21 مارس 2010

عضوية بديلة


في خلال رحلتي في عالم المنتديات العربية على الإنترنت، لفت نظري بعض الظواهر التي تستحق التسجيل، لعل أبرزها ظاهرة العضويات البديلة التي تكاد تكون السمة الأبرز لواحد من أكبر المنتديات العربية على الإطلاق.

كانت بداية هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لتقييد عدد المشاركات اليومية في المنتدى. طبعا نتيجة وقت الفراغ الكبير الذي يعيشه الشباب العربي، كان هناك الكثيرون ممن يقضون ساعات طويلة على المنتدى، و لم يكن يكفيهم العدد المحدود للمشاركات.

مع ازدياد المشاركين و اختلاف جنسياتهم، بدأ تقسيم و عزل المنتديات العربية الرياضية، كل بلد لها منتداها الخاص. بطبيعة الحال كان هذا التقسيم رغبة في البعد عن المشاحنات التقليدية بين العرب، و تفاخرهم الإقليمي. المهم أن هذا التقسيم لم يحد من المشاحنات بل كان سببا رئيسيا في انتشار ظاهرة العضويات البديلة التي يلجأ صاحبها لاستخدامها في أحط أنواع الاستفزازات بكل وقاحة نظرا لأنه مطمئن كل الاطمئنان على عضويته الأصلية، فمهما حدث العضوية الأصلية في أمان.

المثير هو أنني لا أفهم حقيقة كيف يقبل هؤلاء مثل هذا التعايش. واضح جدا أن من يفعل هذا عنده خلل نفسي رهيب!!

كيف يسجل بعضوية بديلة ليسب و يشتم و يهين و في نفس الوقت يحافظ على صورته الجميلة بالعضوية الأصلية؟؟

تسأله فيقول لك أنه مضطر، أو أنه لم يستطع السكوت على إهانة بلده.

تسأله لماذا لم تفعلها بالأصلية، فيكون الجواب هو أنه يخشى عليها!!

عجبي لك يا زمن

إذا كنت تقول الحق، فمم تخش؟؟

أم أنك لا تقول الحق؟؟

أم أنك لا تدري أين الحق؟؟

الطريف أني شاهدت الكثيرين ممن يعتقدون أنفسهم رجالا أقوياء يتذللون من أجل رجوع عضويات مقفولة، لا لشيء إلا لحزنهم على تاريخ العضوية المشرف، الذي لا أدري ما هو بالضبط. الكل يعرفك سواء كنت بهذه أو تلك، فلماذا هذا التخفي؟؟

ازدواج شخصية؟؟
ربما

هذا لا يمنع كون بعض العضويات البديلة لها أغراض أخرى؛ محدودية عدد المشاركات أو الرسائل أو غيرها، و هي ما تعني حالة من الفراغ التام لصاحبها.

مشكلة كبيرة حقا.

لكن المشكلة الأكبر هي أن تجد أحد الأعضاء البارزين يملك عضوية بديلة كل الغرض منها هو الردود البذيئة و الهجوم المستتر، و مع ذلك يشهد له الجميع بحسن الخلق لأنهم لا يعلمون سوى عضويته الأصلية.

أما الأسوأ، فهو أن يرضى شخص بكامل إرادته أن يكون ذيلا لغيره، يرد أينما رد، و يدافع ضد أي هجوم على سيده، لا لشيء إلا لأنه ارتضى من البداية أن يكون التابع...

أو بلغة المنتديات، أن يكون مجرد عضوية بديلة.

هناك تعليقان (2):

  1. double life

    لم تكن لدي مشكله مع أصحاب العضويات البديله الذين لا يتغيرون, فهم هنا كما هناك ولا يوجد فرق. لكن أن ترى النقيض, الإنسان الخير والإنسان الرديء, والمشكله أنت تعلم أنه هو, وهو يعلم أنك تعلم ولا مشكلة لديه.
    المسألة مسألة مبدأ, وهؤلاء أصحاب الوجوه المتعدده لا يملكون من المبادئ شيئاً, في النهايه يبقى العضوية الأصليه " للتاريخ" والثانيه يتركها في مزبلته, كما يعتقد.

    أوليس الإنسان محاسباً على كل مايقوله, سواءً مباشرة أم من وراء أقنعه؟!!

    ردحذف
  2. متفق معك تماما. أعتقد أن المشكلة كلها تكمن في جزئية واحدة، هل يعلمون أنهم يعصون الله و أنهم قد يدخلون النار جزاءا لما ينطقون به؟؟ أم أن الخوف كله من قانون المكان و أصحاب السلطة؟؟ منذ سنوات كان هناك عمود يومي في صحيفة أخبار اليوم، يكتبه صحفي مجهول اتحت اسم أنور وجدي. لم يكن أحد يعرف هويته الحقيقية، حتى جاء يوم إقالة رئيس التحرير، فكان آخر يوم لأنور وجدي في الكتابة على صفحات الجريدة، و عرف الكل أنه الوجه الآخر لرئيس التحرير الذي اشتهر بموالاة الحكومة، فيما ترك لبديله حرية النقد!!

    ردحذف