29 ديسمبر 2013

ويكيبيديا كمصدر

يُعتبر ذِكر ويكيبيديا كمصدر أثناء نقاش في عالمنا العربي كارتكاب الخطيئة الثامنة.
منذ بضعة أشهر ثار جدل واسع في مصر حين أخطأ الرئيس السابق محمد مرسي في ذِكر بعض المعلومات و اشتدت المعركة الإلكترونية بين أنصاره و معارضيه حول صحة هذه المعلومات.
و أدلى بعض كبار الكتاب في مصر بدلوهم في وسط هذه المعركة و هجموا هجوما ضارياً على من تحجج بويكيبيديا كمصدر لمعلوماته و من هؤلاء المهاجمين رئيس اتحاد كتاب مصر -و المتحدث الرسمي للجنة تعديل الدستور الأخيرة- السيد محمد سلماوي. اضغط هنا.

مما قاله السيد سلماوي نصا
هذه المواقع ليست مراجع علمية يمكن الاعتماد عليها، لكننا، بمستوى تعليمنا المتدنى وبتقديسنا الساذج لوسائط الاتصال الحديثة، اعتبرنا كل ما يرد على الإنترنت منزهاً عن الخطأ، لدرجة أن وصل الأمر لأن تجد من يردد أمامك معلومة يتصور أنها علمياً سليمة لمجرد أنها وردت على الإنترنت.

ما يثير دهشتي هنا هو ربط الكاتب لمستوى التعليم المتدني بالاعتماد على الإنترنت كمصدر للمعلومات في حين إن الأساتذة في أعرق جامعات العالم كثيراً ما ينصحون طلابهم باللجوء لويكيبيدا للحصول على خلفية عن موضوع ما

هنا مثلا خصصت جامعة هارفارد صفحة كاملة للحديث عن استخدام ويكيبيديا كمرجع و تؤكد الجامعة "العريقة" إنه لا خطأ في استخدام ويكيبيديا كمصدر لمعلومة بسيطة أو كمدخل لفهم موضوع ما، لكنها تحذر من استخدام دائرة المعارف في البحث العلمي و هو ما لا ينفيه موقع ويكيبيديا نفسه حيث خصص صفحة على الموقع للتحذير من ذلك هنا.

إن الجدال وقتها لم يكن حول أحد البحوث الجديدة أو الاكتشافات العلمية المهمة، و رغم إن ورود تلك المعلومات على لسان رئيس الجمهورية الذي من المفترض يستعين بكاتب محترف لصياغة خطاباته يعتبر خطئا فادحا، إلا إن الهجوم المعتاد من "المثقفين" المصريين و العرب عموما على ويكيبيديا يدعو للاستغراب خصوصا مع علمنا بأن المصادر التاريخية عادة ما يشوبها التحيز لوجهة نظر كاتبها و تبرير مواقف بعينها و التغاضي عن أحداث معينة و تزوير روايات وغيرها من الأمور المعتادة ولا يفرق هنا أن يكون الراوي كاتبا كبيرا أو مراهق من وراء لوحة مفاتيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق