة اضغط هنا للتفاصيل، قرر السيد ماجد عثمان إن المشكلة في حجم العينة العشوائية التي كانت 2000 فرد.
و هنا أقول لسيادته إن عينة عشوائية من 1000 فرد فقط تكفي لتحقيق هامش خطأ 3% تقريبا!
و إن حجم العينة السابق 2000 يعطي هامش خطأ 2.2%
و إن الحجم الجديد 6000 يعطي هامش خطأ 1.3%

هذا إن تم اختيار العينة العشوائية بعناية

لتوضيح هذا، هناك مثال تاريخي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1936، حيث قامت مجلة ليتراري دايجست The Literary Digest باستطلاع رأي 10 ملايين مواطن أمريكي من المشتركين في المجلة أو ممن يملكون سيارة أو هاتفا و رد 2.4 مليون من هؤلاء و بناءا على آرائهم توقعت المجلة فوزا مريحا للمرشح الجمهوري.
و جاءت النتيجة صاعقة باكتساح المرشح الديمقراطي و الرئيس آنذاك روزفلت و لم يفز المرشح الجمهوري إلا بولايتين فقط.

2.4 مليون حجم العينة العشوائية و مع ذلك فشلت فشلا ذريعا!!!
لماذا؟
لأن تلك العينة كانت متحيزة، فقراء المجلة و من يملكون سيارة أو هاتفا في عام 1936 وقت الكساد الكبير كانوا فئة معينة من الشعب و هذا يعني عدم شمولية تلك العينة.(Selection bias)
ثم إن المجلة وقعت في خطأ آخر و هو استبعادها من الحساب الأشخاص الذين لم يقوموا بالرد على استبيانها، و افترضت إن هؤلاء لن يختلفوا في توزيعهم عن من قاموا بالرد بالفعل.(Non-response bias)
ثم إن طريقة توجيه الأسئلة في بعض الاستبيانات قد يؤدي لردود خادعة.

إن كِبَر حجم العينة هنا قام بتضخيم الخطأ بنسبة مضاعفة جدا و لم يحل المشكلة في الواقع.
في نفس العام، قامت مؤسسة جالوب باختيار عينة أقل حجما بكثير (50000) مواطن و استطاعت التنبؤ بالنتيجة الصحيحة للانتخابات و اكتسبت شهرة واسعة منذ ذلك الحين.

إن السيد ماجد كان عليه التفكير في طريقة لتفادي التحيز في نتائج استبيانات مركزه بدلا من تكليف المركز ثلاثة أضعاف التكاليف السابقة(أربعة - ستة أضعاف التكاليف المناسبة) بلا جدوى حقيقية و الذي عبر عنه في فشله الذريع في توقع نتائج انتخابات الرئاسة، و هو شيء لا علاقة له بحجم العينة الذي اختاره.

مصادر

14 سبتمبر 2013

الأعمال الكاملة: محمود درويش

My rating: 4 of 5 stars

عادة لا أحب الشعر النثري أو النثر الشعري، لكن درويش تسبقه شهرته، و لم يخيب ظني.
أعماله الكاملة تحفة فنية لم يفسدها إلا الأخطاء الكثيرة جدا جدا نحويا و إملائيا في الطبعة التي أمتلكها :(
معدل الأخطاء ربما يفوق خطأين أو ثلاثة لكل صفحة في المتوسط.
و هذا سبب النجمة الناقصة.

ما أعجبني
- خطب الديكتاتور الموزونة (هذه عبقرية)
- و عاد في كفن
- رسالة من المنفى
- عن الأمنيات
- البكاء
- الرباط
- أجمل حب
- حنين إلى الضوء
- بطاقة هوية
- عاشق من فلسطين
- أحبك أكثر
- الأغنية و السلطان
- يطير الحمام
- قراءة في وجه حبيبتي
- تقاسيم على الماء
- في الانتظار
- درس من كاما سوطرا

أما هذه فتستحق أن أطبعها و أعلقها على الحائط

"فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي"
:D :D

12 سبتمبر 2013

طرائف أولمبية: "حين تفوز الولايات المتحدة، تفوز أنت"

هي حملة دشنتها ماكدونالدز قبيل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1984 التي أقيمت في الولايات المتحدة. تعرض ماكدونالدز على زبائنها بطاقات قابلة للخدش عليها اسم منافسة أولمبية (كسباق 100 متر عدو رجال مثلا) و إذا فازت الولايات المتحدة بذهبية تلك المنافسة يحصل حامل البطاقة على بيج ماك Big Mac مجانا، أما إذا كانت الميدالية الأمريكية فضية فيحصل صاحب البطاقة على بطاطا مقلية French Fries و مشروب كوكاكولا في حالة كانت الميدالية برونزية.

استندت الحملة على جدول ميداليات آخر دورة أولمبية خاضتها الولايات المتحدة و هي أولمبياد مونتريال 1976، حيث حصلت على 94 ميدالية ( 34 ذهب، 35 فضة، 25 برونز)، هذا لأن الولايات المتحدة قاطعت بالطبع دورة موسكو الصيفية 1980، و أعلن رئيس مجلس الإدارة مازحا أنه سيبصق بنفسه في كل وجبة بيج ماك خمسينية (أي الوجبة رقم 50 و 100 و 150 و هكذا).

لكن هذا كان يستدعي من عملاق المأكولات السريعة التنبه لحقيقة أن الاتحاد السوفييتي و دول الكتلة الشرقية سيردون التحية للولايات المتحدة و يقاطعون أولمبياد لوس أنجلوس بدورهم.

كانت ماكدونالدز قد نظمت حملة مماثلة أثناء أولمبياد مونتريال و حققت نجاحا كبيرا.

في دورة 1976 احتلت الولايات المتحدة المركز الثالث في ترتيب الميداليات بعد الاتحاد السوفييتي الذي حصل على 125 ميدالية منها 49 ذهبية و ألمانيا الشرقية التي حصدت 90 ميدالية منها 40 ذهبية، و لنا أن ندرك تأثير غياب هاتين الدولتين عن المنافسات.

أنهت الولايات المتحدة دورة لوس أنجلوس الأولمبية محققة 174 ميدالية متنوعة منها رقما قياسيا 83 ميدالية ذهبية!!!

و كانت الخسارة فادحة للدرجة التي أدت لنفاد إنتاج بعض فروع ماكدونالدز من البيج ماك بالكامل دون أن يدفع الزبائن سنتاً واحداً!!

تعرض المسلسل الأمريكي الشهير The Simpsons بالسخرية لهذه الحملة الدعائية في إحدى حلقاته التي كانت بعنوان Lisa's First Word

مصادر:

09 سبتمبر 2013

من نظريات المؤامرة: دك كوفنتري بالقنابل

في ليلة 14-15 نوفمبر 1940 قامت 515 قاذفة قنابل ألمانية بمهاجمة مدينة كوفنتري الإنجليزية في عملية سقط فيها 568 قتيلا على الأقل مقابل خسارة الألمان لطائرة واحدة فقط.
رغم بشاعة العملية التي أطلق عليها سوناتا ضوء القمر، فإن أهميتها التاريخية تكمن في نقطة أخرى، حيث ذكر عدد من ضباط المخابرات البريطانيين السابقين بعد الحرب بسنوات أن رئيس الوزراء وقت الحرب، وينستون تشيرشل، كان على علم بنية الألمان الهجوم على كوفنتري، و لم يتخذ أي إجراء وقائي خوفا من اكتشاف ألمانيا أن مخابرات بلاده قامت بفك شفرة آلة إنجما الشهيرة و بالتالي حرمان البريطانيين من ميزة معرفة نوايا الألمان القادمة، و بحسب هؤلاء الضباط فإن تشرشل اعتقد أن التضحية بمدينة كوفنتري أقل مما يمكن الحصول عليه من أسرار مستقبلية عبر تلك الشفرة.

رغم إن تلك النظرية تم تفنيدها من قبل مؤرخين في السنوات التالية، من خلال إبراز التناقضات بين روايات رجال المخابرات الذين ذكروا الواقعة، حيث أكد أحدهم مثلا إن تشرشل علم بالهجوم قبله بيومين في حين ذكر آخر إن المعلومة وصلت لمقر رئاسة الوزراء في الثالثة بعد ظهر يوم 14 نوفمبر. أيضا اختلفت الروايات حول ما استخلصه البريطانيون من الرسالة المشفرة بالفعل، حيث يذهب أولئك المؤرخون إلى أن المخابرات البريطاينة لم تكن تعلم إن "كورن" المذكورة في الرسالة المشفرة هو الاسم الكودي لمدينة كوفنتري عند الألمان.

أيضا بحسابات لوجستية، لم يكن من الممكن إخلاء أو اتخاذ أي تدابير لمنع أو صد الهجوم في تلك المدة القصيرة بين المعرفة المزعومة و الهجوم الفعلي، ولا حتى إخلاء مدينة بحجم كوفنتري.

كعادة الأمور المخابراتية، لا يوجد إثبات أو نفي رسمي لأي من النظريتين.

المصادر و للمزيد من القراءة