17 أبريل 2012

كيف يفكر المجلس العسكري (2) عن نظرية المؤامرة

في الأيام الأخيرة، بسبب ترشح خيرت الشاطر ثم عمر سليمان لمنصب رئيس الجمهورية ثم استبعادهما مع آخرين، أخذت التحليلات تتخبط و أصبحت نظرية المؤامرة مثار سخرية و تهكم
هنا مثال
اضغط على الصورة لتكبيرها أو اذهب لمصدر الكلام هنا

لم أكن أتوقع أن أقرأ هذا الكلام، خاصة من أحد الأذكياء مثل وائل غنيم
صحيح أن الشعب المصري يعشق الإفتاء بعلم و غير علم في أي شيء و كل شيء، إلا أن المجلس العسكري أثبت خلال ما يزيد على أربعة عشر شهرا أنه يتآمر على مستقبل البلد

دعونا نعد للوراء قليلا

الموقف الأول:
1- بعد معركة الجمل، يا جماعة الجيش عمره ما هياخد صفنا و مبارك قائدهم الأعلى و رجل عسكري و هم بيقدروه و يستحيل يخلعوه
2- بعد التنحي، يا جماعة كان لازم الجيش يعمل كده و يضحي برأس النظام عشان يضمن استمرار سيطرته على الدولة و يظهر بمظهر حامي الثورة

الموقف الثاني:
1- قبل الاستفتاء، "نعم" هي اللي هتخلي المجلس العسكري يستمر في الحكم أطول.... "لا" هي اللي هتعمل كده
2- بعد الاستفتاء، مكنتش فارقة كتير و المجلس العسكري ضحك علينا كلنا و نفذ اللي هو عايزه و هو التفريق بيننا و ده اللي هيخليه يستمر في الحكم أطول

الموقف الثالث:
1- قبل انتخابات البرلمان، المجلس يستحيل هيعمل انتخابات بالعكس هيتسبب في فوضى عشان تتأجل و يعلن الأحكام العرفية
2- بعد الانتخابات، ما هو أصلا العسكري عارف إن البرلمان ملوش صلاحيات و ضحك على الإخوان.

قد تبدو تلك التحليلات متناقضة للوهلة الأولى، لكنها ليست كذلك
التحليلات ثابتة على خط استراتيجي واحد "المجلس العسكري يتأمر على الثورة، و لن يسلم الحكم -بسهولة على الأقل- لمدنيين" لكنها تختلف في التكتيك المتبع لتحقيق ذلك "سحق المتظاهرين أم خلع مبارك" ، "استفتاء أم لا" ، "انتخابات أو لا انتخابات"

الفارق بين الاستراتيجية و التكتيك هو كالفارق بين الخطوط العريضة لخطة ما و تفاصيل هذه الخطة
الاستراتيجية هي الخطوط العريضة و التكتيك هو التفاصيل
و ليس من الضروري لمن يتوقع إحداهما أن يستنتج بالتأكيد الأخرى
ثم إن أي شخص لا يستطيع تحليل جميع المواقف المستقبلية بنسبة 100%
لا أحد يهبط عليه الوحي مثلا لكي يدعي معرفته الأكيدة بالغيب

و هناك أسباب كثيرة قد تجعل المجلس العسكري يغير تكتيكه للمحافظة على استراتيجيته الرئيسية منها
- الانحناء أمام العاصفة
- التنازل عن بعض المكاسب الصغيرة من أجل تحقيق مكاسب أكبر
- التنازل عن أحد المكاسب مؤقتا و استرداده بطريقة شرعية فيما بعد

الخلاصة أن هناك عديد العوامل التي قد تجعل المجلس العسكري يغير خطته و طريقة تفكيره -دون الاستغناء عن الهدف الأصلي- و في هذه الحالة يصبح تقييم التحليل القديم بناءا على الوضع الجديد عملية غير سليمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق