09 سبتمبر 2013

من نظريات المؤامرة: دك كوفنتري بالقنابل

في ليلة 14-15 نوفمبر 1940 قامت 515 قاذفة قنابل ألمانية بمهاجمة مدينة كوفنتري الإنجليزية في عملية سقط فيها 568 قتيلا على الأقل مقابل خسارة الألمان لطائرة واحدة فقط.
رغم بشاعة العملية التي أطلق عليها سوناتا ضوء القمر، فإن أهميتها التاريخية تكمن في نقطة أخرى، حيث ذكر عدد من ضباط المخابرات البريطانيين السابقين بعد الحرب بسنوات أن رئيس الوزراء وقت الحرب، وينستون تشيرشل، كان على علم بنية الألمان الهجوم على كوفنتري، و لم يتخذ أي إجراء وقائي خوفا من اكتشاف ألمانيا أن مخابرات بلاده قامت بفك شفرة آلة إنجما الشهيرة و بالتالي حرمان البريطانيين من ميزة معرفة نوايا الألمان القادمة، و بحسب هؤلاء الضباط فإن تشرشل اعتقد أن التضحية بمدينة كوفنتري أقل مما يمكن الحصول عليه من أسرار مستقبلية عبر تلك الشفرة.

رغم إن تلك النظرية تم تفنيدها من قبل مؤرخين في السنوات التالية، من خلال إبراز التناقضات بين روايات رجال المخابرات الذين ذكروا الواقعة، حيث أكد أحدهم مثلا إن تشرشل علم بالهجوم قبله بيومين في حين ذكر آخر إن المعلومة وصلت لمقر رئاسة الوزراء في الثالثة بعد ظهر يوم 14 نوفمبر. أيضا اختلفت الروايات حول ما استخلصه البريطانيون من الرسالة المشفرة بالفعل، حيث يذهب أولئك المؤرخون إلى أن المخابرات البريطاينة لم تكن تعلم إن "كورن" المذكورة في الرسالة المشفرة هو الاسم الكودي لمدينة كوفنتري عند الألمان.

أيضا بحسابات لوجستية، لم يكن من الممكن إخلاء أو اتخاذ أي تدابير لمنع أو صد الهجوم في تلك المدة القصيرة بين المعرفة المزعومة و الهجوم الفعلي، ولا حتى إخلاء مدينة بحجم كوفنتري.

كعادة الأمور المخابراتية، لا يوجد إثبات أو نفي رسمي لأي من النظريتين.

المصادر و للمزيد من القراءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق