16 أبريل 2012

كيف يفكر المجلس العسكري

من أكثر الأمور إثارة للجدل هذه الأيام هي توقع الخطوة القادمة للمجلس العسكري. المشكلة حين يقوم أحد الأذكياء بمحاولة تفسير أفعال المجلس يراها بدائية و "خايبة" و العكس حين يفعل ذلك أحد محدودي الذكاء، فتبدو له أفعال المجلس عبقرية
أنا لست مع هذا الرأي أو ضده
المجلس العسكري ليس عبقريا و لا غبيا كذلك
هم يعرفون مجموعة من القواعد يطبقونها بحذافيرها
إحدى هذه القواعد هي تلك المستخدمة في الهجوم
الهجوم العسكري لا يتم على محور واحد و لا اثنين بل على ثلاثة محاور
1. اتجاه الهجوم الرئيسي: و هو الأصل
2. اتجاه الهجوم الثانوي: أو ما يعرفه العامة باسم الخطة (ب) في حالة فشل الهجوم الأصلي
3. اتجاه الهجوم الخداعي: لتشتيت أنظار العدو

و الحقيقة أنه لا يوجد مانع من نقل مركز ثقل الهجوم على أحد الاتجاهات الثلاثة في حالة تحقيقه لنجاح كاسح و/أو مواجهة صعوبات على الاتجاهين الآخرين.
مثلا في حالة تحقيق الهجوم الخداعي لمفاجأة العدو و وجود فرصة لمحاصرته و تطويقه مع وجود صعوبات في الهجوم الرئيسي يصبح من الغباء عدم نقل بعض القوات و المجهود باتجاه هذا المحور لضمان النصر.

تذكرت هذا و أنا أقرأ تحليلات البعض عن سؤال الساعة "من هو مرشح المجلس العسكري في انتخابات الرئاسة، إن كان له مرشح أصلا؟"
الحقيقة أن الكثيرين يخطئون في توقع خصم المجلس العسكري لأنهم يفترضون أنه سيكون له مرشحا واحدا. و هذا رغم أنه يتنافى مع قواعد الهجوم في العلم العسكري إلى أنه يتنافى كذلك مع مبدأ بسيط آخر و هو "لا تضع البيض كله في سلة واحدة"

المجلس العسكري ليس له مرشح واحد في هذه الانتخابات بكل تأكيد لعدة أسباب أولها أنه لن يغامر بخسارة إرث 60 عاما في حالة فشل هذا المرشح، و ثانيها أنه بذلك سيعطي الفرصة للقوى السياسية للاتفاق على مرشح واحد لمواجهته (حتى لو كان في مرحلة الإعادة فقط) و ثالثها أنه يطبق مبادئه العسكرية التي لا يعرف غيرها.

لكل هذه الأسباب لا أفترض وجود مرشح وحيد للمجلس العسكري في انتخابات الرئاسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق