26 سبتمبر 2013

The Arrivals

هذه السلسلة التي شاهدتها بناءا على توصية، و إن كنت تأخرت ثلاث سنوات :D يمكن تلخيصها في عبارة واحدة
ابتذال نظرية المؤامرة!

أنا أحب نظريات المؤامرة، و أعتقد أن الغالبية العظمى من البشر يتآمرون على بعضهم البعض بطريقة أو بأخرى، لكن يجب أن يكون لديك بعض الحقائق لكي تبني عليها اعتقادك هذا و إلا لن تستطيع الحياة من كثرة الالتفات حولك.

قد تستطيع تفسير حدث ما بأنه مؤامرة وفقا لطريقة الاستبعاد؛ أي استبعاد كل التفسيرات المطروحة لعدم صحتها أو منطقيتها و بالتالي يمكنك افتراض أن هناك مؤامرة ما أو على الأقل من يحاول إخفاء الحقيقة.
 لكن هذا يستلزم بعض الحقائق أولا لكي تستطيع إكمال الحلقة المفقودة بتفسيرك التآمري.

أما هذه السلسلة فما تفعله من البداية هو التسليم بصحة "الكثير" من الافتراضات ثم بناء افتراض تآمري عليها في النهاية!

خذ عندك مثلا: أسطورة العين التي ترى كل شيء و الموجودة منذ عهد الفراعنة على الأقل و التي فسرها الفيلم على أنها ترمز للدجال و أن أتباعه هم المسؤولين عنها، لكن كيف عرف هؤلاء الأتباع إن الدجال أعور؟ إن هذا لم يتم كشفه لنا -البشر- إلا في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
قد نفترض هنا إن الشيطان مثلا يعرف هذه الحقيقة و وسوس بها لبعض ضعاف النفوس و زين لهم صورة العين لتخرج في أعمالهم....
لكن هذا افتراض، لا أكثر.
لم يقدم لنا الفيلم أي تفسير آخر و فنده و قام باستبعاده ليستخلص إن التفسير الوحيد لظهور العين هو لعلاقة ما بالدجال، بل انطلق كأن هذه حقيقة مسلم بها.

ثم إن العين التي ترى كل شيء هذه تم تجسيدها في أعمال تضعها كرمز للشر الخالص تجعل كل من يطلع عليها ينفر منها، كثلاثية ملك الخواتم الرواية و الفيلم! فكيف سمح المتآمرون -المسيطرون على العالم بحسب الوثائقي- يا تُرى بمرور هذه الأعمال التي تهدم خطتهم الأصلية؟
لم يقدم الوثائقي أي تفسير من أي نوع لهذه الظواهر المضادة غير القول بأن هناك الكثيرون الخيرون ممن يقفون في وجه قوى الشر، لكن الوثائقي يتجاهل بطبيعة الحال إن المسلمين فقط -أو من اطلع على دينهم- هم من يعرف بحقيقة إن الدجال أعور، بل لا يكفي الاطلاع هنا فيجب أن يؤمن المطلع بصحة الحديث و يقتنع بالتحذير، إلا لو كان الشيطان هو من يوسوس لقوى الخير بفعل ذلك!

ناهيك عن المغالطات التي يعرضها الوثائقي فقط لتضخيم المؤامرة، ففي إحدى الحلقات يذكر إن بريطانيا مملكة و ليست دولة ديمقراطية!!!
كأن الدول الديمقراطية كلها يجب أن تكون جمهوريات!
لكن هذا هو الطريق الوحيد لديه بطبيعة الحال لكي يصل إلى إن اليزابيث الثانية "تحكم" بريطانيا -و هو غير صحيح فالملكة هناك تملك ولا تحكم- ليخلص عبر افتراض آخر إن هناك سلالة واحدة تحكم البشرية منذ الفراعنة حتى يومنا هذا.

و حتى هذا الافتراض قام بليّ الحقائق لكي يثبته، فقال إن بريطانيا حكمت العالم 900 سنة تقريبا و هي ما تعادل سنة سماوية -التي تساوي 1000 سنة بشرية- و أنزل الحديث الخاص بأن أول يوم من آيام الدجال سيكون كسنة على ذلك الكلام. ثم قام بحساباته فاتضح إن بعد ذلك سيكون الشهر 1000 مقسوما على 12 أي ما يعادل 83 سنة تقريبا تحكم خلالها الولايات المتحدة العالم، أو بالأحرى -بحسب الوثائقي- يحكم الدجال العالم من الولايات المتحدة قبل أن ينتقل لإسرائيل!!

 أي كلام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق