08 أبريل 2010

الذكرى الأربعون لمذبحة بحر البقر .. الدرس انتهى لموا الكراريس


الثامن من إبريل 1970م
التاسعة و عشرون دقيقة صباحا

إسرائيل تقرر ضرب أهداف مدنية، للضغط على مصر، و إجبارها على قبول مبادرة روجرز، و الموافقة على وقف حرب الاستنزاف.
طائرات الفانتوم تهاجم مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بقرية بحر البقر، مركز الحسينية، محافظة الشرقية.
إطلاق صاروخين و 5 قنابل على مبنى المدرسة بفصوله الثلاثة.
مصرع 31 طفلا و إصابة 26 آخرين من تلاميذ المدرسة.
إجمالي 77 مصابا و جريحا من المدنيين(من ضمنهم الأطفال).
4 مصابين من العسكريين.

طبعا كالمعتاد ادعت إسرائيل أنها قصفت أهدافا عسكرية، في حين اكتفت دول العالم باستنكار المذبحة. و لم تصدر أي إدانة للمذبحة من مجلس الأمن.

يروي " التلميذ " أحمد الدميري – أحد المصابين فى الغارة الجبانة ما حدث كما رآه وهو طفل صغير فيقول :
كان الطيران الإسرائيلي يحلق فوق منطقتنا كالعادة منذ يونيو 1967م ، ولكن في هذا اليوم كان وضع الطيران غريباً جداً فقد كان منخفضاً جداً ، وأثناء تواجدي في الفصل سقط مني قلمي الرصاص أسفل المقعد فنزلت أبحث عنه ، ولم أشعر بما حدث إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من الغيبوبة في المستشفى ، وكانت إصابتي نتيجة الغارة عبارة عن كسر في الجمجمة وكسر بالساق اليسرى وجرح نافذ أسفل العين .
وبسبب هذه الإصابات أعاني حتى اليوم معاناة شديدة لاتختلف عن معاناة أطفال غزة والعراق ، حينما يتعمد الطيران الحربي الصهيوني والأمريكي المجرم الطيران على ارتفاعات منخفضة ليصيب الأطفال بالرعب والفزع .
ويستكمل " التلميذ " عاطف الطحاوي – قائلاً :
تم قصف المدرسة بعنف حتى أصبحت كومة من الرماد وسقط العديد من زملائنا شهداء ، ولم يستطع العالم المتحضر أن يفعل شيئاً يتجاوز الإدانة ، ورغم ذلك فكيف نلوم عليهم إذا كانت دولتنا لم تراعينا أو تحتفي بنا أو بأسر الشهداء كما ينبغي وكما نستحق ، فإن ما حدث بالنسبة لنا لم ينته فما زلنا نعيشه باستمرار فى اليقظة والمنام ، وكان جزاؤنا أن تقوم وزارة الشئون الإجتماعية في عام 2004م بإيقاف المساعدات المالية التي منحتها لنا من عام 2000م !!!!!
وبأسى شديد يتابع " التلميذ " سعيد سليمان متولي – بالقول :
إن المساعدات ضرورية لنا برغم ضآلتها ، حيث كان يصرف لأسرة الشهيد مبلغ 150 جنيهاً ، ولأسرة المصاب مبلغ 100 جنيه في العام ! ، ولا تصرف لنا إلا بعد أن نسمع كلام – يسم البدن – من موظفي تأمينات الحسينية لأننا كما يقولون " عالة عليهم ومهماش ناقصين قرفنا " !!! .
أما رفعه مجاور عسر – والدة الشهيد محمد – فتقول :
لقد تم منع المساعدات المالية عنا ولم يخصص لأسر الشهداء أى معاش أسوة بباقي الشهداء الذين فقدتهم مصر في الحروب ، وكأن أبنائنا ليسوا شهداء ، أو كأننا من الأثرياء ولا نحتاج لمعاش برغم أننا " أغلب من الغلب " ، ولا نملك أى مصدر للدخل يساعدنا على الحياة .
والدة الشهيد إبراهيم – نبيله علي محمد حسن – بكت وهي تقول :
فقدت ابني في الغارة ، حيث ذهبت لأجده مفتوح الرأس على " التخته ومافيهوش نفس " ، والآن نحن فقراء ومحتاجون ومرضى ولا نملك مصاريف العلاج ، فلماذا لاتصرف لنا الحكومة معاش يساعدنا ويحسسنا اننا قدمنا أبنائنا فداء الوطن ؟؟ .

يقول والد الشهيد محسن سالم عبد الجليل محمد، وهو يحكي عن يوم استشهاد ابنه وفلذة كبده الذي كان في الصف الأول الابتدائي:-
ذهبت للحقل في صبيحة هذا اليوم وذهبت أم محسن لزيارة بعض الأقارب وأراد محسن أن يذهب معها لكنها رفضت، وأمرته أن يذهب إلى المدرسة، وبينما أنا في الحقل رأيت الطائرات تحلق منخفضة فوق المدرسة، وبعدها سمعت دوياً شديداً فهرولت تجاه الدخان المتصاعد، فقابلني ابني الآخر، وقال لي:- المدرسة انضربت ومحسن هناك، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا وسط بركة من الدماء تسبح فيها أشلاء الأطفال، وظللت أبحث عن فلذة كبدي، فوجدته وقد فارق الحياة، فسلمت أمري لله وذهبنا لدفنه.


فيلم تسجيلي


بعض أسماء الشهداء :

1. أحمد أنس الباشا.
2. طه عبد الجواد طه.
3. عادل مصطفى خميس.
4. سامي إبراهيم قاسم.
5. محمد أنور أحمد العناني.
6. كحلاوي صابر فتحي حسين.
7. طارق نبيل أبو زيد حسن.
8. ممدوح بدر علي محمود.
9. وليد إبراهيم إبراهيم حسن.
10. أحمد علي عبد العاطي أحمد.
11. نجاة محمد حسن خليل.
12. صلاح محمد إمام قاسم.
13. أحمد عبد العال السيد.
14. محمد حسن محمد إمام.
15. زينب السيد إبراهيم عوض.
16. محمد السيد إبراهيم عوض.
17. محسن سالم عبد الجليل محمد
18. حسن محمد السيد الشرقاوي
19. إيمان الشبراوي طاهر
20. بركات سلامة حماد
21. فاروق إبراهيم الدسوقي هلال
22. محمود محمد عطية عبد الله
23. جبر عبد المجيد فايد نابل
24. محمد أحمد محرم
25. محمد صبري محمد الباهي




كتب صلاح جاهين و لحن سيد مكاوي و غنت شادية

الدرس انتهى لِمّوا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سال
فى قصر الأمم المتحدة
مسابقة لرسوم الأطفال
إيه رأيك فى البُقع الحمرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لِطفلة مصرية سمرا
كانت من أشهر تلاميذى
دمّها راسم زهرة
راسم راية ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نار
راسم عار
عـ الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى
لِمُّوا الكراريس
إيه رأى رجال الفكر الحر
فى الفكرة دى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود فى المر
لكن كان حلو ضحوك الفم
دم الطفل الفلاح
راسم شمس الصباح
راسم شجرة تفاح
فى جناين الإصلاح
رسام تمساح
بألف جنــاح
فى دنيا مليانة بالأشباح
لكنها قلبها مرتاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس
إيه رأيك يا شعب يا عربى
إيه رأيك يا شعب الأحرار
دم الأطفال جايلك يجرى
يقول انتقموا من الأشرار
ويسيل على الأوراق
يتهجى الأسماء
ويطالب الأباء
بالثأر للأبناء
ويرسم سيف
يهد الزيف
ويلمع لمعة شمس الصيف
فى دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتهى لِمّوا الكراريس

هنا د. أحمد خالد توفيق يكتب عن المذبحة

هناك 4 تعليقات:

  1. منك أعرف هذا لأول مره .. غريب حقاً
    فعلاً يدفن الأبرياء من أجل صراعات الكبار ولا يتذكرهم أو يهتم لهم أحد.. ويقال أن الثمن الذي دفعوا حياتهم القصيره لأجله يستحق. وكأن الأطفال حين يقتلون في الحروب يشاورون. هم يقتلون وفقط, وما إن تنتهي الحرب ويعتقد أحد الأطراف أنه انتصر أو رد اعتباره ينسى كل شيء. فهم شهداء. ماذا يريدون أكثر من ذلك؟!
    تاريخنا رديء حقاً كيفما نظرت إليه

    ردحذف
  2. ذكرتيني بهؤلاء الذين يحسدون المعاقين للاهتمام الذي يحظون به، على سبيل المثال في المواصلات العامة، يفترض ذوقيا أن يجلسون أولا، لكن البعض يفعلها بتذمر شديد و وجوههم تكاد تنطق بالحقد و الحسد

    ردحذف
  3. هل وقفت على هذا؟ ويسرقون منهم مواقف السيارات أيضا ً..

    ردحذف
  4. يعتقد البعض أن هؤلاء يتسولون هذه المكانة المتميزة، فيعاملونهم بهذا الاحتقار، ناسين أنها مطالبة عادلة نتيجة مباشرة لانعدام الذوق

    ردحذف