01 يونيو 2013

لعنة البامبينو

يُطلق مصطلح "لعنة البامبينو" على المصير الذي لازم فريق بوسطن ريد سوكس للبيسبول بعد أن قام ببيع لاعبه بيب روث، المشهور بلقب "البامبينو" إلى فريق نيو يورك يانكيز في عام 1920.
قبل إتمام البيع كان فريق الريد سوكس أكثر أندية أمريكا فوزا بالسلسلة العالمية، في حين كان اليانكيز فريقاً متواضعاً للغاية و لم يسبق له حتى التأهل للسلسلة العالمية.
كل هذا تغير بعد انتقال روث من بوسطن إلى نيويورك، فقد فشل الريد سوكس في الفوز بالسلسلة العالمية لمدة 86 عاماً (من 1918 حتى 2004) في حين أصبح اليانكيز أكثر الأندية نجاحا في تاريخ دوري كرة القاعدة الأمريكي بحصد 27 لقباً من إجمالي 40 مباراة في السلسلة العالمية.

يُعتبر روث في رأي الكثيرين من محللي اللعبة أفضل لاعب بيسبول في التاريخ، و رغم أنه كان نجماً متألقاً في صفوف الريد سوكس، إلا إن سبب رحيله لايزال غامضاً حتى الآن.
تناثرت شائعات أن سبب رحيله كان رغبة مالك الفريق في الحصول على بعض الأموال لتمويل مسرحية يقوم بإنتاجها في برودواي، يؤكد هذا قيامه ببيع عديد من لاعبيه على مدار السنوات اللاحقة لليانكيز لهذا الغرض، لكن ينفي هذا الاحتمال أن المالك أنتج بالفعل أكثر من مسرحية ناجحة قبل تمويله للمسرحية المزعومة.
من المحتمل أيضا أن يكون سبب بيع روث مطالبته بزيادة كبيرة في راتبه (20 ألف دولار في عام 1919، أكثر من 200 ألف دولار بأسعار اليوم) أو وجود دين على مالك النادي للمالك القديم.

بغض النظر عن أسباب البيع، فإن غرض المالك كان شراء عديد اللاعبين بالثمن الذي حصل عليه جراء بيع روث، لتقوية فريقه في كل المراكز، و يؤكد أنه كان يُفضل أن تكون الصفقة تبادلية لا مادية، بمعنى أن يحصل على لاعبين آخرين مقابل روث عوضاً عن المال، لكنه يقول إن أي فريق لم يكن ليقبل بهذا العرض، فروث -في رأيه- لا يمكن مبادلته بدون تدمير الفريق الذي يحصل عليه  بهكذا مقابل.

رغم هذا، فإن تلك الخطة لم تنجح، و بدأت أسطورة اليانكيز و انزوى الريد سوكس في غياهب النسيان.
ما زاد الطين بلة، قيام مالك النادي ببيع المزيد من لاعبيه لليانكيز في السنوات التالية.

الغريب أن مصطلح "اللعنة" لم يكن له وجود حتى التسعينيات، حين قام أحد كتاب صحيفة بوسطن جلوب بتقديمه لأول مرة في كتاب بنفس العنوان "لعنة البامبينو". أيضا لا وجود لمصطلح اللعنة في صحف نيويورك حتى مطلع التسعينيات.

على أي حال، بعد سنوات عجاف و خسارة السلسلة العالمية أربع مرات في المباراة السابعة، و سماع صيحة "1918" في كل مرة يذهب الفريق لملعب اليانكيز تذكيرا بآخر سنة فاز فيها بوسطن بالسلسلة العالمية، فإن الريد سوكس أنهوا اللعنة بأفضل طريقة ممكنة.
متأخرين بنتيجة 3-0 في سلسلة من سبع مباريات في نهائي الدوري الأمريكي -المرحلة الأخيرة قبل السلسلة العالمية- ضد اليانكيز، عاد فريق الريد سوكس ليفوز بالمباريات الأربع التالية، ليصبح أول فريق في تاريخ دوري البيسبول يحقق إنجاز العودة بعد التأخر بنتيجة 0-3، و يتأهل لنهائي السلسلة العالمية، ليفوز على فريق سانت لويس كاردينالز بنتيجة 4-0، لينهي انتظاراً دام 86 عاماً و يقضي على اللعنة إلى الأبد.

للمزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق