06 مارس 2012

صخرة طانيوس - أمين معلوف

ثاني رواية أقرأها لأمين معلوف بعد سلالم الشرق
الرواية منسوجة بحرفية عالية جدا
تدور حول الخيانة، هل أبوك هو أبوك حقا؟
و الشجاعة، هل يمكن لمن ظل طوال عمره خانعاً أن تتدفق الشجاعة في عروقه في لحظة ما، و ما السبب يا تُرى؟
و الحب، هل يبقى نقياً؟ و هل يمكن أن يستمر من طرف واحد؟
مع وصف لطبيعة الحياة الاجتماعية في قرى الجبل اللبنانية أثناء الحكم العثماني و لمحة تاريخية عن الصراع الذي بلغ أشده وقتها بين المصريين و العثمانيين و البريطانيين
تكتشف كيف تكون الحروب الكبرى متوقفة على قرية صغيرة جدا، من يسيطر عليها قد يحوُّل دفة المعركة لصالحه
تبدو في الرواية كذلك روح التسامح بين أهل الجبل رغم اختلاف عقائدهم، و كأن الكاتب -الذي يكتب رواياته أصلا باللغة الفرنسية، ثم يتم ترجمتها للعربية- يسعى لنشر صورة إيجابية عن المنطقة العربية في الغرب، و هو أمر لاحظته أيضا في رواية سلالم الشرق.

ستحبها إن كنت من عشاق التاريخ، أو قارئا دائما للكاتب

الأجزاء التالية مقتطفات من الرواية، لا تقرأها إن كنت لم تقرأ الرواية بعد و تريد الاستمتاع بها

قال لي جبرايل: "أسوأ ما في الأمر أن بيت البغّال انهار. كان مبنى قديماً تكوًّمت فيه آلاف الكتب من كل الأنواع. كان كنزاً للأسف! ذاكرة جبلنا! و كان نادر في جولة بعيداً عن كفريبدا. و لما عاد بعد أسبوع، ذاب الثلج، و تحلَّلت كل مكتبته في الوحل. و يقال إنه كان يملك بين كتبه .......".
لم أعد أصغي إليه، فقد استوقفتني الجملة التي تلفظ بها.
- أسوأ من ذلك، تقول؟ أسوأ من مصرع الضحايا الثلاثين؟
لمعت في عينينه شرارة الاستفزاز.
_ أو بالقدر عينه من السوء، على الأقل. فحين تحلُّ كارثة، أفكر بالتأكيد بالناس و معاناتهم، و لكني أخشى كذلك على معالم الماضي.
- الحجر بقدر البشر؟
- افهمني، تلك الأحجار المصقولة، تلك الأوراق التي كدَّ عليها المؤلف أو الناسخ، تلك اللوحات المرسومة، تلك الفسيفساءات، إنها كذلك أجزاء من البشرية، و هي بالضبط ذلك الجزء منا الذي نرجو أن يكتب له الخلود. فأي فنان يود البقاء بعد فناء لوحاته؟

غريب أني قرأت هذه الرواية بعد أحداث حرق المجمع العلمي في مصر، و كانت هناك ردود أفعال مماثلة!!
البعض تباكى على  الكتب و المخطوطات أكثر من بكائه على البشر

فماذا لو اعترف لجريس أن تلك الفتاة التي توعد بالانتحار لأجلها، تلك الفتاة التي جعله يتحول إلى قاتل بسببها، لم تعد تشغل باله بكل بساطة!
..........
أليس حرياَ به أن يطلب الصفح من جريس؟ لا، فمن الأفضل أن يدعه يتوهم بأنه اقترف جريمة نبيلة و ضرورية
مُحزِن، لكنه يحدث... ربما ليس في جرائم قتل، لكنه يحدث

بسبب تساهلهم، جعلوا من الشيخ طاغية مزاجياَ، و بسبب خبثهم، جعلوا من خليفته مجنوناَ
تُرى إلى أين تسير دول الربيع العربي، و من بينها مصر؟

-لقد قال الباشا إن كل بيت يضم سلاحاَ نارياَ في هذا الجبل، هل تعتقد أنه يكذب؟
- لا، بل صدق بالتأكيد
القائد المُلهَم، الذي لا ينطق عن الهوى ...... الفرعون

-لقد رأتني، و رأيت أنها قد رأتني. فهذه ليست سرقة بل نهباَ!
- و ما الفرق؟
- البائسون يسرقون أما النهب، فهو كالحرب، يمارسه الفرسان و النبلاء.
 منطق!!

- أو تعتقد أنها كانت جميلة كما يقال عنها؟
بدا سوالي له و كأنه الكفر بعينه.
- بل و أجمل من ذلكّ كانت أجمل امرأةّ! فاتنة من رأسها إلى أخمص قدميها............
 :)

هناك تعليقان (2):

  1. قرأتها من سنتين ربما، للأسف لا أتذكر التفاصيل وإلا كنت ناقشتك فيها أكثر
    أعجبني حين ذكر بأن الله يخرج في كل قرية مجنونا يكشف أسرارها، هي كانت في صخرة طانيوس صحيح؟

    " فمن الأفضل أن يدعه يتوهم بأنه اقترف جريمة نبيلة و ضرورية"
    ربما من الأفضل ان تدع الآخرين يعيشون في وهم إن لم تجلب لهم الحقيقة إلا تعاسة، ولا فائدة منها ولن تغير شيئاً، وقد يكون حفظك لراحة بال هذا الإنسان الذي قبالتك أهم من حقيقة قد تقلب موازينه الشعوريه بدون أن تصل به إلى مرسى يرتاح إليه ..

    لكن هل يفوت وقت الحقيقة حقا؟

    من يدري !

    ردحذف
  2. نعم هي التي تحوي هذه العبارة، و كنت أريد كتابتها لكن لم أتذكرها حين كتبت البوست... أنا انتهيت من الرواية منذ شهر تقريبا

    حسب الموقف
    لا توجد إجابة صحيحة مائة بالمائة على أي سؤال ما لم تتم دراسة كل الجوانب المتعلقة به

    ردحذف