30 ديسمبر 2013

الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية أولا؟

جدل جديد بعد ما يقارب ثلاثة أعوام على ثورة 25 يناير حول أي الطريقين نسلك، يذكرني بالجدل الذي دار حول أيهما يسبق الآخر الدستور أم الانتخابات.
الجديد هذه الأيام هو حجة (تبكير الانتخابات الرئاسية أفضل لاستغلال حالة "التوافق" بين القوى المدنية لأن طبيعة الانتخابات البرلمانية تفرض نوعاً من الصراع و المنافسة"!!
مثلا هنا و هنا.

طبعا هراء كالعادة!
كأن طبيعة الانتخابات الرئاسية لا تقوم على التنافس!
حقيقة لا أرى أي توافق سيتم إلا على عبد الفتاح السيسي، و كارثة بطبيعة الحال أن يكون هذا هو مرشح القوى "المدنية" التوافقي!!
أما حمدين صباحي مثلا فسيكون أمامه واحد على الأقل من أحمد شفيق و سامي عنان و ستهرول بعض الأحزاب "المدنية" كالعادة لتأييد المرشح العسكري، هذا طبعا إن لم يخض عمرو موسى مثلا السباق أو خالد علي أو غيرهم.

ثم إن البدء بالانتخابات الرئاسية لن يؤدي لاستقرار الأوضاع بأي حال:
  1. سنعود لوضع رئيس يجمع سلطتين في يده، و سيخرج أنصاره بالحجة الشهيرة لتبرير أي فشل له "ما هو لو استخدم السلطة التشريعية هتقولوا ديكتاتور و لو ما استخدمهاش هتقولوا إيده مرتعشة" هذا طبعا بالإضافة لذكر قصة جحا و ابنه و الحمار الشهيرة.
  2. لنفرض نجاح حمدين صباحي مثلا في الفوز بمنصب الرئاسة، ما الذي يدفعه و حزبه للتعاون في الانتخابات البرلمانية مع باقي الأحزاب؟ و أي صورة من التعاون ستكون تلك؟ هناك كتلة ما فازت بالرئاسة ولا شيء يجبرها على عدم خوض الانتخابات البرلمانية للحصول على أغلبية اللهم إلا "كلمة شرف" و وعد يتم قطعه قبل الانتخابات الرئاسية، لكن تجربتنا مع الوعود السياسية من المفترض أن تكون علمتنا أن هذه الوعود لن يتم الوفاء بها و سيخرج الرئيس الجديد ناقضا عهده مطالبا الشعب بانتخاب حزبه ليتسنى له تطبيق برنامجه.
  3. جرت العادة في مصر على هرولة محترفي الانتخابات على الالتحاق بحزب الرئيس، و من فضلك لا تقل لي إن الرئيس سيستقيل من منصبه الحزبي بحكم الدستور!! لأن تلك الاستقالة ستكون حبراً على ورق و هذا لن يمنعه من تبني سياسات حزبه و تعيين رفاق عمره في المناصب الهامة.
  4. إن ضمان الاستقرار الوحيد هو وجود رئيس و حكومة من نفس الحزب و هذا لن يحدث في ظل النظام شبه الرئاسي الذي ابتلتنا به لجنة الخمسين إلا لو هيمن حزب واحد على الرئاسة و البرلمان معاً و لست أدري في هذه الحالة كيف سيتحقق الاستقرار و تجربتنا طوال الفترة الماضية تشهد بأن الأحزاب الخاسرة لن تعترف بخسارتها.
  5. إن البرلمان القادم لن يشهد وجود حزب أغلبية من الأحزاب المدنية إلا لو عدنا لهرولة الناجحين للالتحاق بالحزب الحاكم دون أي إيمان بأيديولوجية ذلك الحزب ما يجعل البرلمان مجلساً محلياً لا تشريعياً كعهدنا به أيام الحزب الوطني.
إن المشكلة ليست أي انتخابات سنبدأ بها، فأيهما لن تؤدي لاستقرار في ظل النظام شبه الرئاسي مع برلمان "مفتت" على الأرجح سيتم استغلاله كمنبر للمزايدات و طرح الثقة من الحكومة بصورة شبه أسبوعية.
أما بالنسبة لوضعنا الحالي فالأفضل هو إجراء الانتخابات كلها في يوم واحد، لكن هذا لن يتم طبعا في ظل الإصرار على مبدأ "قاض لكل صندوق".

29 ديسمبر 2013

ويكيبيديا كمصدر

يُعتبر ذِكر ويكيبيديا كمصدر أثناء نقاش في عالمنا العربي كارتكاب الخطيئة الثامنة.
منذ بضعة أشهر ثار جدل واسع في مصر حين أخطأ الرئيس السابق محمد مرسي في ذِكر بعض المعلومات و اشتدت المعركة الإلكترونية بين أنصاره و معارضيه حول صحة هذه المعلومات.
و أدلى بعض كبار الكتاب في مصر بدلوهم في وسط هذه المعركة و هجموا هجوما ضارياً على من تحجج بويكيبيديا كمصدر لمعلوماته و من هؤلاء المهاجمين رئيس اتحاد كتاب مصر -و المتحدث الرسمي للجنة تعديل الدستور الأخيرة- السيد محمد سلماوي. اضغط هنا.

مما قاله السيد سلماوي نصا
هذه المواقع ليست مراجع علمية يمكن الاعتماد عليها، لكننا، بمستوى تعليمنا المتدنى وبتقديسنا الساذج لوسائط الاتصال الحديثة، اعتبرنا كل ما يرد على الإنترنت منزهاً عن الخطأ، لدرجة أن وصل الأمر لأن تجد من يردد أمامك معلومة يتصور أنها علمياً سليمة لمجرد أنها وردت على الإنترنت.

ما يثير دهشتي هنا هو ربط الكاتب لمستوى التعليم المتدني بالاعتماد على الإنترنت كمصدر للمعلومات في حين إن الأساتذة في أعرق جامعات العالم كثيراً ما ينصحون طلابهم باللجوء لويكيبيدا للحصول على خلفية عن موضوع ما

هنا مثلا خصصت جامعة هارفارد صفحة كاملة للحديث عن استخدام ويكيبيديا كمرجع و تؤكد الجامعة "العريقة" إنه لا خطأ في استخدام ويكيبيديا كمصدر لمعلومة بسيطة أو كمدخل لفهم موضوع ما، لكنها تحذر من استخدام دائرة المعارف في البحث العلمي و هو ما لا ينفيه موقع ويكيبيديا نفسه حيث خصص صفحة على الموقع للتحذير من ذلك هنا.

إن الجدال وقتها لم يكن حول أحد البحوث الجديدة أو الاكتشافات العلمية المهمة، و رغم إن ورود تلك المعلومات على لسان رئيس الجمهورية الذي من المفترض يستعين بكاتب محترف لصياغة خطاباته يعتبر خطئا فادحا، إلا إن الهجوم المعتاد من "المثقفين" المصريين و العرب عموما على ويكيبيديا يدعو للاستغراب خصوصا مع علمنا بأن المصادر التاريخية عادة ما يشوبها التحيز لوجهة نظر كاتبها و تبرير مواقف بعينها و التغاضي عن أحداث معينة و تزوير روايات وغيرها من الأمور المعتادة ولا يفرق هنا أن يكون الراوي كاتبا كبيرا أو مراهق من وراء لوحة مفاتيح.

22 ديسمبر 2013

Transferring messages from Nokia Symbian to Android

One of the frustrating things about switching from an old Nokia to Android is the difficulty of transferring your old messages to the new system.
Here is a step-by-step method
  1. Download Nokia suite http://www.nokia.com/global/support/nokia-suite/. The site suggests the Nokia PC suite which is OK too, but it's very slightly different interface http://www.nokia.com/global/support/nokia-pc-suite/
  2. Connect your old Nokia phone to the PC (if you don't have a suitable connector then try via Bluetooth) and open the Nokia suite.
  3. From Tools -> Backup (File -> Backup if you're on the PC suite), create a .nbu backup of your phone data (you only need the option that includes Messages).
  4. Download NbuExplorer and install it on your PC.
  5. After the installation, run NbuExplorer.
  6. From File -> Open navigate till you find the backup file you created in step 3 and open it.
  7. Go to "Messages" tab and click on "Export Messages" icon. It's a like a disk located on the top left corner of the right pane, right above the table that contains the messages.
  8. Save as "Android  'SMS Backup & Restore' XML format".
  9. Copy the generated XML file into your android device.
  10. From the Play Store, download "SMS Backup & Restore" app on your Android device https://play.google.com/store/apps/details?id=com.riteshsahu.SMSBackupRestore&hl=en
  11. From the app, select Restore and navigate until you find the XML file and use it to generate the messages, and that's it.

29 نوفمبر 2013

يُمنى - سمير عطا الله

My rating: 2 of 5 stars

عن الصراع الطائفي و السياسي قبل و بعد استقلال لبنان.
لم تبهرني الرواية كثيرا. لم تتعمق كثيرا في أبعاد الصراع و لا في أعماق بطلة القصة الرئيسية.
كانت يُمنى مشاهد للأحداث أكثر من كونها مشاركة فيها و لم تكن أبدا صانعتها.
ربما حاول الكاتب وصف حال معظم اللبنانيين من خلال يمنى بأنهم لا ناقة لهم و لا جمل في الصراعات السياسية، بل يحبون بلدهم و يرغبون في الأفضل لها، لكن يُمنى كانت قليلة التفاعل حتى مع الأحداث.


الكثير من الأخطاء التي لا أدري هل هي من المطبعة أم من الكاتب فمثلا يذكر مقابلة رياض الصلح لسعد زغلول في القاهرة عام 1942، رغم أن سعد توفي عام 1927! أحد الفصول يسبق الآخر زمنيا لكنه يليه في الكتاب، و فصلا آخر مؤرخ في أيلول لكنه يحدث في أحد أيام أيار. تاريخ إغارة إسرائيل على مطار بيروت كذلك مذكور في فصل بتاريخ 21 ديسمبر رغم إنه حدث يوم 28 من نفس الشهر.

11 نوفمبر 2013

مصر و الولايات المتحدة: أستاذية العالم

"أستاذية العالم" هو مصطلح ورد في أدبيات جماعة الإخوان المسلمين في سياق مراحل الإصلاح التي تسعى إليها الجماعة بداية من الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم.
لكني لا أعتقد أن تلك الرؤية تقتصر على جماعة الإخوان فقط، فمنذ ثورة 25 يناير و كثير من المصريين مهووسون بـ "إبهار العالم"، فأي فعل نفعله عكس كل ما يتم تدريسه كنظريات في الغرب، هو -في رأينا- ثورة على تلك المفاهيم و هو ما يجب أن يحذو العالم حذوه!

الصورة أعلاه توضح رد الفعل المصري على حملة جمع توقيعات بدأت في أغسطس الماضي في الولايات المتحدة لإجبار باراك أوباما على التنحي، على غرار حملة تمرد المصرية، و يتضح أن التفكير لا يختلف كثيرا عن نظرية الإخوان المسلمين في "أستاذية العالم" و ربما لو قدِّر لنا يوما ما أن نصبح القوة العظمى الأولى -نفس وضع الولايات المتحدة حاليا- للعبنا دور "شرطي العالم" أيضا، لِمَ لا و نحن "نفتخر" بإرث جمال عبد الناصر في إفريقيا و آسيا و هو الذي أيد أحد طرفي صراعات مسلحة هنا و هناك وصلت لحد التدخل العسكري المباشر في دولة مثل اليمن!

بالعودة لموضوعنا، فإن "إبهار العالم" هذه المرة لم يحقق النتيجة المرجوة في الولايات المتحدة، لأن طبيعة النظام الرئاسي تقتضي إكمال الرئيس و حكومته لمدته الرئاسية -ما لم يرتكب حدثا جللا كالحنث باليمين أو الخيانة العظمى مثلا- أما سحب الثقة فهذا إجراء تخضع له الحكومات البرلمانية فقط.

من يريد نظاما كهذا -سحب الثقة في حالة فشل الحكومة- فلا يختار نظاما رئاسيا من البداية ثم يدعي "إبهار العالم" لأنه استطاع إجبار رئيس على التنحي. [محمد مرسي خالف الدستور فعلا، لكن هذا حدث منذ نوفمبر 2012، قبل تنحيه بأكثر من سبعة أشهر، و تجاوز هو و حكومته موجة التظاهرات في حينها، بل حاز الدستور الذي كتبته لجنة تسيطر عليها جماعته على موافقة شعبية بعدها بأقل من شهر!]

طبقا للقانون في الولايات المتحدة لابد لأي عريضة أن تنال تأييد 100000 (مائة ألف) مواطن أمريكي في خلال شهر من تقديمها. عريضة "تمرد" الأمريكية لم تحز حتى على 10000 (عشرة آلاف) تأييد خلال شهر قبل أن يتم سحبها من موقع البيت الأبيض لمرور المدة القانونية.



13 أكتوبر 2013

مذكرات حرب أكتوبر - سعد الدين الشاذلي

My rating: 5 of 5 stars

لا يمكن الاعتماد على كتاب واحد لمعرفة قصة و تاريخ حرب أكتوبر كاملة، لكن لا يمكن معرفة القصة في نفس الوقت دون قراءة هذا الكتاب.
شغل سعد الدين الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة من مايو 1971 حتى ديسمبر 1973 و كان العقل المدبر لخطة العبور.
الكتاب يعرض التخطيط للعبور و المشاكل التي واجهت القوات المسلحة و ما تم التغلب عليه و الصعوبات التي لم يتم تجاوزها لسبب أو لآخر.
يدافع الشاذلي عن قرارات هامة في تلك المذكرات، مثل محدودية خطة الهجوم، و رأيه الذي ظل محتفظا به في عدم إمكانية التقدم نحو المضايق و كذا خطأ عدم المناورة بالقوات.
المذكرات أيضا تتعرض للصراع السياسي العسكري الدائم في مصر و ما أدى لحدوث الثغرة و تطويق الجيش الثالث في ما بعد.
أسلوب الكتابة لا يصعب على القارئ غير الدارس للعلوم العسكرية استيعابه، و هذه ميزة كبرى للكتاب، على عكس مذكرات قادة الجيوش مثلا فهي مليئة بتكتيكات قد لا تهم إلا العسكريين.
يستعرض الشاذلي كذلك بالأرقام التفصيلية وحدات الدعم التي ساهمت بها الدول العربية في معركة العبور، حيث يبرز دور الجزائر و العراق على وجه الخصوص.

لكن الكتاب لا يتعرض لتفاصيل القرارات على الجانب الإسرائيلي -ولا السوري حتى- و هذه نقطة سلبية لمن يريد أن يلم بجوانب الحرب على طرفي القتال.
أيضا بطبيعة الحال يدافع الشاذلي عن وجهات نظره هنا، و قد لا تكون أغلبها صحيحة، لذا لا يمكن الاكتفاء بمذكرات قائد واحد لحدث تاريخي كهذا.

الكتاب لا يتحدث إلا عن حرب أكتوبر، عكس أغلب مذكرات القادة العسكريين الآخرين حيث يبدأون مذكراتهم عادة منذ التحاقهم بالكلية الحربية و ربما منذ نشأتهم.

تعديل: هناك واقعة يتحدث فيها عن رحلة له إلى كوريا الشمالية و إعجابه بتفاني الشعب في العمل في خدمة الدولة، و بالأخص ساعات الخدمة العامة التي يؤديها كل مواطن بلا مقابل!! يبدو أن العسكريين يتشابهون دائما في رؤيتهم لأسلوب النجاح في إدارة دولة مدنياً.

26 سبتمبر 2013

The Arrivals

هذه السلسلة التي شاهدتها بناءا على توصية، و إن كنت تأخرت ثلاث سنوات :D يمكن تلخيصها في عبارة واحدة
ابتذال نظرية المؤامرة!

أنا أحب نظريات المؤامرة، و أعتقد أن الغالبية العظمى من البشر يتآمرون على بعضهم البعض بطريقة أو بأخرى، لكن يجب أن يكون لديك بعض الحقائق لكي تبني عليها اعتقادك هذا و إلا لن تستطيع الحياة من كثرة الالتفات حولك.

قد تستطيع تفسير حدث ما بأنه مؤامرة وفقا لطريقة الاستبعاد؛ أي استبعاد كل التفسيرات المطروحة لعدم صحتها أو منطقيتها و بالتالي يمكنك افتراض أن هناك مؤامرة ما أو على الأقل من يحاول إخفاء الحقيقة.
 لكن هذا يستلزم بعض الحقائق أولا لكي تستطيع إكمال الحلقة المفقودة بتفسيرك التآمري.

أما هذه السلسلة فما تفعله من البداية هو التسليم بصحة "الكثير" من الافتراضات ثم بناء افتراض تآمري عليها في النهاية!

خذ عندك مثلا: أسطورة العين التي ترى كل شيء و الموجودة منذ عهد الفراعنة على الأقل و التي فسرها الفيلم على أنها ترمز للدجال و أن أتباعه هم المسؤولين عنها، لكن كيف عرف هؤلاء الأتباع إن الدجال أعور؟ إن هذا لم يتم كشفه لنا -البشر- إلا في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
قد نفترض هنا إن الشيطان مثلا يعرف هذه الحقيقة و وسوس بها لبعض ضعاف النفوس و زين لهم صورة العين لتخرج في أعمالهم....
لكن هذا افتراض، لا أكثر.
لم يقدم لنا الفيلم أي تفسير آخر و فنده و قام باستبعاده ليستخلص إن التفسير الوحيد لظهور العين هو لعلاقة ما بالدجال، بل انطلق كأن هذه حقيقة مسلم بها.

ثم إن العين التي ترى كل شيء هذه تم تجسيدها في أعمال تضعها كرمز للشر الخالص تجعل كل من يطلع عليها ينفر منها، كثلاثية ملك الخواتم الرواية و الفيلم! فكيف سمح المتآمرون -المسيطرون على العالم بحسب الوثائقي- يا تُرى بمرور هذه الأعمال التي تهدم خطتهم الأصلية؟
لم يقدم الوثائقي أي تفسير من أي نوع لهذه الظواهر المضادة غير القول بأن هناك الكثيرون الخيرون ممن يقفون في وجه قوى الشر، لكن الوثائقي يتجاهل بطبيعة الحال إن المسلمين فقط -أو من اطلع على دينهم- هم من يعرف بحقيقة إن الدجال أعور، بل لا يكفي الاطلاع هنا فيجب أن يؤمن المطلع بصحة الحديث و يقتنع بالتحذير، إلا لو كان الشيطان هو من يوسوس لقوى الخير بفعل ذلك!

ناهيك عن المغالطات التي يعرضها الوثائقي فقط لتضخيم المؤامرة، ففي إحدى الحلقات يذكر إن بريطانيا مملكة و ليست دولة ديمقراطية!!!
كأن الدول الديمقراطية كلها يجب أن تكون جمهوريات!
لكن هذا هو الطريق الوحيد لديه بطبيعة الحال لكي يصل إلى إن اليزابيث الثانية "تحكم" بريطانيا -و هو غير صحيح فالملكة هناك تملك ولا تحكم- ليخلص عبر افتراض آخر إن هناك سلالة واحدة تحكم البشرية منذ الفراعنة حتى يومنا هذا.

و حتى هذا الافتراض قام بليّ الحقائق لكي يثبته، فقال إن بريطانيا حكمت العالم 900 سنة تقريبا و هي ما تعادل سنة سماوية -التي تساوي 1000 سنة بشرية- و أنزل الحديث الخاص بأن أول يوم من آيام الدجال سيكون كسنة على ذلك الكلام. ثم قام بحساباته فاتضح إن بعد ذلك سيكون الشهر 1000 مقسوما على 12 أي ما يعادل 83 سنة تقريبا تحكم خلالها الولايات المتحدة العالم، أو بالأحرى -بحسب الوثائقي- يحكم الدجال العالم من الولايات المتحدة قبل أن ينتقل لإسرائيل!!

 أي كلام!

19 سبتمبر 2013

العَلمانية الجزئية و العَلمانية الشاملة: النظرية - عبد الوهاب المسيري

My rating: 4 of 5 stars

يبدأ الكاتب برسم خط فاصل بين تعريفين: العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة و يوضع أنه يقصد بالأولى فصل الدين عن الدولة بينما تعني الثانية فصل القيم الدينية و الإنسانية و الأخلاقية عن الحياة، و يوضح إنه لا يوجد مجتمع تقريبا إلا و فيه درجة من الفصل بين الدين و الدولة، فحتى في المجتمعات الوثنية يكون الملك شخص آخر غير كبير الكهنة، و إنه لو كان القصد ما قدمه تحت تعريف العلمانية الجزئية لربما قبِل به أعداء العلمانية في الوطن العربي طالما كانت المرجعية النهائية هي الدين.

يرى الكاتب كذلك إن أي مجتمع معرض للعلمنة و يضرب مثالا على ذلك بعملية بناء دور للعبادة حيث يخضع اختيار العمال لمعيار الكفاءة لا معيار الأخلاق و التدين.

يضرب الكاتب مثالا على ذلك بألمانيا النازية التي قررت إبان الحرب العالمية الثانية التخلص من اليهود و الغجر و كبار السن و الأطفال المعاقين لأنهم كانوا عالة على المجتمع. أي إنه بمقياس مادي بحت فإن ما فعله الألمان كان تطبيقا صارما لنظرية البقاء للأفضل!
بل إن الألمان في البداية حاولوا قتل اليهود بأسلوب "القتل الرحيم"، أي إنهم حاولوا وضع العلم في سبيل خدمة المجتمع كوسيلة لتعظيم الفائدة.

يرى الكاتب كذلك إن الاتحاد السوفييتي السابق، رغم كونه دولة ملحدة، إلا إن الولايات المتحدة التي كانت تضمن حرية العقيدة تعتبر أكثر علمانية، حيث يرى إن المدنية في هذه الأخيرة فرضت أخلاقيات السوق من عرض و طلب و كرست مبدأ البقاء للأصلح.
و يذهب المؤلف إلى إن الدعوة للإلحاد على مستوى الدولة أقل فاعلية في علمنة المجتمع من عمليات التمدن التي تؤدي لظهور مجتمعات استهلاكية و سيادة أخلاقيات السوق، و يضرب مثالا بالبطل في الأفلام الأمريكية الذي لا يتمتع بأي مرجعية أخلاقية و يستخدم العنف و السرعة و القوة لتحقيق أهدافه حيث يرى إن الرسائل الكامنة في تلك الأفلام أقوى من دعوة صريحة للإلحاد.

يشير الكاتب كذلك إلى انتشار ظاهرة التنميط المرتبطة بالحياة في المدن و الصناعة بوجه عام حيث تخرج المنتجات النهائية متشابهة تماما عكس التصنيع اليدوي الذي يؤدي لظهور سلع مختلفة و ينتقل إلى تأثير تلك الظاهرة في مجالات أخرى كموضة الأزياء و تنميط الأحلام و الرغبات، فارتبط مفهوم السعادة مثلا بامتلاك عقار و سيارة و نقود في البنك و غيرها مما يعكس إن الحرية الفردية المفترضة في الغرب لم تعد كذلك، بل أصبحت كبرى الشركات تفرض على الأفراد رؤيتها و تسعى إلى تنميطهم و تحويلهم إلى أفراد منتجين صباحا بأقصى طاقاتهم و مستهلكين مساءا للحاق بالأحلام و الأمنيات التي تفرضها عليهم تلك الشركات فرضا، فيتم تفريغ الإنسان تدريجيا من كل القيم و المبادئ عدا قيم البقاء و السعادة و إشباع الذات.

يرى الكاتب كذلك إن عملية تفكيك المنتج و تصنيعه على مراحل يقوم بكل منها عامل لا يدرك ماهية المنتج النهائي تساهم في تحييد رؤيته لعملية الإنتاج. ماذا لو كان المنتج النهائي سلاح بيولوجي مثلا؟ إنه في كل الأحوال سيؤدي عمله بنفس الجهد و الكفاءة دون النظر لماهية المنتج النهائي.

لا يفوت الكاتب الإشارة إلى إنه من الممكن تصنيف بلد على إنه إسلامي بسبب ارتباط دستوره بالشريعة لكن معدلات العلمنة فيه قد تكون أعلى من بلد دستوره ليس إسلاميا.

يعرض الكاتب مثالا عن التجربة السنغافورية التي أصبحت حلم دول العالم الثالث في تحقيق تنمية اقتصادية حيث يرى إن الدولة الآسيوية ما هي إلا سوبر ماركت كبير، مجتمع استهلاكي بعبارة أخرى، يعمل أفراده بكفاءة لتحقيق معدلات نمو مذهلة، لكن بلا هوية ولا قيمة و لا أي إضافة حضارية للعالم.
لكن في عالم يُقاس معدل التنمية بحسابات معدل النمو و مستوى الادخار و الاستثمار و ليس تحسين نمط الحياة و تحقيق العدالة الاجتماعية فإن سنغافورة أصبحت هي النموذج الحلم.

يخصص المؤلف فصلا كاملا لمحاولة وضع تعريف دقيق للعلمانية و يستعرض في سبيل ذلك تعريفات من قواميس لها شهرتها و دوائر معارف ذائعة الصيت و كذلك بعض محاولات العلمانيين في الغرب و العالم العربي، و بعد توضيح التضاد و الارتباك و عدم وجود تعريف محدد فأغلبها يتأرجح بين تعريف العلمانية الشاملة و العلمانية الجزئية، يوضح في النهاية أنه يفضل ربط العلمانية بالأمور الزمانية التي تحدث في هذا العالم في مقابل الأمور الروحانية في العالم الآخر.

يطرح المؤلف سؤالا مهما رغم إنه مر عليه مرور الكرام إلا إنه استوقفني كثيرا؛ بدون مرجعية نهائية، كيف يمكن للإنسان إدراك إن جماع المحارم خطأ؟

يعرض الكاتب كذلك لمصطلح نهاية التاريخ و كيف إن حلم فلاسفة الغرب الوصول إلى المجتمع المثالي الذي يستطيع إدراك قوانين الطبيعة و تطويعها لصالح خدمة الإنسان و رفاهيته فتنشأ اليوتوبيا التكنوقراطية التي تستطيع حتى أن تحسب أي أيام الشهر أنسب للزوجين لمحاولة إنجاب طفل صحيح متوازن، لِمَ لا و قد استطاع العلم تمهيد الطرق و تكييف الهواء، و قطع خطوات لا بأس بها بالفعل في ميدان الهندسة الوراثية.

لكن و مع ذلك فإن الكثير من الرؤى الفلسفية لنهاية التاريخ تلك في الأدب الغربي تعرض صورة سوداوية و مأساوية لتلك المرحلة، و يُلمِح الكاتب هنا إلى إنه على ما يبدو فإن الفلاسفة الغربيين قد اكتشفوا تأثير تلك المتتالية العلمانية على الإنسان في النهاية، و هو -في رأي الكاتب- ما لم يفطن له الناقلون العرب الذين يأخذون رؤى فلسفية قديمة و يتجاهلون ما تم عليها من مراجعات على مر الأزمنة.

يضرب الكاتب مثالا بالإنسان الناجح الذي يمتلك كل أسباب السعادة بحسب المقاييس الغربية لكنه يشعر أنه يفتقر إلى شيء ما، يفتقر إلى المعنى الكلي لحياته فيحاول تجربة الفشل أو عيش حياة بوهيمية أو الإقدام على الانتحار.
و يعرض المؤلف لتجربة شخصية حدثت معه حين قابل أوبنهايمر -مكتشف المعادلة التي أدت لتصنيع القنبلة الذرية- و سأله ماذا فعل حين اكتشف المعادلة فكانت إجابة العالم إنه تقيأ!!
في ذروة انتصاره العلمي، كان هناك شيء ما في داخله يدرك إن انتصاره يقتل شيئا ما في إنسانيته.
ظاهرة أخرى تدل على إن العلمانية لم تنتصر تماما في الغرب، إن الناس هناك ترفض ارتباط أحد من نخبتها بقضية لا أخلاقية كالجنس المثلي، رغم إنهم قد يتقبلونه إذا أتى من فرد عادي (في الولايات المتحدة، لابد من ظهور المرشح الرئاسي مثلا مع عائلته ليعطي الناخبين صورة رب الأسرة الناجح). إن الناس هنا بفطرتها تفرض هالة مقدسة على نخبتها مدركة إن تلك الأخلاقيات من سمات أرفع الناس شأنا.

يرى المؤلف إن أسباب نجاح النموذج العلماني هي أن جذوره كامنة في النفس البشرية، لا إنه مقصور على الزمان و المكان و الظروف في الغرب فقط و يعتقد كذلك إن كثيرا من الناس قد يعتقدون إنهم يعيشون حياتهم وفق علمانية جزئية لكنهم في حقيقة الأمر يعيشون العلمانية الشاملة.

4 نجمات فقط لطبيعة الكتاب الأكاديمية الثقيلة و بعض الحشو الذي لا داع له في رأيي.

18 سبتمبر 2013

اتعلموا إحصاء!!

اكتسبت الحلقة الثانية من الموسم التاسع من برنامج خواطر الذي يقدمه السعودي أحمد الشقيري و التي عُرِضت في رمضان الماضي شعبية كبيرة في مصر، نظرا لأنها قدمت مثالا على أمانة المصريين


في النصف الأول من الحلقة يعرض الشقيري لتجربته في بعض الدول الغربية و كيف أن العديد من الخدمات هناك لا يوجد عليها رقباء. تضع المال و تحصل على الخدمة و الأمر متروك لأمانتك.
تتنوع الأعمال من شراء الجريدة إلى تذاكر الحافلات و حتى بعض الأعمال الخاصة المحدودة مثل متجر صغير يملكه أحد الشباب.

قام فريق خواطر بتجربة على حافلة في القاهرة، و كانت التجربة مشجعة. وضعوا صندوقا زجاجيا في مقدمة الحافلة و استغنوا عن المحصل و كان على الركاب وضع الأجرة في الصندوق دون أن يطلب منهم أحد ذلك. و تم تسجيل التجربة.

كانت النتيجة مشجعة جدا. 99% تقريبا دفعوا الأجرة برغم عدم وجود رقيب.

المشكلة هنا هي ما استنتجه البرنامج من أننا لا نقل في أخلاقنا عن الغرب ولا يسبقونا في التحضر الخ.

لا يعنيني كل ذلك. ما يعنيني هو ذلك التسطيح الشديد لأسس إجراء تجربة علمية.

البرنامج قام بتجربته على عينة واحدة فقط (حافلة واحدة). و هذا في علم الإحصاء خطأ فادح.
هذا يشبه أن تقوم بإلقاء عملة معدنية في الهواء لمرة واحدة و حين تسقط على الصورة تبتسم قائلا إنك لو كررت التجربة فستحصل على صورة كل مرة!!!

إن حجم العينة هو أحد الأساسيات التي يتم تقييم جدية التجربة بناءا عليها.
أيضا هنا عوامل كثيرة قد تكون مؤثرة في الاستنتاج النهائي تم إهمالها.
خط سير الحافلة، و هل يمر بمناطق راقية أم عشوائية؟
توقيت إجراء التجربة هل تمت في وقت ذروة أم في غير وقت الذروة؟
وضع الصندوق الزجاجي نفسه في مكان ظاهر للكل هل أدى لإحراج كل من يصعد إلى الحافلة؟

أدري إن الهدف من تلك الحلقات هو بث بعض التفاؤل في النفوس و إحياء الأمل و دفع الهِمم، لكن ماذا سيحدث لو أن كل شخص قيم المجتمع بناءا على تجربة واحدة فقط؟ ماذا لو أن هذه التجربة كانت سيئة؟ هل أكره المجتمع لأنني تعرضت للسرقة مرة مثلا؟ هل ترفض فتاة الزواج مطلقا إذا اعتدى عليها بعض الشباب؟

في نفس الأسبوع تقريبا، كانت هناك مقالة على الجانب الآخر 
السيد مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام يبشرنا بأنهم قد ضاعفوا حجم العينة العشوائية التي يجرون عليها استطلاعهم ثلاث مرات من 2000 إلى 6000.
و هذا هراء مماثل في الاتجاه العكسي!

فبعد الفشل الذريع في توقع نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة اضغط هنا للتفاصيل، قرر السيد ماجد عثمان إن المشكلة في حجم العينة العشوائية التي كانت 2000 فرد.
و هنا أقول لسيادته إن عينة عشوائية من 1000 فرد فقط تكفي لتحقيق هامش خطأ 3% تقريبا!
و إن حجم العينة السابق 2000 يعطي هامش خطأ 2.2%
و إن الحجم الجديد 6000 يعطي هامش خطأ 1.3%

هذا إن تم اختيار العينة العشوائية بعناية

لتوضيح هذا، هناك مثال تاريخي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1936، حيث قامت مجلة ليتراري دايجست The Literary Digest باستطلاع رأي 10 ملايين مواطن أمريكي من المشتركين في المجلة أو ممن يملكون سيارة أو هاتفا و رد 2.4 مليون من هؤلاء و بناءا على آرائهم توقعت المجلة فوزا مريحا للمرشح الجمهوري.
و جاءت النتيجة صاعقة باكتساح المرشح الديمقراطي و الرئيس آنذاك روزفلت و لم يفز المرشح الجمهوري إلا بولايتين فقط.

2.4 مليون حجم العينة العشوائية و مع ذلك فشلت فشلا ذريعا!!!
لماذا؟
لأن تلك العينة كانت متحيزة، فقراء المجلة و من يملكون سيارة أو هاتفا في عام 1936 وقت الكساد الكبير كانوا فئة معينة من الشعب و هذا يعني عدم شمولية تلك العينة.(Selection bias)
ثم إن المجلة وقعت في خطأ آخر و هو استبعادها من الحساب الأشخاص الذين لم يقوموا بالرد على استبيانها، و افترضت إن هؤلاء لن يختلفوا في توزيعهم عن من قاموا بالرد بالفعل.(Non-response bias)
ثم إن طريقة توجيه الأسئلة في بعض الاستبيانات قد يؤدي لردود خادعة.

إن كِبَر حجم العينة هنا قام بتضخيم الخطأ بنسبة مضاعفة جدا و لم يحل المشكلة في الواقع.
في نفس العام، قامت مؤسسة جالوب باختيار عينة أقل حجما بكثير (50000) مواطن و استطاعت التنبؤ بالنتيجة الصحيحة للانتخابات و اكتسبت شهرة واسعة منذ ذلك الحين.

إن السيد ماجد كان عليه التفكير في طريقة لتفادي التحيز في نتائج استبيانات مركزه بدلا من تكليف المركز ثلاثة أضعاف التكاليف السابقة(أربعة - ستة أضعاف التكاليف المناسبة) بلا جدوى حقيقية و الذي عبر عنه في فشله الذريع في توقع نتائج انتخابات الرئاسة، و هو شيء لا علاقة له بحجم العينة الذي اختاره.

مصادر

14 سبتمبر 2013

الأعمال الكاملة: محمود درويش

My rating: 4 of 5 stars

عادة لا أحب الشعر النثري أو النثر الشعري، لكن درويش تسبقه شهرته، و لم يخيب ظني.
أعماله الكاملة تحفة فنية لم يفسدها إلا الأخطاء الكثيرة جدا جدا نحويا و إملائيا في الطبعة التي أمتلكها :(
معدل الأخطاء ربما يفوق خطأين أو ثلاثة لكل صفحة في المتوسط.
و هذا سبب النجمة الناقصة.

ما أعجبني
- خطب الديكتاتور الموزونة (هذه عبقرية)
- و عاد في كفن
- رسالة من المنفى
- عن الأمنيات
- البكاء
- الرباط
- أجمل حب
- حنين إلى الضوء
- بطاقة هوية
- عاشق من فلسطين
- أحبك أكثر
- الأغنية و السلطان
- يطير الحمام
- قراءة في وجه حبيبتي
- تقاسيم على الماء
- في الانتظار
- درس من كاما سوطرا

أما هذه فتستحق أن أطبعها و أعلقها على الحائط

"فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي"
:D :D

12 سبتمبر 2013

طرائف أولمبية: "حين تفوز الولايات المتحدة، تفوز أنت"

هي حملة دشنتها ماكدونالدز قبيل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1984 التي أقيمت في الولايات المتحدة. تعرض ماكدونالدز على زبائنها بطاقات قابلة للخدش عليها اسم منافسة أولمبية (كسباق 100 متر عدو رجال مثلا) و إذا فازت الولايات المتحدة بذهبية تلك المنافسة يحصل حامل البطاقة على بيج ماك Big Mac مجانا، أما إذا كانت الميدالية الأمريكية فضية فيحصل صاحب البطاقة على بطاطا مقلية French Fries و مشروب كوكاكولا في حالة كانت الميدالية برونزية.

استندت الحملة على جدول ميداليات آخر دورة أولمبية خاضتها الولايات المتحدة و هي أولمبياد مونتريال 1976، حيث حصلت على 94 ميدالية ( 34 ذهب، 35 فضة، 25 برونز)، هذا لأن الولايات المتحدة قاطعت بالطبع دورة موسكو الصيفية 1980، و أعلن رئيس مجلس الإدارة مازحا أنه سيبصق بنفسه في كل وجبة بيج ماك خمسينية (أي الوجبة رقم 50 و 100 و 150 و هكذا).

لكن هذا كان يستدعي من عملاق المأكولات السريعة التنبه لحقيقة أن الاتحاد السوفييتي و دول الكتلة الشرقية سيردون التحية للولايات المتحدة و يقاطعون أولمبياد لوس أنجلوس بدورهم.

كانت ماكدونالدز قد نظمت حملة مماثلة أثناء أولمبياد مونتريال و حققت نجاحا كبيرا.

في دورة 1976 احتلت الولايات المتحدة المركز الثالث في ترتيب الميداليات بعد الاتحاد السوفييتي الذي حصل على 125 ميدالية منها 49 ذهبية و ألمانيا الشرقية التي حصدت 90 ميدالية منها 40 ذهبية، و لنا أن ندرك تأثير غياب هاتين الدولتين عن المنافسات.

أنهت الولايات المتحدة دورة لوس أنجلوس الأولمبية محققة 174 ميدالية متنوعة منها رقما قياسيا 83 ميدالية ذهبية!!!

و كانت الخسارة فادحة للدرجة التي أدت لنفاد إنتاج بعض فروع ماكدونالدز من البيج ماك بالكامل دون أن يدفع الزبائن سنتاً واحداً!!

تعرض المسلسل الأمريكي الشهير The Simpsons بالسخرية لهذه الحملة الدعائية في إحدى حلقاته التي كانت بعنوان Lisa's First Word

مصادر:

09 سبتمبر 2013

من نظريات المؤامرة: دك كوفنتري بالقنابل

في ليلة 14-15 نوفمبر 1940 قامت 515 قاذفة قنابل ألمانية بمهاجمة مدينة كوفنتري الإنجليزية في عملية سقط فيها 568 قتيلا على الأقل مقابل خسارة الألمان لطائرة واحدة فقط.
رغم بشاعة العملية التي أطلق عليها سوناتا ضوء القمر، فإن أهميتها التاريخية تكمن في نقطة أخرى، حيث ذكر عدد من ضباط المخابرات البريطانيين السابقين بعد الحرب بسنوات أن رئيس الوزراء وقت الحرب، وينستون تشيرشل، كان على علم بنية الألمان الهجوم على كوفنتري، و لم يتخذ أي إجراء وقائي خوفا من اكتشاف ألمانيا أن مخابرات بلاده قامت بفك شفرة آلة إنجما الشهيرة و بالتالي حرمان البريطانيين من ميزة معرفة نوايا الألمان القادمة، و بحسب هؤلاء الضباط فإن تشرشل اعتقد أن التضحية بمدينة كوفنتري أقل مما يمكن الحصول عليه من أسرار مستقبلية عبر تلك الشفرة.

رغم إن تلك النظرية تم تفنيدها من قبل مؤرخين في السنوات التالية، من خلال إبراز التناقضات بين روايات رجال المخابرات الذين ذكروا الواقعة، حيث أكد أحدهم مثلا إن تشرشل علم بالهجوم قبله بيومين في حين ذكر آخر إن المعلومة وصلت لمقر رئاسة الوزراء في الثالثة بعد ظهر يوم 14 نوفمبر. أيضا اختلفت الروايات حول ما استخلصه البريطانيون من الرسالة المشفرة بالفعل، حيث يذهب أولئك المؤرخون إلى أن المخابرات البريطاينة لم تكن تعلم إن "كورن" المذكورة في الرسالة المشفرة هو الاسم الكودي لمدينة كوفنتري عند الألمان.

أيضا بحسابات لوجستية، لم يكن من الممكن إخلاء أو اتخاذ أي تدابير لمنع أو صد الهجوم في تلك المدة القصيرة بين المعرفة المزعومة و الهجوم الفعلي، ولا حتى إخلاء مدينة بحجم كوفنتري.

كعادة الأمور المخابراتية، لا يوجد إثبات أو نفي رسمي لأي من النظريتين.

المصادر و للمزيد من القراءة

28 أغسطس 2013

أن تصل للقمة بعد 24 عاما من الاعتزال!



تتحدث قصص و روايات كثيرة عن العودة من الاعتزال و الوصول للقمة أو تحقيق نجاح كبير على الأقل، و قد تكون شاهداً على إحداها بنفسك، لكن من النادر أن تسمع أن شخصاً ما قد وصل للقمة و لم يعرف أحد حتى بعد اعتزاله بأكثر من 20 عاما.

حدث هذا بسبب خطأ في إدخال البيانات على جهاز الكمبيوتر!!

في ديسمبر من عام 2007، تم إبلاغ البطلة الأسترالية الحائزة على سبعة ألقاب في فردي البطولات الكبرى، إيفون جولاجونج كولي Evonne Goolagong Cawley بأنها في الواقع اللاعبة رقم 16 التي تعتلي صدارة التصنيف العالمي، و إن كان ذلك قد تم في الواقع قبل 31 عاما، ما يجعلها زمنيا اللاعبة الثانية التي تصل لهذه المرتبة بعد الأمريكية كريس إيفرت.

كان نظام التصنيف في ذلك الوقت يتم حسابه كل أسبوعين، لا كل أسبوع كما يحدث الآن، كما كان يعتمد على طريقة متوسط النقاط (إجمالي عدد النقاط مقسوما على عدد البطولات التي شاركت فيها اللاعبة).

قدمت رابطة اللاعبات المحترفات لإيفون نسخة من الكأس مماثلة لتلك التي يتم تقديمها عادة لكل لاعبة تصل للمركز الأول للمرة الأولى و اعتذر رئيس الرابطة عن ذلك الخطأ مبررا إياه بأن التصنيف لم يكن بتلك الأهمية في ذلك الوقت و كان مجرد وسيلة لتحديد قبول لاعبة من عدمه في البطولات المختلفة.

استقبلت جولاجونج الخبر بسعادة كبيرة مؤكدة إنها كانت تشعر في تلك الفترة المذكورة (26 إبريل 1976 - 10 مايو 1976) بإنها كانت الأفضل في العالم بالفعل، حيث فازت بستة ألقاب من بينها أستراليا المفتوحة و بطولة الموسم الختامية، لتتفوق على كريس إيفرت بفارق 0.8 (ثمانية أعشار) نقطة، بعد تصحيح الخطأ.

مصادر

* المصدر الثاني بنهايته قصة طريفة عن طفولتها و حلمها بالفوز بلقب ويمبلدون :)

09 أغسطس 2013

الوضع القانوني بين الشريعة الإسلامية و القانون الوضعي - طارق البشري

My rating: >3 of 5 stars

يبدأ المؤلف حديثه فيعرض أن هناك ثلاثة أسباب لاضطراب البناء التشريعي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي: جمود الفقه الإسلامي على الوضع الذي وصلنا من قرون سابقة، أسلوب الإصلاح الذي أبقى القديم على حاله و أنشأ مؤسسات جديدة بجواره، الغزو الثقافي و العسكري الأوروبي.

يتبدى جمود الفقه الإسلامي بحسب الشيخ محمود شلتوت-وفقا للكاتب- في: العناية باللفظ لا المعنى، التقديس لآراء السابقين، الانشغال بالاحتمالات التي لا تقع و إهمال فقه الواقع، التعصب المذهبي، تحريم غير المذاهب الأربعة.

أما التدخل الغربي فقد بدأ منذ إنقاذ الدول الغربية للدولة العثمانية من شبح الهزيمة على يد قوات محمد علي و تدخلهم التدريجي بعد ذلك في استبدال التشريعات الغربية بتلك القائمة وقتها في الدولة الإسلامية بحجة حماية الأقليات و الرعايا الأجانب حتى لم يبقَ إلا التشريعات المدنية غير التجارية سالمة من ذلك التغريب، و تم تقنين تلك القوانين فيما عُرِف ب (مجلة الأحكام العدلية).
رغم ذلك فإن مصر لم تخضع لذلك التغيير بسبب وضعها بعد معاهدة 1840 من حكم ذاتي، لذا عمدت الدول الغربية للتدخل في التقنين المصري، ساعدها على ذلك الانفتاح الذي حدث في عهد سعيد و إسماعيل حكام مصر، فنشأت المحاكم المختلطة و القنصلية.

يرى الكاتب أن الاعتقاد التاريخي بتحول مصر إلى القوانين الفرنسية الوضعية بسبب رفض رجال الدين تقنين الشريعة اعتقاد خاطئ، فقد تم قبل ذلك نشر مجلة الأحكام العدلية و فيها تقنين لأحكام المعاملات المدنية، بل كان السبب رغبة المسؤولين في مصر بتقديم نظام مماثل لأوروبا مما قد يساهم في عودة سيادة مصر على السلطة التشريعية و القضائية بعد أن يرى الغربيون أن القوانين المطبقة في مصر هي نفسها المطبقة في بلادهم، فتم إنشاء المحاكم الأهلية على أمل إلغاء المحاكم المختلطة.

يحكي المؤلف كذلك محاولة عبد الرزاق السنهوري تمصير القانون، فقد كان يرى أن أخذ القوانين من فرنسا احتلال لا يقل خطورة عن الاحتلال العسكري!
وضع السنهوري ترتيب مصادر القانون كالتالي: التشريع، ثم العُرف، ثم الشريعة الإسلامية، و أخيرا القانون الطبيعي. و كانت هذه أول مرة يُذكر فيها الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع.
و يقول السنهوري عن الشريعة "ففي هذه الشريعة، عناصر لو تولتها يد في الصياغة فأحسنت صياغتها، لصنعت منها نظريات و مبادئ لا تقل في الرقي و الشمول، و في مسايرة التطورن عن أخطر النظريات الفقهية التي نتلقاها اليوم عن الفقه الغربي الحديث".

في الكتاب أيضا نقد لتغول السلطة المركزية على الدولة، و ما أدى إليه من تحجيم للنقابات و الجمعيات و التعاونيات، بل يرى الكاتب أن ذلك سهل على المستعمر السيطرة على البلد بمجرد سيطرته على العاصمة.

يعرض الكاتب أيضا لمسألة بالغة الأهمية و هي أن التعارض بين مرجعية القانون و المرجعية الأخلاقية للفرد يخلق اضطرابا بداخل الفرد نفسه و المجتمع بالتبعية، حيث يرى البشري أن السلطة تستمد الكثير من شرعيتها من التزامها بالقانون، و القانون يستمد شرعيته من الالتزام الأخلاقي للأفراد بطاعته، فهو يرى مثلا أن فكرة الإجرام مرتبطة بالمسؤولية الأخلاقية و لا يمكن استبعاد تلك المسؤولية عند وضع أسس المحاسبة على الجرائم المختلفة.
يرى كذلك ارتباط الدين و القانون بأصل واحد في الإسلام ساهم في سرعة انتشار الإسلام، حيث إن تطبيق القانون الإسلامي في المعاملات في بلد ما يعني بالضرورة تطبيق الإسلام نفسه.

يؤكد على الفارق بين الشريعة و الفقه، فالشريعة وفقا للبشري هي ما أنزله الله سبحانه و تعالى من قرآن و كذا السنة النبوية، أما الفقه فهو اجتهاد العلماء في استخلاص الأحكام من أدلتها الشرعية.

يسرد المؤلف قصة نشأة المحاكم الأهلية و الحكم فيها بالقوانين الغربية و كيف أنها نَظِر إليها على أنها أكثر عدلا و إنصافا و أضمن للحقوق عن نظيرتها من المحاكم الشرعية إلى الدرجة التي جعلت شيوخ الأزهر أنفسهم يتحاكمون أمام هذه المحاكم! لكنه يرى في نفس الوقت إن السبب في ضعف المحاكم الشرعية يرجع لرداءة المقار و ضعف الأجهزة المعاونة و تطاول زمن التقاضي، في مقابل حداثة مقار المحاكم الأهلية و قلة القضايا المعروضة أمامها في البداية ما مكن من سرعة إنجازها بكفاءة و يقارن بين هذا الوضع و حال المحاكم حاليا من انعكاس الوضع تقريبا، مما يستبعد كون المشكلة في مصدر التشريعات نفسه.

كما يلفت النظر لكون تغريب القوانين ليس بسبب الاحتلال كما يصور البعض، فالعمل بالقوانين الفرنسية بدأ قبل الاحتلال، ثم إنها مستمدة من القانون اللاتيني الفرنسي لا الإنجليزي الأنجلوساكسوني.

يشير الكاتب إلى نقطة مهمة في مسألة التجديد في التشريع الإسلامي في المجال الوحيد الذي بقي خالصا للشريعة و هو مجال الأحوال الشخصية، فعلى سبيل المثال لا يستطيع ولي الأمر تحديد سن الزواج للفتيات بثمانية عشر عاما، لكن المجددين نفذوا لهذا الأمر عن طريقة خضوع القضاء لسلطان ولي الأمر فحظروا نظر أي قضايا تتعلق بنزاع على الآثار المترتبة على هذا الزواج (كالميراث مثلا). أي أن الدولة لم تحرمه، لكنها رفعت يدها عما يترتب عليه من آثار.

يذكر المؤلف واقعة تاريخية مهمة و هي عن سبب الميل لمذهب أبي حنيفة في التشريعات المستمدة من الشريعة الإسلامية في مصر، فليس سبب ذلك أن أغلب شيوخ الأزهر كانوا من مذهب الإمام أبي حنيفة، بل العكس فمن 17 شيخا للأزهر حتى مطلع القرن العشرين كان أربعة منهم فقط على مذهب أبي حنيفة مقابل 11 على المذهب الشافعي، لكن السبب الحقيقي هو إن مجلة الأحكام العدلية الصادرة عن الخلافة كانت مستمدة أحكامها من مذهب أبي حنيفة و نظرا لخضوع مصر للاحتلال البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر حين جرت محاولة تقنين الشريعة، لم يشأ المصريون قطع آخر صلة عملية تربطهم بدولة الخلافة فبقيت الأحكام في الأحوال الشخصية خاضعة لمذهب أبي حنيفة.

يخصص البشري فصلا كاملا للرد على قضية أن الشريعة لم تكن مطبقة خلال أربعة عشر قرنا إلا نصف قرن فقط، و يبين إن غلاة الإسلاميين و العلمانيين الداعين لتنحية الشريعة يشتركون في تلك الرؤية و يوضح إن نصف القرن المذكور -عهد الخلفاء الراشدين- يختلف نوعيا عما لحقه من عصور كون ذلك العصر كان ما اصطلح على تسميته فترة "السوابق التشريعية" أما ما تلاها من عصور فهي فترات تجارب و تطبيق.

و يؤكد على إن أي تطبيق للشريعة لن يبلغ الكمال أبدا و غاية ما يمكن أن نسمو إليه هو السعي للاجتهاد في الاقتراب من ذلك الكمال، بل -و الكلام للبشري- لا يستطيع أي شخص أن يدعي إن نظاما آخر قد وصل تطبيقه لدرجة المثالية التامة، سواء كان ذلك النظام ديمقراطيا أو اشتراكيا أو غيره من الأنظمة.

يقارن البشري بذكاء بين من يدعي أن الشريعة لم تكن مطبقة في عصر ما بسرد أخبار الجرائم و الانحلال، بما يمكن أن يحدث بعد عدة قرون إذا طالع أحدهم صفحات الحوادث من زمننا هذا و استنتج أننا كنا نعيش في حالة من الفوضى و الشذوذ.

يذكر الكاتب ملاحظة مهمة و هي إن الدعوة حين توجه إلى الحكومة لتطبيق الشريعة فإنها تلاقي صدا و تتعثر بينما حين تتوجه الدعوة للمجتمع فإنها تزدهر و يورد في هذا الشأن مثالا يتعلق بالحجاب حيث يرى إنه لو كانت وُجهت الدعوة للحكومة لإجبار الفتيات على ارتداء الحجاب لكان ذلك بمثابة دعوة لتغيير الواقع و للاقى مقاومة عنيفة، لكن حين قامت الدعوة لذلك بين الجمهور لاقت ترحيبا شديدا و اقتنع عدد كبير من النساء بارتداء الحجاب مما خلق واقعا -إن تزايد- يستطيع إجبار الدولة مستقبلا على إلزام النساء بالحجاب.

يشير البشري أيضا لأن الدعوة للأخذ من القوانين الغربية لم يكن الغرض منها تطبيق قوانين بعينها، فالمشرع الغربي كان يستطيع الحصول على ما يريده من تنوع و غنى الفقه الإسلامي بمصادره المختلفة حتى الشاذ منها، لكن كان القصد -في رأيه- تغيير الإطار المرجعي للأمة إلى القوانين الوضعية بدلا من الشريعة الإسلامية بما يقضي على استقلال الأمة و يكرس تبعيتها للغرب فبدلا من أن نقول "قال الله" و "قال الرسول" نقول "قال نابليون" و "قال القانون الروماني" و يدعو البشريع لا لمجرد تغيير القوانين المخالفة للشريعة، بل لتغيير الأطر المرجعية للقانون بصفة عامة لتكون الشريعة الإسلامية، حتى للقوانين الحالية غير المختلفة معها فالمسألة بالنسبة له مسألة هوية بالدرجة الأولى.


08 أغسطس 2013

الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر - طارق البشري

My rating: 2 of 5 stars

يتعرض طارق البشري في هذا الكتاب لمسألة التجديد في الشريعة الإسلامية و يبدأ بسرد تاريخي لأوجه هذا التجديد الذي بدأ بحركتين للإصلاح، إحداهما دعوية في الجزيرة العربية و المغرب العربي، لكنها لم تصل لمصر لطبيعتها المركزية بالنسبة للدولة العثمانية، و أخرى مؤسسية في الدولة العثمانية نفسها و في مصر على يد محمد علي.
يرى الكاتب أن تعرض مصر و قلب الدولة العثمانية لمخاطر القوى الاستعمارية أدت لبداية إصلاح مؤسسي في الجيش لمواجهة تلك الأخطار، و إهمال الإصلاح الدعوي مؤقتا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
في مصر قام محمد علي ببناء مؤسسات جديدة و ترك القديم على حاله. و يرى الكاتب أن السبب في عدم إصلاح القديم كان حتى لا يتم الصدام مع ذلك القديم، و يرى أن ذلك ليس خطئا في حد ذاته بل كان يمكن التكامل بينهما، لكن الغزو الأوروبي تسرب إلينا -وفقا للكاتب- عبر البعثات التعليمية في إطار مجموعة من السلوكيات و العادات الغربية، فقد أنشأ محمد علي المدارس لتعليم علوم الصنائع، كالطب و الهندسة، لكنها تحولت بمرور الوقت لتعلم الآاداب و القوانين الغربية.

حين واجهت الحركة الإسلامية دعوات تبشير و تغريب ساهمت في تغيير العادات و أساليب العيش، ابتعد الكثير من قادة هذا الفكر عن التجديد و لجأوا للدفاع عن الأصول و الثوابت و وقفوا ضد أي محاولة للتجديد أو التغيير.

يقسم المؤلف واقعنا في تلك الفترة إلى جانبين، الاستعمار و القابلية للاستعمار..
الاستعمار أثر خارجي يجري بغير رضائناأما القابلية للاستعمار فهي أثر داخلي و هو وضعنا من الضعف و الجهل و الجمود الذي يمكن الآخر من التغلب علينا
من رواد مدرسة مقاومة الاستعمار كان جمال الدين الأفغاني بينما كان محمد عبده أحد قادة مدرسة مقاومة القابلية للاستعمار.

يشير الكاتب لمعضلة تواجه أي بلد تحت الاحتلال تتعلق بأيهما نبدأ، طرد المحتل أم تقوية الجبهة الداخلية أولا ثم طرده و يخلص إلى أن كليهما يكمل الآخر فالاستعمار إن وُجد يضع من السياسات ما يضمن وجوده و استمراره و ضعفنا في مواجهته كما أن ضعفنا هو ما سمح في البداية للعدو باستعمارنا فلن نستطيع إخراجه دون أن نعالج أسباب ضعفنا، و يؤكد أن تغليب أحد الأسلوبين على الآخر يرجع لأيهما أيسر في سياق الأحداث.

ركز الأفغاني وحدة المسلمين في مواجهة الاستعمار و نبذ الخلافات الداخلية. أما محمد عبده حين بدأ عمله في مصر فقد كانت محتلة بالفعل و لم يكن مطروحا أمامه مقاومة الاستعمار فقد كانت الجبهة الداخلية ضعيفة للغاية. وجد أن أكبر خطر هو المذهبية فعمل على محاربتها بالرجوع للقرآن و الاجتهاد فالمسلم يجد نفسه في حرج من الابتعاد بين الفقه و الواقع إذا توقف باب الاجتهاد فإما أن تضعف قيمة الإسلام في نفسه تحت ضغط الحياة أو يبقى في حالة جمود كجمود الفقه.

و ينتقل إلى حسن البنا و إعادة تقديمه لمبدأ شمولية الإسلام و يحكي كيف إن الإسلام حين يكون مهددا في أحد جوانبه يتم التركيز على هذا الجانب بقوة مثلما يكون الوطن مهددا بالاستعمار يرتفع شعار الاستقلال في ذلك الوقت، و لا يعني ذلك أن باقي الجوانب مهملة أو إن الاستقلال مهما وقتها فقط. و هذا ما يفسر ربما كيف أن الدعوة الوهابية ركزت على العبادات أكثر من تركيزها على المعاملات.
يورد المؤلف حادثتين مختلفتين هنا
الأولى انفصال باكستان عن الهند كدولة لمسلمي الهند و كيف إنها لم تطبق الشريعة فسلك أبو الأعلى المودودي طريق التشدد و دعا لإرساء مبدأ الحاكمية لله وحده في كل شؤون الحياة و أن أي تشريع من البشر تعدي على سلطان الله بادعاء الحاكمية، و هو الفكر الذي أخذه عنه سيد قطب و يصفه المؤلف بالغلو.
أما الثانية تتعلق بجماعة التبليغ في الهند فقد اتخذت اتجاه دعوة الناس للإسلام و تذكيرهم بفروضهم و دعوتهم ليكونوا قدوة حسنة في تعاملاتهم.

و يوضح الكاتب أن الفرق بين الاتجاهين هو أنه في الحالة الأولى حين يتعرض الإسلام لخطر لا يُخشى منه على الإسلام نفسه فإن ذلك يدفع للتشدد أما حين يكون الخطر شاملا مهددا للإسلام نفسه و بقائه فإن الدعوة تبتعد عن السياسة و تقتصر على العبادات و المعاملات. ربما لهذا السبب نشأت جماعات العنف في مصر؟

يخصص فصلا كاملا للحديث عن فكر سيد قطب و مقارنته بفكر حسن البنا و كيف أن الفرق بينهما كالفرق بين الحرب و السلم!

يعتبر إن الجمود و الغلو ناتج للمحاصرة و التضييق و تهديد الأصول و الثوابت من قِبل أقلام لا تستطيع التفريق بين الأصول و الفروع و الثابت و المتغير فيشعر من يحصر على استقرار تلك الثوابت بالغربة و يدفعه ذلك لحالة من الاستنفار.

يفرق بين الإسلام و هو الكتاب و السنة و بين الفقه الإسلامي و هو اجتهادات العلماء على مر العصور و تلك الأخيرة قابلة للصواب و الخطأ و اختلاف الزمان و المكان.
يرى كذلك أن أمامنا -يقصد المهتمين بإحياء الشريعة و هو منهم- مهمتين: أولا تشكيل أوضاع المسلمين بحيث تلائم أصول العقيدة و ثانيا وضع الاجتهادات بما يلائم أوضاع الجماعة.

كما يرى إن إضعاف الإسلام أتى بتغيير عادات المسلمين على مر الزمان بالترويج و الترغيب و الإغراء فلما استتب ذلك التغريب بدأ يظهر التعارض بين الإسلام و بين أوضاع المجتمع فإما يعترف بتلك الأوضاع أو يتهم بالجمود و التخلف.
و يشير الكاتب إلى إنه لا يصح إسباغ بردة الإسلام على السلوكيات الوافدة من الغرب إن كانت تخالف أصلا من أصوله و إلا أصبح الإسلام محكوما لا حاكما.
و يرى الكاتب أنه ليس المشكل في فهمنا للإسلام و لكن المشكل هو فهمنا للعصر.

و أخيرا يدعو لتشكيل تيار أساسي سائد يعترف بأنه سيكون محلا للنقد من كل المشاركين فيه و يرى في ذلك شيئا صحيا لأن أي تيار أساسي لا ينبغي أن يعطي لأي من مكوناته وجودا كاملا و إلا استوعب هذا المكون التيار بأكمله بل يجب أن يعطي التيار كل من مكوناته وزنا حسب تأثيره و وجوده في الحياة الاجتماعية، كما لا ينبغي وفقا للكاتب أن يكون هذا التيار هو المكون الوحيد على الساحة بل يجب أن يبقى بجانبه قوى أخرى قد تكون أكثر ضيقا أو تفتحا أو غلوا.

الكتاب إجمالا ملئ بالحشو و التكرار حيث إنه عبارة عن عدة أبحاث أو ورقات بحثية و مقالات كتبها الكاتب لمناسبات مختلفة و فضل تركها على حالها حين نشرها في الكتاب.

07 أغسطس 2013

سر تبادل القبلات أسفل نبات الدبق في الكريسماس

يعود أقدم ذكر لنبات الدبق Mistletoe إلى بلينيوس الأكبر الذي سخر من الكهنة الذين كانوا يدعون أن الدبق يزيد الخصوبة و يعالج الأمراض و يعمل كمضاد للسموم و يقي من السحر و في بعض الأحيان المساعدة على التنبؤ بالمستقبل.

أما أول ذكر للتقبيل أسفل الدبق فيرجع إلى أحد الأعياد الإغريقية المسمى بـ عيد ساتورن الذي كان يُقام سنويا من أجل ساتورن إله الحصاد.

تحكي الأسطورة في الميثولوجيا النوردية ــالاسكندنافية، إن (فريجا) إلهة الحب و الزواج أخذت عهدا على كل نباتات و حيوانات الأرض ألا تؤذي ابنها (بالدور) ـــ باستثناء الدبق. لذا عمد ()لوكي إله الأذى و الاحتيال إلى استخدام حربة مصنوعة من الدبق لقتل بالدور. في بعض الروايات تحولت دموع فريجا إلى حبات من الدبق أدت لعودة بالدور للحياة مرة أخرى، ما أدى بـ فريجا لإعلان الدبق رمزا للحب، و في غمرة فرحتها قامت بتقبيل كل من مر أسفل الشجرة التي ينمو عليها البنات، ما دفعها لإعلان أن من مر أسفل الدبق لن يصيبه أي أذى، فقط سينال قبلة كعلامة على الحب.

لا يعتبر تبادل القبلات أسفل نبات الدبق علامة على الحب في كل الأحوال و إن كان بالتأكيد دليل على الصداقة، لكن إن كان الشخصان في حالة حب فعلا، فإن التقبيل هنا يعتبر كوعد بالزواج.

ورد ذكر النبات أيضا في إحدى روايات تشارلز ديكينز "أوراق بيكويك" (1836) حيث يُفهم من السياق إن التقبيل أسفل الدبق يجلب الحظ السعيد، بينما الامتناع عن ذلك يجلب سوء الحظ.

على الرغم من إن النبات يعتبر رمزا للحب، إلا إن اسمه مشتق من اعتقاد الأقدمين إن النبات ينمو من فضلات الطيور! حيث لاحظوا إن الدبق ينمو على الأغصان التي تسقط عليها فضلات الطيور. و من هنا جاء الاسم المشتق من كلمتين باللاتينية
Mistel بمعنى فضلات و tan بمعنى غصن.

في الدول الاسكندنافية و في روما القديمة كان يعتبر النبات رمزا للسلام، حيث كان يجب على أي اثنين متحاربين يلتقيان تحت الدبق إلقاء أسلحتهما أرضا و أخذ هدنة حتى اليوم التالي. وجب على الزوجين المتشاحنين تبادل القبلات و التصالح أيضا إذا وجدا نفسيهما أسفل الدبق.

في بريطانيا إبان الحقبة الفيكتورية، كان رفض فتاة لقبلة أسفل الدبق يعني انعدام فرصتها في الحصول على عرض للزواج خلال العام التالي على الأقل!


يذهب البعض للقول أن من حسن الذوق قطف حبة من النبات المعلق لكل قبلة و التوقف فقط عند قطف جميع الحبات :)



مصادر

http://www.slate.com/articles/news_and_politics/explainer/2010/12/whats_the_deal_with_mistletoe.html
http://www.coolquiz.com/trivia/explain/docs/mistletoe.asp
http://www.livescience.com/32901-why-we-kiss-under-mistletoe.html
http://allchristmas.fm/why-do-people-kiss-under-the-mistletoe/
http://www.theholidayspot.com/christmas/history/mistletoe.htm

04 يوليو 2013

العذراء و شطيرة الجبن

في عام 2004 بيعت شطيرة من الجبن المقلي يظهر عليها ما يُعتقد أنه صورة للسيدة مريم العذراء !!!



قبل ذلك التاريخ بعشرة أعوام، كانت السيدة ديانا دويسر تُعد لنفسها شطيرة من الجبن، و بعد أن قضمت منها قضمة واحدة لاحظت الصورة على الشطيرة فسارعت بالاحتفاظ بها في صندوق زجاجي، حتى قامت ببيعها في 2004 بمبلغ 28 ألف دولار على موقع إي باي الشهير.

مصدر

01 يوليو 2013

أضواء الشمال

هي ظاهرة -و تُسمى أيضا بالشفق القطبي- تحدث بالقرب من القطبين الشمالي و الجنوبي في فصل الشتاء، حيث يتداخل ضوء الشفق مع البقع الشمسية ( أماكن على سطح الشمس أكثر عتمة و برودة و لها نشاط مغناطيسي أعلى من غيرها). يتسبب مرور الأشعة الشمسية خلال الطبقات العليا من الغلاف الجوي في حدوث تلك الظاهرة.



تُعتبر تلك الظاهرة من عوامل جذب الآلاف من السياح و هواة علوم الفلك سنويا، و تساعد في تنشيط السياحة في الدول التي يمكن فيها رؤية تلك الظاهرة، مثل الدول الاسكندنافية، كندا، روسيا، أو أستراليا.

مصادر:

24 يونيو 2013

الأرضية الأسرع ضمن بطولات الجراند سلام

4 سنوات مضت و أنا أجمع إحصاءات من بطولات الجراند سلام الأربع في التنس للإجابة على سؤال طالما شغلني. من ناحية أغلب اللاعبين يؤكدون أن بطولة أمريكا المفتوحة هي الأسرع حاليا في بطولات الجراند سلام بعد تبطئة أرضية ويمبلدون العشبية مطلع القرن الحالي. مواضيع كثيرة كُتبت في مواقع أجنبية و عربية تؤكد هذا. يكاد الكثير من الأصدقاء أن يُقسموا على صحة هذا الكلام أو على الأقل في الأسبوع الثاني الذي يتآكل فيه العُشب بصورة كبيرة.
اقرأ هنا مثلا أو هنا
لكني لم أقتنع بهذا الكلام، و كنت أظن أن بطولة ويمبلدون هي الأسرع.

في البداية، فإن الاتحاد الدولي للتنس يقيس سرعة ملعب التنس بقياس سرعة الكرة قبل و بعد ارتدادها عن الأرض، مع ملاحظة أن الأرضية التي تتسبب في ارتفاع الكرة أكثر بعد الارتداد تبدو "أبطأ" كونها تُعطي اللاعبين وقتا أطول لرد الكرة قبل الارتداد الثاني.








من ملاحظاتي الشخصية أرى الآتي:
  1. الإرسالات الساحقة (Aces) و التخليصات (Winners) و نسبة الفوز بالنقاط على الإرسال الأول في ويمبلدون أعلى.
  2. الكرات ترتد أقل ما يمكن في ويمبلدون.
  3. أرى اللاعبين يدورون حول ضربتهم الخلفية (Backhand) لتسديد ضربة أمامية (Inside-in/Inside-out Forehand) في ويمبلدون أقل من باقي البطولات الأربع الكبرى.
  4. النقاط تنتهي أسرع ما يكون في ويمبلدون.
  5. المحافظة على الإرسال أسهل في ويمبلدون.
هذه بعض الملاحظات الاولية، و هناك الكثير غيرها، و أعتقد أن أي مشاهد يضع جانبا اعتقاده المسبق بأن أرضية ويمبلدون أبطأ من أرضية أمريكا المفتوحة، و يشاهد مباراتين لنفس اللاعبين في نفس الظروف الجوية يستطيع بكل سهولة ملاحظة ذلك.

لكني لم أكتفِ بذلك، بل حرصت طوال أربع سنوات كما ذكرت على جمع الإحصاءات، فربما كنت مخطئا و كنت أنا من أرى بعين المتحيز لوجهة نظري.

هنا خلاصة ما جمعته


يتضح من هذا الجدول أن بطولة ويمبلدون تتفوق على باقي البطولات الكبرى و تحديدا بطولة أمريكا المفتوحة لمدة 4 سنوات في أي إحصائية هجومية.
  •  إجمالي الإرسالات الساحقة، نسبة الإرسالات الساحقة في كل مباراة، نسبة الإرسالات الساحقة في كل شوط، نسبة الإرسالات الساحقة إلى عدد النقاط الكلية.
  • إجمالي التخليصات (البطولة الوحيدة التي تفوقت على ويمبلدون في إحدى السنوات، هي فرنسا المفتوحة في عام 2009، أما أمريكا المفتوحة المُفترض أنها الأسرع فهي بعيدة تماما). نسبة التخلصيات لإجمالي النقاط( في الواقع فرنسا المفتوحة في المركز الثاني دائما هنا). إن عدد و نسبة التخليصات (Winners) في بطولة أمريكا المفتوحة مثير للشفقة حقيقة إذا ما قارناه ببطولة فرنسا المفتوحة، دعك من أن يصل لمرتبة المقارنة مع ويمبلدون.
  • نسبة الكسر في ويمبلدون هي الأقل في كل البطولات الأربع الكبرى.
  • نسبة النقاط التي يفوز بها اللاعبون على إرسالهم الأول هي الأعلى في ويمبلدون.
إن ويمبلدون ليست فقط الأسرع، بل إن فارق السرعة بين ويمبلدون و البطولة التالية لها أكبر من فارق السرعة بين أي بطولتين أخريين!
قمت بجمع الإحصاءات للأربع سنوات في جدول واحد لتسهيل المقارنة و لأنه كلما ازداد حجم العينة التي تجرى عليها الإحصائية فإنه عادة ما يكون هذا سببا في تقوية النتائج.
بالطبع حيث إن ويمبلدون متفوقة في كل سنة على حدة فإنه ليس من المستغرب أن تكون متفوقة في الإجمالي.


سيظهر هنا اعتراض بأن العشب في الأسبوع الأول يكون أسرع من الأسبوع الثاني الذي يتسبب تآكله في تبطئة الأرضية، لذا قمت بعمل نفس الإحصاءات على مباريات ربع النهائي حتى النهائي، و لم أجد فارقاً يُذكر.


و الإجمالي


 لكن إذا كان الحال هكذا، فلماذا يقول الكثيرون إن ويمبلدون أبطأ من أرضية أمريكا المفتوحة؟
  • عدد اللاعبين الذين يجيدون الحركة على العشب و التعامل مع الارتدادات الغير متوقعة قليل جدا، ما يتسبب في وصول لاعبين غير هجوميين لكن يجيدون هذه المهارات لأدوار متقدمة.
  • اللاعبون أصحاب القامات العالية يلعبون من آخر الملعب، لا على الشبكة، بالتالي فإنهم في وضعية أفضل لو كان ارتفاع الكرة أعلى، لا العكس، لأن هذا يجعلها في الارتفاع المناسب للتسديد. إن هؤلاء اللاعبين لا يستطيعون الاستفادة من سرعة الأرضية هنا إلا لو أنهوا التبادل مع ضربة الإرسال أو مع الكرة التي تليه مباشرة، حيث يكون رد الإرسال عاليا و سهل للإنهاء.
  • تألق رافائيل نادال في ويمبلدون، مقابل معاناته في أمريكا المفتوحة!
و هذه النقطة الأخيرة حقيقة هي مربط الفرس لكل هذا الهراء المُثار حول كون ويمبلدون أبطأ من أمريكا المفتوحة، رغم أن رافائيل نادال يعاني كثيرا أمام اللاعبين الهجوميين في ويمبلدون، و ليس سبب تألقه في الأسبوع الثاني تآكل العشب، بل لأنه لم يواجه أبدا لاعبا يملك إرسالات قوية في الأسبوع الثاني طوال مسيرته!

 و رغم كل هذا فهذه إحصائية أخرى لمباريات بعض اللاعبين الكبار في البطولات الأربع الكبرى، و مقارنة متوسط زمن الشوط الواحد، و بالتأكيد ويمبلدون في الصدارة بأقل معدل زمني للشوط الواحد مهما اختلف اللاعبان.


قمت بحساب شوط كسر التعادل بشوطين عاديين. أقل عدد من النقاط في شوط كسر التعادل هو 7 و يكون هناك تبديل واحد لطرفي الملعب، و حسبت أن هذا يُعادل أقل شوطين اعتياديين (8 نقاط). طبعا قد يطول شوط كسر التعادل، لكن الشوط العادي قد يطول كذلك!

ينتهي الشوط في ويمبلدون أسرع دائما من الشوط في أمريكا المفتوحة لنفس اللاعبين، باستثناء واقعتين.
  1. ليتون هيويت ضد روجر فيدرير في أمريكا المفتوحة 2009.
  2. أندي موراي ضد روجر فيدرير في أمريكا المفتوحة 2008.
 لن أحاول سوق تبريرات، فقط أقول إن هذا من الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.
بل إن رافائيل نادال و خوان مارتين ديل بوترو لعبا في أمريكا المفتوحة 2009 و ويمبلدون 2011، و في المباراة الأولى كان ديل بوترو مكتسحا للمباراة بكل معنى الكلمة، بينما كانت الثانية تنافسية لحد كبير، و شهدت -الثانية- طلب كلا اللاعبين لوقت طبي و رغم ذلك فإن متوسط زمن الشوط ظل أقل في ويمبلدون عن أمريكا!

إلا أن السبب الذي جعلني أنهي هذا التجميع بعد أربع سنوات و قبل سنة مما كنت أخطط له هو أن بطولات الجراند سلام أصبحت -اعتبارا من فرنسا المفتوحة 2012- تنشر إحصائية بأطول التبادلات، و طبعا غني عن الذكر ماذا كانت النتيجة.






قبل أن أنتهي، أود التأكيد على أن هذه الإحصاءات لا تعني بالضرورة أن أرضية ملاعب ويمبلدون أسرع من أرضية ملاعب أمريكا المفتوحة، فهناك عوامل كثيرة تتدخل في ذلك، مثل حالة الطقس خاصة أن بطولتي أمريكا المفتوحة و أستراليا المفتوحة يلعبان فترات مسائية حيث تقل سرعة الأرضية في غياب الشمس، لكن بالمقابل فإن طقس لندن مشهور يتغيره بين لحظة و أخرى و أعتقد أن المتابع يلاحظ فترات ضبابية طويلة في نهار ويمبلدون.

لكن بدرجة أكبر فإن هذه الإحصاءات تعني أن اللعب في ويمبلدون أسرع (حسب تعريف الاتحاد الدولي للتنس لكلمة أسرع) من اللعب في أمريكا المفتوحة.

لا توجد إحصائية إلا و تتفوق فيها بطولة ويمبلدون على باقي البطولات بفارق أكبر من الفارق بين أي بطولتين أخريين.

فقط شاهدها دون أي أحكام مُسبقة :)

01 يونيو 2013

لعنة البامبينو

يُطلق مصطلح "لعنة البامبينو" على المصير الذي لازم فريق بوسطن ريد سوكس للبيسبول بعد أن قام ببيع لاعبه بيب روث، المشهور بلقب "البامبينو" إلى فريق نيو يورك يانكيز في عام 1920.
قبل إتمام البيع كان فريق الريد سوكس أكثر أندية أمريكا فوزا بالسلسلة العالمية، في حين كان اليانكيز فريقاً متواضعاً للغاية و لم يسبق له حتى التأهل للسلسلة العالمية.
كل هذا تغير بعد انتقال روث من بوسطن إلى نيويورك، فقد فشل الريد سوكس في الفوز بالسلسلة العالمية لمدة 86 عاماً (من 1918 حتى 2004) في حين أصبح اليانكيز أكثر الأندية نجاحا في تاريخ دوري كرة القاعدة الأمريكي بحصد 27 لقباً من إجمالي 40 مباراة في السلسلة العالمية.

يُعتبر روث في رأي الكثيرين من محللي اللعبة أفضل لاعب بيسبول في التاريخ، و رغم أنه كان نجماً متألقاً في صفوف الريد سوكس، إلا إن سبب رحيله لايزال غامضاً حتى الآن.
تناثرت شائعات أن سبب رحيله كان رغبة مالك الفريق في الحصول على بعض الأموال لتمويل مسرحية يقوم بإنتاجها في برودواي، يؤكد هذا قيامه ببيع عديد من لاعبيه على مدار السنوات اللاحقة لليانكيز لهذا الغرض، لكن ينفي هذا الاحتمال أن المالك أنتج بالفعل أكثر من مسرحية ناجحة قبل تمويله للمسرحية المزعومة.
من المحتمل أيضا أن يكون سبب بيع روث مطالبته بزيادة كبيرة في راتبه (20 ألف دولار في عام 1919، أكثر من 200 ألف دولار بأسعار اليوم) أو وجود دين على مالك النادي للمالك القديم.

بغض النظر عن أسباب البيع، فإن غرض المالك كان شراء عديد اللاعبين بالثمن الذي حصل عليه جراء بيع روث، لتقوية فريقه في كل المراكز، و يؤكد أنه كان يُفضل أن تكون الصفقة تبادلية لا مادية، بمعنى أن يحصل على لاعبين آخرين مقابل روث عوضاً عن المال، لكنه يقول إن أي فريق لم يكن ليقبل بهذا العرض، فروث -في رأيه- لا يمكن مبادلته بدون تدمير الفريق الذي يحصل عليه  بهكذا مقابل.

رغم هذا، فإن تلك الخطة لم تنجح، و بدأت أسطورة اليانكيز و انزوى الريد سوكس في غياهب النسيان.
ما زاد الطين بلة، قيام مالك النادي ببيع المزيد من لاعبيه لليانكيز في السنوات التالية.

الغريب أن مصطلح "اللعنة" لم يكن له وجود حتى التسعينيات، حين قام أحد كتاب صحيفة بوسطن جلوب بتقديمه لأول مرة في كتاب بنفس العنوان "لعنة البامبينو". أيضا لا وجود لمصطلح اللعنة في صحف نيويورك حتى مطلع التسعينيات.

على أي حال، بعد سنوات عجاف و خسارة السلسلة العالمية أربع مرات في المباراة السابعة، و سماع صيحة "1918" في كل مرة يذهب الفريق لملعب اليانكيز تذكيرا بآخر سنة فاز فيها بوسطن بالسلسلة العالمية، فإن الريد سوكس أنهوا اللعنة بأفضل طريقة ممكنة.
متأخرين بنتيجة 3-0 في سلسلة من سبع مباريات في نهائي الدوري الأمريكي -المرحلة الأخيرة قبل السلسلة العالمية- ضد اليانكيز، عاد فريق الريد سوكس ليفوز بالمباريات الأربع التالية، ليصبح أول فريق في تاريخ دوري البيسبول يحقق إنجاز العودة بعد التأخر بنتيجة 0-3، و يتأهل لنهائي السلسلة العالمية، ليفوز على فريق سانت لويس كاردينالز بنتيجة 4-0، لينهي انتظاراً دام 86 عاماً و يقضي على اللعنة إلى الأبد.

للمزيد

31 مايو 2013

مسابقة كينس لملكات الجمال

افترض مسابقة في إحدى المجلات لاختيار أجمل فتاة من بين عدة صور. من يصوِّت للفتاة التي ستحصل على أعلى عدد من الأصوات سيدخل سحباً على جائزة قيمة.

هذا سؤال صعب حقاً، فهو يطلب منك التصويت لا للفتاة التي تظن أنها الأجمل، بل للفتاة التي تظن أنها الأجمل في رأي غالبية الناس.

ماذا لو فكر الآخرون كذلك أيضا، هل يغير هذا من الأمر شيئا؟

ماذا لو فكر هؤلاء أن أولئك سيحسبون حساب ما يفكر فيه هؤلاء؟

إنها مثل "أنا أعرف أنك تعرف أنني أعرف أنك تعرف أنني أعرف ......"

تلك الجملة الشهيرة لابد أنك سمعتها يوما ما.


هذه المسابقة افترضها جون كينيس و لها تطبيقات مهمة جدا في علم الاقتصاد في أسواق العرض و الطلب و خصوصا أسواق الأسهم و السندات.
في سوق الأسهم، لو أنك تملك أسهماً في إحدى الشركات فأنت تريد البيع حين يبلغ السعر القمة، لكن مصطلح "القمة" هذا ليس له تعريف محدد. فإذا شعر الآخرون مثلا أن القيمة الحالية للسهم هي أعلى قيمة سيصل إليها، فإنهم سيبدأون بالبيع، مما سيخفض قيمة السهم.
إذن أنت تريد أن تبيع قبل أن يبيع الآخرون مباشرة. بمعنى أدق أنت تريد تخمين أي سعر سيعتبره الآخرون السعر الأعلى للسهم و سيبدأون البيع عنده كي تسبقهم بخطوة واحدة. أي إنك تبيع حين تتوقع اتجاه الآخرين للبيع، لا حين تود أنت ذلك.

للمزيد

30 مايو 2013

معضلة السجينين

تُعتبر معضلة السجينين إحدى المسائل الرئيسية في نظرية الألعاب و بالتبعية في علم الاقتصاد، و المعضلة هنا هي أن شخصين قد يفضلان عدم التعاون رغم أن من مصلحتهما التعاون (!)

تبدأ القصة بإلقاء القبض على سجينين دون أدلة كافية، و لا يستطيع الإدعاء إثبات التهمة عليهما إلا بشهادة أحدهما على الآخر. في حالة رفض كليهما الشهادة ضد زميله، يمكن حبسهما لمدة قصيرة بتهمة أقل (افترض مثلا التهمة الكبرى الإتجار في المخدرات و الصغرى مخالفة مرورية). إذا لم يستطع الإدعاء إثبات التهمة الكبرى، سيقضي كلاهما عاما في السجن. إذا شهد أحدهما على الآخر و رفض الآخر الشهادة على الأول سيحصل الشاهد على البراءة و يقضي المشهود ضده أربع سنوات في السجن. لكن ...
إذا شهد الاثنان على بعضهما البعض سيقضي كل منهما ثلاثة أعوام في السجن

تعاون تعني تعاون المتهمين (اللاعبين) معا و خيانة تعني شهادة أحدهما -أو كلاهما- على الآخر
فمثلا الصف (تعاون) و العمود (خيانة) يعني أن اللاعب الأول لم يشهد ضد زميله (تعاون) في حين شهد الثاني على الأول (خيانة) و في هذا الحالة يحصل الأول على أربع سنوات في السجن في حين يخرج الثاني حراً طليقاً.
مصطلح اللاعب مأخوذ من أدبيات نظرية الألعاب Game Theory.

نجد هنا أن أي تفكير عقلاني يدفع كلا اللاعبين للخيانة!

لنأخذ اللاعب الأول كمثال:
  • إذا كان اللاعب الثاني متعاونا: في حالة تعاون اللاعب الأول كذلك يحصل الأول على عقوبة بالسجن لمدة سنة، لكن يمكنه -الأول- الحصول على نتيجة أفضل إذا خان الثاني.
  • إذا كان اللاعب الثاني خائنا: يحصل اللاعب الأول على عقوبة بالسجن أربع سنوات إذا كان متعاونا، و عقوبة أقل بالسجن ثلاث سنوات فقط إذا خان زميله بدوره.
نلاحظ هنا أنه بصرف النظر عن تصرف اللاعب الثاني فإن اللاعب الأول في وضعية أفضل في حالة قيامه بخيانة زميله و الشهادة ضده.
ليس هذا فقط بل نظرا لتماثل اللعبة، فإن اللاعب الثاني هو الآخر يحصل على نتيجة أفضل دائما في حالة خيانته لزميله.

تظهر هنا "المعضلة" في هذه المسألة حيث أن أي تفكير يُعلي المصلحة الشخصية يدفع اللاعبين للخيانة، رغم أن التفكير من منطلق المصلحة العامة قد يعرضهما لعقوبة أقل (سنة لكل منهما بدلا من ثلاث سنوات)

رغم أن التصرف النظري هذا لا يحدث في الحياة العملية كثيرا، لكن له أمثلة واقعية:
  • عدم التزام الدول باتفاقيات الحد من انبعاث الغازات السامة. نظرا لأن تكلفة الانتقال لمصادر طاقة بديلة صديقة للبيئة أعلى من مصادر الطاقة المضرة للبيئة.
  • استخدام اثنين من الرياضيين للمنشطات. إذا لم يكن أيهما يستخدمها فإن هناك دافع للاستخدام لكليهما للتفوق على الآخر  و إذا كان أحدهما يستخدمها بالفعل فإن الآخر مضطر لتقليد منافسه. هنا ينتهي بهما الحال لوضع متوازن لكنه أسوأ (الآثار الجانبية للمنشطات و احتمال انكشاف أمرهما)من لو أن كليهما لم يستخدم المنشطات منذ البداية .
للمزيد
https://en.wikipedia.org/wiki/Prisoner%27s_dilemma 

24 مايو 2013

أرقام منتظرة في رولان جاروس 2013

تبدأ بطولة رولان جاروس يوم الأحد القادم، و هي بطولة الجراند سلام الوحيدة التي تبدأ يوم الأحد. و هناك عدة أرقام قد تتحقق في تلك البطولة، منها:
  • نوفاك دجوكوفيتش
    1. في حالة فوزه باللقب سيصبح خامس لاعب في العصر المفتوح (رود ليفر، أندريه أجاسي، روجر فيدرير، رافائيل نادال) و الثامن في التاريخ (فريد بيري، دون بادج، روي إيمرسون) الذي يفوز بالبطولات الأربع الكبرى خلال مسيرته.
    2. في حالة فوزه باللقب سيصبح أول لاعب منذ 1992 يحقق ثنائية أستراليا المفتوحة-فرنسا المفتوحة في عام واحد. تُعتبر تلك الثنائية هي الأقل تحقيقا في العصر المفتوح فقد تحققت ثلاث مرات فقط(ليفر 1969، ماتس فيلاندر 1988، جيم كوريير 1992). قد يُعزى ذلك لكون بطولة أستراليا فقدت الكثير من أهميتها منذ منتصف السبعينيات حتى نهاية الثمانينيات و لم يكن يشارك فيها العديد من النجوم مثل بيورن بورج و جيمي كونورز و جون ماكنرو، لكن حتى منذ 1988 لم تتحقق تلك الثنائية إلا مرتين مقارنة بثلاث مرات مثلا للثنائية الأصعب رولان جاروس-ويمبلدون.
    3. في حالة فوزه باللقب على حساب رافائيل نادال و روجر فيدرير سيصبح أول لاعب يهزم الأسطورتين في نفس بطولة الجراند سلام مرتين مختلفتين(أمريكا المفتوحة 2011). حاليا يشارك ذلك الشرف مع خوان مارتين ديل بوترو (أمريكا المفتوحة 2009).
    4. في حالة فوزه على رافائيل نادال سيصبح أول لاعب يهزم حامل اللقب في البطولات الأربع الكبرى (روجر فيدرير 2008، 11 أستراليا المفتوحة & رافائيل نادال 2011 ويمبلدون & رافائيل نادال 2011 أمريكا المفتوحة)، لكنه لن يكون الأكثر عموما في الفوز على حامل اللقب (أجاسي 6، سامبراس 6، فيلاندر 5).
    5. في حالة فوزه على رافائيل نادال سيصبح أول لاعب يهزم نادال في كل البطولات الأربع الكبرى.
    6. في حالة وصوله لنصف النهائي سيكون ذلك للمرة الثانية عشر على التوالي في بطولة جراند سلام معززا بذلك مركزه الثاني خلف روجر فيدرير (23 نصف نهائي متتالي).
  • رافائيل نادال
    1. في حالة فوزه باللقب سيكون الثامن له في فرنسا المفتوحة (2005-08، 09-12) و بذلك سيصبح أول لاعب تنس في التاريخ يفوز بنفس بطولة الجراند سلام ثمان مرات. الرقم القياسي هو سبعة (ويليام رينشو، بيت سامبراس، روجر فيدرير في ويمبلدون & ريتشارد سيرز، ويليام لارند، بيل تيلدين في أمريكا المفتوحة & نادال في فرنسا المفتوحة)
    2. في حالة فوزه باللقب سيكون حقق إنجاز الفوز ببطولة جراند سلام واحدة على الأقل في تسع سنوات متتالية. الرقم القياسي الحالي هو ثمان (بورج 1974-81، سامبراس 1993-2000، فيدرير 2003-10، نادال 2005-12).
    3. في حالة فوزه باللقب سيكون أول لاعب في التاريخ يفوز بثمان مباريات نهائية في نفس بطولة الجراند سلام دون خسارة.
    4. في حالة فوزه باللقب سيصبح أول لاعب في التاريخ يحقق رقما قياسيا في بطولة جراند سلام أعلى من الرقم القياسي لنفس البطولة لفردي السيدات (كريس إيفرت 7 ألقاب).
    5. في حالة فوزه باللقب سيكون الثاني عشر له في بطولات الجراند سلام و يتقدم على ليفر و بورج (11) و يصبح في المركز الثالث مع إيمرسون (12) خلف فيدرير (17) و سامبراس (14).
    6. في حالة فوزه باللقب دون خسارة أي مجموعة سيعادل رقم بيورن بورج بالفوز بثلاث بطولات كبرى دون خسارة أي مجموعة (فرنسا المفتوحة 2008، 10)، و سيكون الأول الذي يفعلها في نفس البطولة (بورج مرتان في رولان جاروس و مرة في ويمبلدون).
    7. في حالة فوزه بخمس مباريات على الأقل و أكثر بثلاث مباريات على الأقل من روجر فيدرير سيصبح صاحب أكبر عدد من الانتصارات في رولان جاروس (جييرمو فيلاس 56، فيدرير 54، نادال 52).
    8. في حالة فوزه على نوفاك دجوكوفيتش سيعادل الرقم القياسي بالفوز على أحد اللاعبين في نفس بطولة الجراند سلام أكثر من أربع مرات (أيضا نادال على فيدرير خمس مرات في رولان جاروس). أيضا سيعزز رقمه القياسي بالفوز على المصنف الأول في بطولة جراند سلام للمرة السابعة (نادال 6، بوريس بيكر 5).
    9. في حالة فوزه على روجر فيدرير سيصبح أول لاعب يفوز على نفس اللاعب أكثر من ثمان مرات في البطولات الكبرى (نادال على فيدرير 8، فيدرير على روديك 8، فيدرير على هيويت 8).
    10. في حالة خسارته المباراة النهائية سيصبح ثاني لاعب في العصر المفتوح (فيدرير) و الثالث في التاريخ (ليفر) الذي يفوز و يخسر في المباريات النهائية لكل البطولات الأربع الكبرى.
  • روجر فيدرير
    1. في حالة فوزه باللقب سيصبح اللاعب الأول في العصر المفتوح و الثالث في التاريخ (ليفر، إيمرسون) الذي يحقق كل من البطولات الأربع الكبرى مرتين على الأقل.
    2. في حالة فوزه باللقب سيعزز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين فوزا بألقاب الجراند سلام في التاريخ (فيدرير17، سامبراس 14).
    3. في حالة فوزه باللقب سيصبح ثالث أكبر لاعب يحقق فرنسا المفتوحة في العصر المفتوح (أندريس جيمنو 1972 في سن 34 عاما 10 أشهر، كين روزوول في 1968 في سن 33 عاما 7 أشهر). 
    4. في حالة وصوله للنهائي سيعزز رقمه القياسي بالوصول للنهائي رقم 25 في بطولات الجراند سلام (17 فوز و 7 خسائر).
    5. في حالة فوزه بثلاث مباريات على الأقل مع عدم فوز نادال بثلاث مباريات أكثر منه أو في حالة فوزه بخمس مباريات بغض النظر عن نتيجة رافائيل نادال سيصبح اللاعب الأكثر فوزا بالمباريات في فرنسا المفتوحة (فيلاس 56، فيدرير 45، نادال 52). و في كل الأحوال سيحمل هذا اللقب لعدة أيام على الأقل إذا فاز بثلاث مباريات في بطولة هذا العام.
    6. في حالة وصوله لربع النهائي سيكون ذلك للمرة رقم 40 في بطولة كبرى، متخلفا عن جيمي كونورز(41) بمرة واحدة فقط، و قد يحطم الرقم هذا العام. كما سيكون ذلك للمرة 36 على التوالي في بطولة كبرى... 9 سنوات.
  • ثنائيات
    1. في حالة وصول رافائيل نادال و روجر فيدرير للمباراة النهائية سيعادلان الرقم القياسي للقاءات في البطولات الكبرى (فيدرير و دجوكوفيتش 11 مرة). في نفس الحالة سينفردان أيضا بالرقم القياسي للمقابلات في نفس البطولة الكبرى برصيد 6 لقاءات (فيدرير و نادال 5 مرات في رولان جاروس & ليندل و كونورز 5 مرات أمريكا المفتوحة & ليندل و ماكنرو 5 مرات أمريكا المفتوحة & فيدرير و دجوكوفيتش 5 مرات أمريكا المفتوحة).
    2. إذا التقى رافائيل نادال و نوفاك دجوكوفيتش سيكون ذلك للمرة العاشرة في البطولات الكبرى (فيدرير و نوفاك 11، فيدرير و نادال 10). سيعادلان أيضا الرقم القياسي للمقابلات في نفس البطولة الكبرى برصيد خمس مرات (فيدرير و نادال 5 مرات في رولان جاروس & ليندل و كونورز 5 مرات أمريكا المفتوحة & ليندل و ماكنرو 5 مرات أمريكا المفتوحة & فيدرير و دجوكوفيتش 5 مرات أمريكا المفتوحة)..
هذا بعض من كل بطبيعة الحال و قد تفاجئنا البطولة بأرقام قياسية غير متوقعة!